المدارس الأهلية بإسرائيل تغلق احتجاجا على التمييز

من مظاهرة الناصرة امس يتقدمها رجال الدين من كافة الطوائف المسيحية وفيها رفع الطلاب لافتات بعدة لغات ضد التمييز بحقهم
مظاهرة الناصرة رفع فيها الطلاب لافتات تستنكر التمييز ضدهم (الجزيرة نت)

وديع عواودة-الناصرة

لليوم الثاني على التوالي تواصل المدارس الأهلية المسيحية في إسرائيل إضرابها المفتوح احتجاجا على عدم منحها الميزانيات المستحقة من وزارة التعليم وتضييق الخناق عليها.

ويجري الحديث عن 33 ألف طالب يدرسون في 47 مدرسة مسيحية يعمل فيها ثلاثة آلاف معلم داخل أراضي 48.

وبدأت أزمة المدارس الأهلية داخل أراضي 48 قبل سنوات، بعدما قلصت وزارة التعليم الإسرائيلية ميزانياتها وحرمتها جباية الرسوم المدرسية من طلابها.

وتظاهر ليلة أمس الآلاف من طلاب المدارس الأهلية، بمدينة الناصرة، احتجاجا على عدم مساواتها مع المدارس اليهودية، ورفعت لافتات تتهم وزير التعليم بازدواجية المعايير وإهمال الطلاب العرب.

وتوضح الأمانة العامة -في بيانها- أن المدارس الأهلية رفضت مقترحا إسرائيليا بتحويلها إلى رسمية لأنها تملك "رسالة روحية أخلاقية".

وتصنّف هذه المؤسسات التعليمية، منذ عدة عقود، كمدارس "معترف بها غير رسمية" وتمول جزئيا من وزارة التعليم الإسرائيلية.

لكن الوزارة اتبعت، في السنين الأخيرة، سياسة تؤدي إلى تجفيف هذه المدارس التي تتهمها بشن حملة ممنهجة ضدها بتقليص المخصصات الرسمية الممنوحة لها من 75% إلى 29% من مجمل نفقاتها.

من مظاهرة الناصرة أمس يتقدمها رجال الدين من كافة الطوائف المسيحية (الجزيرة)
من مظاهرة الناصرة أمس يتقدمها رجال الدين من كافة الطوائف المسيحية (الجزيرة)

ضربة قاصمة
ولذلك يتهم الأب فرنسوا دي ماريا، راعي طائفة اللاتين بقرية كفركنا، في تصريح للجزيرة نت، وزارة التعليم بإحكام القبضة وتشديد الخناق عليها، مشيرا إلى أن تحديد نسبة الجباية من الأهل يعتبر "ضربة قاصمة" ستؤدي حتماً لمنع استمرار عملها.

ويوضح أن الوزارة واصلت في تعنتها، وصعدت من خطواتها فأصدرت رسائل تحذيرية ضد عدد من المدارس وصلت إلى حد إيقاف تجديد ترخيصها.

ولفت إلى أن وزارة التعليم اقترحت زيادة مالية غير كافية على هذه المدارس التي بادرت بالإضراب المفتوح داعية الأهالي إلى تفهم ذلك، ومؤازرة نضالها لانتزاع حقوقها كاملة.

ويحذر منسق الأمانة العامة للمدارس الأهلية الأب عبد المسيح فهيم من بقاء آلاف الطلاب العرب في الشوارع والبيوت، متهما الوزارة بعدم الاهتمام بهم وكأنهم ليسوا ضمن جمهور هدفها.

وردا على سؤال الجزيرة نت حول الدافع لتشديد الخناق على المدارس المسيحية وربما ارتباط ذلك بتشديد إسرائيل على طابعها اليهودي، اكتفى الأب فهيم بالقول إن هذه المدارس تعتمد المناهج الإسرائيلية وتربي على القيم والأخلاق الحميدة وتتفوق بنتائجها.

وردا على شكاوى الأهالي واحتجاجاتهم على الرسوم الباهظة، قال الأب فهيم إنه يتفهمهم، ولذا تطالب المدارس الأهلية بتمويل حكومي كامل.

أهلية أم مسيحية؟
وحول الانتقادات المتعلقة بتسمية هذه المدارس في بيانات أمانتها العامة، قال إن "التسمية الرسمية هي المدارس المسيحية ولكنها اكتسبت تسمية شعبية هي الأهلية، ورسميا لابد من استخدام الاسم الرسمي، مع العلم أنها تضم آلاف الطلاب المسلمين".

ويعتب الأب فهيم على القيادة السياسية لفلسطينيي الداخل الذين توصلوا لاتفاق مع الحكومة حول ميزانيات السلطات المحلية والمدارس العربية الرسمية، دون أن يأخذوا بالحسبان المدارس الأهلية المسيحية.

ودعت معلمة عربية بمدرسة أهلية -فضلت عدم الكشف عن هويتها- كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية داخل أراضي 48 إلى التضامن مع المدارس الأهلية وعدم تركها وحيدة في نضالها، ودعت لفضح "التمييز الإسرائيلي العنصري" في العالم.

ويبدي المحاضر الجامعي رائف زريق مخاوفه من استغلال السلطات الإسرائيلية أزمة المدارس الأهلية المسيحية ومساومتها بميزانيات مقابل أداء طلابها "الخدمة المدنية" البديلة للخدمة العسكرية.

المصدر : الجزيرة