تصعيد الاحتلال ضد الأسرى يشعل فتيل التضامن
عاطف دغلس-نابلس
ومارست إسرائيل -ولا تزال- عنفا ممنهجا ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها عبر الاقتحامات والاعتداءات بالضرب، ونقل بعضهم من سجن إلى آخر تعسفا، وعزل آخرين بهدف سلب إنجازاتهم.
وزاد التصعيد الإسرائيلي في الآونة الأخيرة ضد الأسرى الإداريين والأسرى المرضى (نحو عشرين أسيرا معرضا للموت)، كما ارتفعت وتيرة الاقتحامات والاعتقالات اليومية بحق الفلسطينيين.
وأشعل إضراب الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان عن الطعام منذ 26 يوما رفضا للاعتقال الإداري، الشارع الفلسطيني الذي صب غضبه على القيادات الفلسطينية السياسية والفصائلية وعلى مؤسسات المجتمع المدني، متهما إياهم بالتقصير الواضح والعلني بشأن الأسرى.
وألقت ممارسات الاحتلال وتصعيده ضد الأسرى ظلالها على الشارع الذي تفاعل معهم ميدانيا بالمواجهة والاحتكاك مع الاحتلال، ومعنويا بتنظيم أنشطة وفعاليات مؤازرة لهم.
معاناة الأسرى
وفي مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية، خرج عشرات من أهالي الأسرى وقيادات فلسطينية في مسيرة تضامنية بدعوة من اللجنة العليا للأسرى عند دوار الشهداء وسط المدينة، حاملين صورا وهاتفين بشعارات داعمة للأسرى ومنتقدة للتقصير الرسمي نحوهم.
وأكد اشتيوي للجزيرة نت أن الاحتلال صعّد من انتهاكاته ضد الأسرى بزيادة عمليات اقتحام غرفهم بشكل شبه يومي، وسلب أدواتهم وإجبارهم على التفتيش عراة بحجج مختلفة.
ولفت إلى أن الاعتداءات الأخيرة شملت عزل أسرى وضرب آخرين وقمعهم، علاوة على عدم تقديم العلاج للأسرى المرضى، وحذّر من أن يخرجوا من السجون "أمواتا".
وأشار اشتيوي إلى أن رسائل يومية تصل من الأسرى المرضى بشأن صعوبة أوضاعهم، وحمّل الاحتلال نتائج انتهاكاته، داعيا القيادة الفلسطينية إلى توسيع الاهتمام الدولي بقضيتهم عبر السفراء والقناصل وبكل الوسائل، وانتقد قلة تحرك المؤسسات الدولية التي باتت مطلعة على قضية الأسرى ولا تحرك ساكنا.
ورأى أن القضية تشهد تراجعا ملحوظا نتيجة "تقصير الجهات المعنية"، داعيا إلى برنامج وطني شامل يعيد الاعتبار لهذه القضية ويلفت أنظار العالم إليها.
خطوات تفاعلية
من جانبه قال عضو لجنة تنسيق الفصائل في نابلس زاهر الششتري إنهم بصدد توسيع فعاليات التضامن مع الأسرى، لاسيما مع خوض الأسرى جولة جديدة من الإضراب.
وقال الششتري إن تراجع الاهتمام بالأسرى محليا ودوليا سببه الانقسام وغياب الدور الحقيقي لممثل الشعب الفلسطيني (منظمة التحرير)، وبيّن أن المطلوب دور حقيقي لهذه المنظمة وإعادة الاعتبار لنفسها وفق الاتفاقات الموقعة وأهمها اتفاق القاهرة 2005، إضافة إلى إعادة الوحدة بانتخابات حقيقية للمنظومة الفلسطينية السياسية بدءا بالمجلس الوطني وانتهاء بالمجلس التشريعي.
وأرجعت الناشطة ميسر عطياني تراجع الاهتمام بقضية الأسرى إلى "فقدان الثقة بالقيادة الفلسطينية التي تتبع سياسة تغليف العقول وفرض ثقافة اللاوعي".
وقالت إن هناك فقدانا للثقة بالفصائل التي تدعم أنشطتها أكثر من الأنشطة الأخرى وتوفر الميزانيات الكاملة لها. كما يتحمل المسؤولية أيضا الأسرى المحررون الذين تغيب مشاركتهم التضامنية مع زملائهم بعد تحررهم.
وكان القيادي في حركة حماس الأسير المحرر وصفي قبها أكد للجزيرة نت عقب الإفراج عنه قبل نحو أسبوع، أن الأسرى يستعدون للتصعيد ضد سلطات السجون رفضا للاعتقال الإداري وسياسة تجاهل مطالب المرضى منهم، وذلك عبر رفض المثول أمام المحاكم وتوسيع الإضراب.