الأم تنقل المخاوف لوليدها عبر رائحة عرقها

الرضاعة الطبيعية تحد من خطر إصابة الأم بالسكري من النوع الثاني بنسبة 40%
رائحة عرق الأم تؤثر على الطفل (الألمانية)

توصل باحثان من أميركا إلى أن الأمهات اللاتي يصبن بأزمات نفسية يمكن أن ينقلن مخاوفهن إلى أطفالهن حديثي الولادة دون أن يتعرض هؤلاء الأطفال أنفسهم لتجارب نفسية سيئة.

وقال الباحثان جاسيك ديبيك وريجينا ماري سوليفان من جامعة ميشيجان بمدينة آن آربر الأميركية في دراستهم التي نشرت أمس الاثنين في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، إنه ليس من الضروري أن تكون الأم حاضرة إلى جانب وليدها لتنقل له هذه المخاوف النفسية، وإن رائحة عرق الأم تكفي لنقل الخوف الدائم لدى أطفالها.

وأشار الباحثان إلى أن دراستهما التي أجروها على فئران يمكن أن تفسر سبب انتقال المخاوف عبر عدة أجيال من البشر.

وربط الباحثان خلال التجارب التي أجروها على إناث فئران غير حوامل بين رائحة النعناع وصدمات كهربية خفيفة، ثم تعرضت هذه الفئران لرائحة النعناع بعد أن ولدت ولكن دون أن تترافق هذه الرائحة مع الصدمات الكهربية.

وجود الأم لم يكن ضروريا لنقل الخوف، إذ يكفي أن ينقل الباحثون رائحة عرق الخوف الخاص بالأم إلى قفص الفئران حديثة الولادة لتصاب به

اكتساب الخوف
وتبين للباحثين أن الفئران الصغيرة التي لم يمض على ولادتها سوى أيام قليلة تعلمت الصدود من رائحة النعناع في وجود أمها، وذلك دون أن تتعرض  للتجربة السيئة الخاصة بصدمات الكهرباء.

وأظهرت تجربة أخرى أن وجود الأم لم يكن ضروريا لنقل هذا الخوف، وأنه يكفي أن ينقل الباحثون رائحة عرق الخوف الخاص بالأم إلى قفص الفئران حديثة الولادة ويربطوها برائحة النعناع.

وتبين للباحثين أن النفور الذي نقلته الأم لأولادها ضد النعناع يمتد فترة طويلة فاجأت العلماء، إذ استمر الخوف لمدة ثلاثين يوما كاملة لدى فئران تعرضت لجلسة خوف في سن 13 يوما.

تعلم من الأم
وفسر الباحثون نتائج دراستهم بأن الفئران الوليدة تكون في أيامها الأولى غير قادرة على استقراء المعلومات المتعلقة بالمخاطر المحيطة بها، ولكنها تقرأ المعلومات التي تصلها من أمها بشأن هذه المخاطر وتكون قادرة على تعلم هذه المعلومات من أمها والاحتفاظ بها في ذاكرتها بشكل دائم. 

وأكد الباحثان أن نتائج دراستهم تنسحب أيضا على البشر، وأن الإنسان يمكن أن يورث نسله مخاوفه المرضية، إذ إن الأطفال الصغار يمكن أن يتعلموا المخاوف من أمهاتهم في سن مبكرة جدا، فهم يكتسبون خبرات أمهاتهم قبل أن يستطيعوا اكتساب خبرات بأنفسهم.

وأشار الباحثان إلى أن النقطة المهمة هنا هي أن المعلومات التي يكتسبها الأطفال الصغار عبر أمهاتهم تستمر فترة أطول من المعلومات التي يكتسبونها من خلال تجاربهم المباشرة إذا لم تتكرر هذه التجارب.

المصدر : الألمانية