طعام وصيام.. البصل ما بين "المكمورة" و"المسخن"

د. أسامة أبو الرُّب

أسال دموع الملايين عبر التاريخ من الرجال والنساء، وهم يقشرونه ويقطعونه، ولكن ذلك لم يزده إلا شعبية، وبالرغم من أن رائحته المزعجة كفيلة بإبعاد الأصدقاء عنك فإن البصل يعد مكونا لا غنى عنه في الطعام، وفي رمضان فإن بعض الإرشادات سوف تساعدك في تناوله بشكل أفضل وأقل رائحة.

والبصل يحتوي على الألياف الغذائية وفيتامين "ج"، وهو خال من الدهون والكوليسترول، كما أنه منخفض المحتوى من السعرات الحرارية، ويمكن تناوله في عدة أشكال، مثل البصل الناشف الجاف، والبصل الأخضر الذي يؤكل في البلدان العربية مع طبق العدس، كما يطبخ مقليا أو مسلوقا.

ومن أهم فوائد البصل أنه يمثل مطيبا خاليا تقريبا من السعرات الحرارية والصوديوم، لذلك فهو يضاف للحم والدجاج المطبوخ، ثم ينتشل اللحم من المرق ويصفى من قطع البصل ليعطي مرقا لذيذ الطعم يمكن استخدامه لتحضير أطباق أخرى.

الدموع
ولعل إحدى أبرز مشاكل البصل هي تسببه بإدماع العين أثناء تقشيره، وهذا ينتج عن تحرر إنزيمات في البصل أثناء تقطيعه تؤدي لإطلاق غازات مخرشة للعين، مما يقود إلى سقوط الدموع. ولتخفيف هذه المشكلة فإننا ننصحك بالتالي:

  • ضع البصل في الثلاجة قبل تقطيعه، فهذا يعمل على تخفيض درجة حرارته وبالتالي تقليل نشاط الإنزيمات.
  • قطع البصل في حوض من الماء أو تحت ماء جار.
  • احرص على وجود تهوية جيدة في المطبخ، مثال وجود مروحة شفط قوية، إذ تعمل على سحب الغازات المخرشة بسرعة قبل تسببها بالدموع.
  • ارتد نظارات واقية أو قناع غطس لحماية عينيك.

أما المشكلة الثانية للبصل في رمضان فهي الرائحة، والتي تكون بالغة الأهمية خاصة بعد الإفطار فإن الشخص يذهب للمسجد للصلاة، كما قد يزور الآخرين، ولذلك فإن رائحة البصل قد تؤذي من حوله. كما أن هذه المشكلة أكثر أهمية بالنسبة للمتزوجين مقارنة مع العازبين.

وعادة ما تكون الرائحة أكثر وضوحا نتيجة تناول البصل الطازج مقارنة مع المطبوخ، وهنا من الأفضل تأجيل تناولك للبصل الطازج لما بعد عودتك من صلاة التراويح. كما يقول البعض إن غسل البصل الطازج بعد تقطيعه بالماء يساعد على تخفيف رائحته.

المكمورة والمسخن
ولعل من أشهر الأطباق التي تحضر بالبصل في العالم العربي هو "المكمورة" في الأردن و"المسخن" في فلسطين، واللذان يحضران من بصل مقلي مع زيت الزيتون. أما في المكمورة فيتم وضع طبقات من العجين تتخللها طبقات من هذا البصل المقلي واللحم أو الدجاج، ثم يخبز في الفرن أو يطبخ "مكمورا" بحفرة في الأرض.

أما طبق "المسخن" فيختلف عن المكمورة في استخدام خبز ناضج يفرش فوقه البصل المقلي ويرش بالسماق، ثم تصف فوقه قطع الدجاج أو يرش عليه اللحم المفروم المقلي، ويزين بالمكسرات، ثم يشوى بالفرن. وهذان الطبقان يزودان الجسم بالبروتينات والألياف والكربوهيدرات، وهما غنيان بالطاقة لأن المكمورة والمسخن يضاف لهما كمية كبيرة من زيت الزيتون، ولذلك فعليك الاعتدال في تناولهما وإن كانا لذيذين للغاية.

المصدر : الجزيرة