ندوة بالدوحة تبحث النقد التطبيقي للمسرح
سعيد دهري-الدوحة
وأكدوا في ندوة "النقد التطبيقي في المسرح العربي"، التي نظمتها وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، على هامش مهرجان الدوحة المسرحي 2015، على غياب النقد التطبيقي للأعمال المسرحية في الصحافة العربية، في ظل تزايد الاهتمام بالظواهر الفنية الشعبية.
وفي هذا الصدد، أوضح الناقد المسرحي القطري حسن رشيد في مداخلة بعنوان "النقد المسرحي في الصحافة القطرية"، أنه لا يوجد نقد مسرحي في الصحافة القطرية، وأن ما يتم نشره عبر الصفحات الثقافية مجرد تغطيات خبرية وانطباعات سريعة، في ظل غياب مجلات ودوريات متخصصة تستوعب هذا النوع من الكتابة.
دعم المسرح
وأبرز رشيد أن الحركة النقدية المتميزة تستدعي حركة مسرحية، تقوم على الدعم المادي والمعنوي، وتعتمد على ورش عمل وندوات لصقل المواهب، وأندية تُخرج فنانين يؤمنون بدور وأهمية المسرح في المجتمع.
وأشار إلى أن دولا عربية مثل مصر وتونس وسوريا ولبنان والعراق، شهدت في الستينيات حراكا مسرحيا مهما أنتج لغة جديدة لهذا الفن.
وفي تصريح للجزيرة نت، نفى الناقد القطري أن يكون في الوطن العربي مسرح حقيقي يؤدي رسالته ودوره كما ينبغي، مشيرا إلى أن العشرات من المهرجانات المسرحية لا تشكل حالة إبداعية، وإنما ومضات تنتهي مع آخر يوم من المهرجان أو الفعالية الفنية.
وفي السياق ذاته، أوضح الباحث الكويتي علاء الجابر أن الصحافة العربية تتعامل مع الفن المسرحي باعتباره فنا نخبويا محدود الجماهير، وأن ما يُفرد من صفحات بالجرائد لا يعدو عن كونه تقارير تواكب موسم مهرجان مسرحي معين، أو تأتي تماشيا مع حجم الإعلان المرصود من المؤسسة أو الشركة المنتجة للمسرحية.
وشدد الجابر على أن علة النقد المسرحي التطبيقي في الصحف لا تكمن في المحرر الصحفي بأدواته المحدودة، بل في إدارة الصحف التي لم تعد ترى في المسرح أداة تأثير في المجتمع، وعدم إيمان هذه المؤسسات بأهمية ومكانة المسرح في تشكيل الوعي الجمعي العام.
ميثاق نقدي
ومن جهته، أوضح مدير مهرجان فاس للمسرح الجامعي سعيد الناجي أن النقد التطبيقي تطور عبر العالم خاصة في القرن التاسع عشر بفضل تطور الظاهرة المسرحية وتعدد المهارات المتدخلة في العرض، وبفضل تطور الصحافة المكتوبة وتشكل رأي عام فني وثقافي مواز لذلك.
وأشار في ورقته التي جاءت تحت عنوان "ميثاق النقد المسرحي، أو في معنى أن تكون ناقدا" إلى وجوب تحاشي الناقد سؤالَ لماذا؟ وتبني سؤال: كيف تتفاعل لغات العرض المسرحي؟ والبحث في طريقة الاشتغال الفني والجمالي، بتجرد موضوعي ومهني، متحلل من أي نوازع للوصاية الذاتية على النص، أو محاولة تقمص صفة مخرج مسرحي ثان.
ولفت الباحث المغربي إلى أن المسرح العربي في حاجة إلى التفكير في صياغة ميثاق نقدي أو أخلاقي نبيل ينظم علاقة النقاد بالمسرح، ويساهم في إعلاء الظاهرة الفنية، بدل تمريغها في المتاجرات الشخصية، باعتبار أن المسرح هو الفن الأكثر تفاعلا وتجلية للطابع الاجتماعي للإبداع.
ودعا الناجي في تصريح للجزيرة نت إلى ضرورة عقد مؤتمر للنقد المسرحي العربي، والعمل على تقييم شامل لإنجازات المسرح العربي وتراكماته، مما يسهم في فك عقدة ارتباط المسرح بالطابع الشفوي والعفوي وبالندوات التطبيقية، التي تنظم على عجل وتنفض دون ملامسة ومقاربة الأسئلة المقلقة والحقيقية للظاهرة المسرحية.