"إني اخترتك يا وطني".. ملحمة فنية بذكرى يوم الأرض

الفعالية أطلق عليها اخترتك يا وطني
شارك في هذه الملحمة الفنية فنانون تشكيليون وطلبة مدارس وجامعات فلسطينية من فئات عمرية مختلفة (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

تنهمك الفنانة التشكيلية الفلسطينية، رجاء المدهون (26 عاما) في رسم لوحة تظهر "الجدار العنصري" وتجلس بجواره امرأة فلسطينية تلبس ثوباً بألوان العلم الفلسطيني، تحمل رضيعها وتنظر من خلال فتحة فيه، إلى مدينة القدس المحتلة.

واختارت رجاء هذه اللوحة لتشير إلى الأمل الذي يعيش عليه الفلسطينيون بالعودة الى أراضيهم، فالمرأة الجالسة تدل على التمسك بالأرض مهما حصل، والرضيعة تدل على أن "شعبنا سيبقى جيلاً بعد جيل إلى أن يحرر أرضه، وثوب المرأة الفلسطينية هو ألوان علم فلسطين".

وتقول رجاء، للجزيرة نت، إنه لا يزال "الأمل لدينا رغم كل ما نتعرض له من ظلم وحصار وقتل ودمار في العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها، وتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي الظالم".

‪المدهون: لا يزال الأمل لدينا رغم كل ما نتعرض له من ظلم وحصار‬ (الجزيرة)
‪المدهون: لا يزال الأمل لدينا رغم كل ما نتعرض له من ظلم وحصار‬ (الجزيرة)

أربعمائة فنان
لوحة رجاء، كانت بين مئات اللوحات التي رسمها أربعمائة فنان فلسطيني من كافة مناطق قطاع غزة لإحياء فعاليات الذكرى الـ39 ليوم الأرض والذي يوافق الثلاثين من مارس/آذار، على أرض السرايا وسط مدينة غزة.

وشارك في هذه الملحمة الفنية التي أطلق عليها "إني اخترتك يا وطني" فنانون تشكيليون وطلبة مدارس وجامعات فلسطينية من فئات عمرية مختلفة.

ويريد الفنانون -وفق الفنانة رجاء- من هذه الفعالية توجيه رسائل للعالم مفادها أن في غزة شعبا يحب الحياة ويقاوم المحتل حتى يسترد جميع حقوقه ويحرر أرضه.

الطفل مصطفى عياش (13 عاماً) رسم امرأة على شكل شجرة متجذرة في الأرض موشحة بالكوفية الفلسطينية، تشير إلى التمسك بالأرض، وسواد على الجانب الآخر يمثل الاحتلال والحصار على الفلسطينيين.

ويقول عياش للجزيرة نت إنه استوحى فكرة اللوحة من الواقع الذي يعيشه أهل فلسطين من احتلال وحصار، وأكد أن لوحته تعبر عن أمله في إزالة الاحتلال والحصار وعودة الفلسطينيين إلى أرضهم.

من جهتها، تؤكد مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، مريم زقوت، أن جمعيتها قررت تحويل هذه المناسبة الحزينة لموعد لتأكيد الصمود والتحدي والإصرار على "انتزاع حقوقنا واستعادة وطننا فلسطين".

واختارت الجمعية أرض السرايا لأنها كانت قديماً زنازين لسجون الاحتلال يعتقل فيها خيرة الشباب الفلسطيني المقاوم ويعذبون فيها، لتتحول إلى مكان للإبداع عبر ريشة الفنان وألوانه.

‪الطفل عياش ولوحته‬ (الجزيرة)
‪الطفل عياش ولوحته‬ (الجزيرة)

الصمود والتحدي
وتقول مريم للجزيرة نت إن أربعمائة فنان وفنانة من مختلف الفئات العمرية يرسلون رسائل الصمود والتحدي من خلال هذه الملحمة الفنية الكبرى، وأضافت أن "الاحتلال لم يستطع أن ينسينا قضيتنا الفلسطينية".

وتتابع أن هؤلاء الشباب يعبرون عن تمسكهم بأرضهم وبحق العودة من خلال لوحاتهم التي جسدت يوم الأرض، مؤكدة أن الاحتلال لن يستطيع أن يطمس الهوية الفلسطينية وتراث الشعب الفلسطيني.

وشهدت الفعالية إقبالا كبيرا من الجمهور الفلسطيني، وحرصا شديدا من الفنانين على المشاركة فيها ما يدل على حبهم لوطنهم وقضيتهم العادلة.

وتشير مريم إلى أن هذه اللوحات لامست المشاعر والأحاسيس تجاه أرض فلسطين المحتلة، وتؤكد أن "شعبنا أصيل له جذوره وهويته، وماضيه وحاضره، وأننا شعب مقاوم يحب الحياة ويسعى لنيل حريته وكرامته وتحرير أرضه بكل الطرق والأدوات المتاحة".

معين السوسي (32 عاما) أحد زوار الفعالية، أكد أن رسالة هؤلاء الفنانين وتعبيرهم عن تمسكهم بأرضهم وصلت عبر هذه اللوحات المميزة.

ورأى -في حديث للجزيرة نت- أن ما يميز هذه الفعالية مشاركة الأطفال الصغار، ذلك أنهم أصدق في التعبير من غيرهم، ويعبرون عما في داخلهم بكل براءة وصدق.

المصدر : الجزيرة