كاتبة أردنية: الرواية العربية لن تموت

الدكتورة شهلا العجيلي تتحدث وفوزي الخطبا الذي أدار الأمسية
شهلا العجيلي قالت إنها ليست قلقة على مصير الرواية العربية وعزت غياب الرواية الأردنية لما أسمته استبداد الجغرافيا (الجزيرة)

توفيق عابد-عمّان

نفت الروائية الأردنية، شهلا العجيلي الأطروحة القائلة بموت الرواية العربية. وقالت في أمسية بالعاصمة عمان بعنوان "مسارات ثقافية في واقع الرواية العربية" إن الرواية تعيش ما سمته "حالة ليبرالية فريدة" في ظل بنى اجتماعية تعمل على تضييق الخناق على الكتاب.

وقالت العجيلي، ذات الأصول السورية، إن الرواية العربية تشكلت مع حركة التنوير حيث لعب الأدب دورا جديدا في ظل سياق تطلب أشكالا فنية جديدة أهمّها الرواية ما يتطلبه ذلك من مواقف بشأن اللغة ووظيفة الأدب والذات والموقف من الآخر.

وقالت بوصفها ناقدة وأكاديمية إنها ليست قلقة على مصير الرواية، ولفتت في الأمسية التي جرت أمس الاثنين إلى أن كتابة الرواية عمل شاق وأن الكتّاب الحقيقيين والمؤهلين هم من يصمدون، ولن يبقى من النصوص الروائية إلا من يحقق الشرط الروائي و"هو حضور المعرفي والجمالي".

ووفق العجيلي فإن الرواية ستستمر لقدرتها على التكيف مع المستجدات وقبول الآخر، لأنها بديل عن الفلسفة الغائبة في طرحها لأسئلة عن حالة القلق والاغتراب وعن قضايا الوجود والهوية والمستقبل.

وعزت غياب الرواية الأردنية لما أسمته "استبداد الجغرافيا" أو هروب الروائي من جغرافيته إلى جغرافيا أخرى، وقالت "لا يوجد أحداث درامية في المجتمع الأردني".

جانب من حضور أمسية
جانب من حضور أمسية "مسارات ثقافية في واقع الرواية العربية" التي استضافت شهلا العجيلي(الجزيرة)

وفي خضم النقاش الذي دار في تلك الأمسية، أثيرت مسألة العلاقة بين الشعر والرواية. وقال الناقد مصلح النجار إن النقاد المنحازين للشعر يتحمسون لإعلان هزيمة الرواية، وإن هنالك تيارا في الكتابة الروائية صار يعتمد على لغة وروح ورؤية شعرية.

وقال النجار -في حديث للجزيرة نت- إن الشعر يغزو الأطر السردية في الأدب العربي ويتضافر مع هذا إعلان بعض نقاد الرواية "موت الرواية". وأضاف "ربما يصعب عليّ تقبل موت الرواية مثلما لا أتقبل الكلام عن موت الشعر ولكن الحساسيات الروائية في تحول دائم نتيجة تحولات الحياة لأن مادة الرواية هي الحياة" مؤكدا أن الأجناس الأدبية عصية على الزوال.

وحول موقع الرواية الأردنية ولماذا لا يصل صوتها خارج الحدود؟ قالت الأكاديمية نهلة الشقران "إن هناك رقيبا داخليا يسبب خوفا حين نكتب فلا نخرج من ذواتنا، فنحن شعب عاطفي يفكر بالمشاعر أكثر من القضية الجوهرية التي تجعل الرواية ناجحة ولم نتعرض لمآس جماعية تجعل المتلقي يتوحد مع القضية التي يناقشها الروائي".

وقالت الشقران للجزيرة نت إن الشعر يهدد الرواية لأن غالبية كتابها يميلون للكتابة الذاتية الشعرية بعيدا عن السرد النثري بسلاسته وكأن المسألة "عرض عضلات" لبيان قدراتهم اللغوية فيستعيدون عن بساطة السرد الذي يلبسونه عباءة الشعر ممّا يحدث اختلاطا بين الأجناس الأدبية.

المصدر : الجزيرة