مهرجان يحتفي بالشاعر محمود درويش في القاهرة

د. محمد عفيفي (يمين) و د. أحمد الجنايني
محمد عفيفي (يمين) وأحمد الجنايني في المهرجان الأول للشعر المقام بالقاهرة (الجزيرة)
بدر محمد بدر-القاهرة

انطلق مساء أمس الأحد المهرجان الأول للشعر الذي يقيمه مركز "أتيليه القاهرة" للفنون بعنوان "دورة الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش"، بمشاركة شعراء وأدباء عرب، وتلقى فيه قصائد بصوت الشاعر، ويستمر حتى 30 من سبتمبر/أيلول الجاري.

المهرجان يلقي الضوء على جوانب من إبداعات الشاعر الكبير باعتباره شاعر القضية الفلسطينية الذي تغنى بآلامها وآمالها عبر رحلة حياته، ونقل نبضها عبر كلماته الصادقة إلى العالم.

ووصف رئيس "الأتيليه" أحمد الجنايني المهرجان بأنه "عرس حقيقي للشعر وللثورة وللوطن، لأن محمود درويش نجح في أن يسجل تاريخ وكفاح ونضال الشعب الفلسطيني عبر قصائده الرائعة، ويدون أسطورة من الشعر العربي بطريقة مختلفة".

وأكد الجنايني أن الاحتفال بالشاعر درويش هو احتفال بقيمة النضال والكفاح من أجل التحرر والحرية، فهو القائل: "حاصر حصارك لا مفر.. حاصر حصارك بالجنون وبالجنون.. ذهب الذين تحبهم.. ذهبوا.. فإما أن تكون أو لا تكون".

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة محمد عفيفي، الذي افتتح المهرجان نيابة عن وزير الثقافة، إن درويش "تبوأ الصدارة في مشهد الحداثة في الشعر العربي، من خلال تحويله الحدث الواقعي إلى تجربة حية تنطق بوجودها، وهي ماثلة في وجدان صاحبها".

‪جانب من جمهور مهرجان الشعر بالقاهرة‬ (الجزيرة)
‪جانب من جمهور مهرجان الشعر بالقاهرة‬ (الجزيرة)

صوت فلسطين
ومن ناحيته، قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة "في زمن نشعر فيه بالحسرة على تراجع الاهتمام بالشعر، يأتي مهرجان محمود درويش الذي يلفت الأنظار ويهز القلوب، فالشاعر الكبير هو طائر حلق بعيدا، فكان صوت قضيته ووطنه وأمته، مثلما كان صدى لعذابات البشر وأحلامهم".

وأضاف أبو سنة أن درويش هو شاعر فلسطين، كما هو شاعر العرب وشاعر الإنسانية الذي غنى عذابات شعبه وعذابات الإنسانية في آن واحد، وفجر طاقات اللغة العربية إلى أقصى مدى، حيث تتقاطع في شعره كل اتجاهات الشعر العربي الكلاسيكي والرومانسي والصوفي والحر والحديث.

وأكد أبو سنة أن محمود درويش "شاعر قضية" بأرقى معاني المصطلح، وهو شاعر شعبي له سلطة واسعة على جمهور الشعر والأدب، وهو أيضا شاعر طليعي مهموم بتوسيع أفق القصيدة عمقا ونفاذا.

وقال الشاعر السعدني السلموني إن اسم محمود درويش ارتبط بفلسطين ولا يصح ذكر أحدهما دون الآخر، فهو هرم عربي كبير، وقد حارب كثيرا من أجل القضية الفلسطينية ووقف ضده شعراء كبار في الوطن العربي استسلموا لضياع القضية بينما هو لم يستسلم.

ودعا السلموني في حديث للجزيرة نت إلى أن تتبنى الهيئة المصرية العامة للكتاب طبع أعماله الشعرية الكاملة في طبعة شعبية زهيدة الثمن، كي تصل إلى أوسع نطاق من الجمهور المصري والعربي، لأن أشعار درويش تمثل وجدان الشعب الفلسطيني.

‪أبو طاحون: مسيرة درويش ترتبط بالتجديد في كل مراحل إبداعه‬ (الجزيرة)
‪أبو طاحون: مسيرة درويش ترتبط بالتجديد في كل مراحل إبداعه‬ (الجزيرة)

أطوار أساسية
من جهته، قال الناقد الأدبي د. مصطفى أبو طاحون إن هناك ثلاثة أطوار أساسية مرت بها رحلة محمود درويش الشعرية، الطور الأول تمثل في قصائد دواوينه الأولى التي نشرت في فترة الستينيات، ابتداء من "عصافير بلا أجنحة" عام 1960.

وتمثل الطور الثاني في الدواوين التي نشرها منذ أوائل فترة السبعينيات تقريبا، والتي بدأت بديوانه "أحبك أو لا أحبك" في عام 1972، أما الثالث فتمثل في دواوينه المتأخرة التي نشرت خلال العقد الأول من هذه الألفية.

وأضاف طاحون في حديثه للجزيرة نت أن الملمح الأوضح في رحلة درويش بأطوارها الثلاثة يرتبط بالتجدد الإبداعي الذي ظل يلاحق طيلة ما يقرب من نصف قرن تغيرات كبرى خارج الإبداع، وهو ما جعل شعر درويش شاهدا شعريا عربيا مهما.

وقد حضر المهرجان جمهور كبير، لفت الأنظار إلى حجم الاهتمام الشعبي بالشاعر والقضية.

المصدر : الجزيرة