"كذبة متقنة" يقود ريز ويذرسبون إلى طريق الأوسكار

An undated handout picture provided by the Deauville American Film Festival organization on 09 September 2014 shows US actress Reese Witherspoon (L) and Sudanese actor Ger Duany (R) in a scene of the film 'The Good Lie' by Canadian director Philippe Falardeau. The movie is presented in the official competition of the festival that runs from 05 to 14 September. EPA/BOB MAHONEY / BLACK LABEL MEDIA / HO
ريز ويذرسبون أثناء تسجيل مشهد في الفيلم مع الممثل السوداني الأصل غير دواني (الأوروبية)

تشكو النجمات المخضرمات في السينما من أن العثور على أدوار جيدة أصبح مهمة بالغة الصعوبة هذه الأيام في هوليوود، ولكن مع القليل من الحظ وجرعة وفيرة من الصبر والدأب، يمكن الحصول على شخصيات مثل التي وقّعت عقدها مؤخرا النجمة ريز ويذرسبون (38 عاما) في فيلم "كذبة متقنة"، وهو عمل عميق يحمل بعدا إنسانيا يعيد النجمة الشابة إلى أدوار الدراما مرة أخرى.

تجسد ويذرسبون في الفيلم دور كاري، ناشطة اجتماعية متطوعة، تتمتع بشخصية قوية للغاية، تقدم على اتخاذ قرار جريء بإيواء ثلاثة لاجئين سودانيين نجحوا في الوصول إلى الولايات المتحدة، هربا من أهوال الحرب الأهلية التي عصفت بالبلد الأفريقي خلال الفترة بين 1983
و2005.

تنشأ بينها وبينهم علاقة إنسانية وطيدة، تدفعها لمحاولة إحضار واحدة من قريباتهم، يتعين عليها تخطي العديد من العقبات البيروقراطية لكي تتمكن من الوصول إلى الأراضي الأميركية.

وكتبت مارغريت ناغل سيناريو هذه الدراما المأخوذة عن أحداث حقيقية، وسبق لها أن كتبت سيناريو فيلم "يوميات أطفال ضائعين في السودان" حول تجارب مجموعات من الأطفال الأيتام فقدوا ذويهم وقاسوا ويلات تلك الحرب التي استمرت عقدين من الزمان وانتهت بتقسيم البلاد إلى دولتين، كما راح ضحيتها ما يربو على مليونين ونصف المليون في مذابح دامية، بينما نجحت قلة من المحظوظين في الحصول على حق اللجوء إلى الولايات المتحدة بحثا عن فرصة في حياة جديدة.

في هذا الظروف، تتطور أبعاد شخصية كاري كناشطة اجتماعية متطوعة، فتبدأ باستقبال اللاجئين في منزلها وتساعدهم في الحصول على فرصة عمل لكي يتمكنوا من الاندماج في المجتمع الأميركي.

‪الكندي فيليب فالاردو مخرج فيلم
‪الكندي فيليب فالاردو مخرج فيلم "كذبة متقنة"‬ (أسوشيتد برس)

تأشيرة الأوسكار
ويرى كثير من النقاد أن هذا الدور في فيلم من إخراج الكندي فيليب فالاردو يمكن أن يكون جواز مرور ويذرسبون إلى الأوسكار مجددا، حيث جاءها الدور بعد عشر سنوات من الحصول على جائزة الأكاديمية عن دورها في فيلم "عبور الخط"، في الفيلم الغنائي البيوغرافي عن حياة عبقري الموسيقى جوني كاش الذي جسد دوره خواكين فونيكس. 

كما تعني المشاركة في هذا الفيلم بالنسبة لنجمة "ماء للأفيال" أمام نجم سلسلة أفلام "الشفق" روبرت باتنسون أن تترك مؤقتا العمل في الأفلام ذات الطبيعة التجارية، سواء الكوميديا الرومانسية أو تلك التي تحول المرأة إلى سلعة محتملة.

في الوقت نفسه، يذكّر دور كاري بالدور الذي لعبته ساندرا بولوك عام 2009 في فيلم "الجانب المظلم"، والذي نالت عنه دور الأوسكار كأفضل ممثلة، إلا أنه كان نذير سوء طالع بالنسبة لها حيث انفصلت عن زوجها وظلت فترة بلا أدوار مميزة تعرض عليها حتى قيامها بدورها في فيلم "غرافيتي".

ويبدو أن الدافع لقبول ريز الدور كان تعاطفها مع الجانب الإنساني في قضية اللاجئين، فضلا عن تناول الدور شخصية امرأة مستقلة وناضجة، وذلك وفق نمط جديد للبطل الشعبي في العصر الحديث، يكاد يماثل دور جوليا روبرتس في فيلم "إيرين بروكوفيتش"، والذي أهل نجمة "امرأة جميلة" للحصول على الأوسكار عام 2000، حيث كانت تجسد دور أم لطفلين وتعمل في مكتب محاماة يكشف تسبب شركة كيماويات في تلوث المياه ببلدة وإصابة سكانها بالسرطان.

بالإضافة إلى دور ريز ويذرسبون الإنساني، حرص منتجو الفيلم على الاستعانة بممثلين سودانيين لتجسيد أدوار اللاجئين لإضفاء المزيد من المصداقية على الفيلم.

أحد هؤلاء الممثلين هو غير دواني، والذي كان بالفعل أحد الأطفال السودانيين الضائعين، ثم أصبح عارض أزياء.

المصدر : الألمانية