أطفال سوريا اللاجئون يرسمون أحلامهم المصادرة
وتروي كل لوحة من لوحات الأطفال السوريين اللاجئين حكاية بسيطة غير معقدة من الحياة، ومن الأحلام، حيث تسرح وتمرح من لوحة إلى أخرى الشخصيات الخيالية، برؤوسها الكبيرة وأجسامها الصغيرة، إلى جانب بيوت وأشجار وأشكال طفولية بدائية لأولاد يلعبون في ظلال ألوان فرحة من الأزرق والأصفر والأخضر والزهري.
وبادرت إلى تنظيم المعرض مؤسسة الإغاثة والتنمية الإنسانية السورية "نجدة ناو" بالتعاون مع الشركة اللبنانية لتطوير وإعادة إعمار وسط بيروت "سوليدير".
والمعرض يعد ثمرة ورش عمل استمرت ثلاثة أشهر، "زرعت الفرح في قلوب الأولاد المشاركين"، بحسب المدير العام لجمعية "نجدة ناو" السوري الفلسطيني عبد العزيز العائدي، وقد تم اختيار الأطفال وفقا لموهبتهم بإشراف الفنانتين السوريتين عروبة ديب ونور شنتوت، أما المنحوتات فصنعت بإشراف الفنانة السورية علا حيدر.
ومن المتوقع أن تُعرض هذه الأعمال -بعد لبنان- في فرنسا وألمانيا وسويسرا، ويطمح منظمو المعرض إلى إيجاد جهات خاصة تدعم الرسامين الصغار ماديا ومعنويا.
دعم نفسي
ويقول العائدي إن "هذا المعرض يندرج في إطار خطة الدعم النفسي للأطفال السوريين الذين نزحوا إلى مخيم شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين عند المدخل الجنوبي لبيروت، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل بالتعاون مع مركز "بكرا إلنا" على تنفيذ هذه الخطة.
ويضيف "أردنا من خلال هذا المعرض أن نظهر للجمهور أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف حياتية كارثية قادرون على الإبداع، مذكرا بأن ثمة نحو مليوني طفل سوري لاجئ خارج المدارس ومستقبلهم مهدد بالضياع".
وتقدر الأمم المتحدة إجمالي السوريين الذين اضطروا لترك منازلهم بتسعة ملايين، ثلاثة ملايين منهم خرجوا من البلاد والباقون ينتقلون إلى المناطق الأقل عنفا في بلدهم، ويستقبل لبنان وحده قرابة مليون نازح سوري.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "نجدة ناو" انطلقت قبل أشهر في ظل تفاقم الأحداث بسوريا، وأسستها الألمانية لاريسا باندر، وتعنى بإعداد مشاريع لتوفير المساعدة للاجئين السوريين على أكثر من صعيد إنساني، وتضم المؤسسة ناشطين ألمان ولبنانيين وسوريين وفلسطينيين، وتعمل ما بين لبنان وسوريا وألمانيا وكندا.