اختتام مهرجان دولي للفيلم الملتزم بالجزائر

أميمة أحمد-الجزائر

اختتم أمس الجمعة في الجزائر المهرجان الدولي الخامس للفيلم الملتزم بعد عرض 16 فيلما وثائقيا وروائيا، وتوزيع الجوائز على الفائزين.

وفاز بالجائزة الكبرى للمهرجان فيلم "امتحان دولة" للمخرج الكونغولي ديودو حمادي، والذي يروي في 92 دقيقة رحلة مجموعة طلبة متوجهين إلى كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، للجلوس لامتحان دولة يعادل البكالوريا الفرنسية.

ونال فيلم "بخصوص العنف" للمخرج غوران هوغو أولسون جائزة لجنة التحكيم الخاصة. والفيلم مستمد من كتاب فرانس فانون "المعذبون في الأرض" وبلغت مدته 75 دقيقة وتضمن وثائق ومقابلات حية تستعيد تاريخ نضال الشعوب الأفريقية ضد الاستعمار.

وعادت جائزة الجمهور لفيلم مرسيدس سوزا "صوت أميركا اللاتينية" الذي تناول حياة المطربة الأرجنتينية الملتزمة، التي واجهت خصومها بشجاعة.

ملصق المهرجان الدولي للفيلم الملتزم (الجزيرة)
ملصق المهرجان الدولي للفيلم الملتزم (الجزيرة)

ونوهت لجنة التحكيم بفيلم جزائري اسمه "إحنا برا" مدته 52 دقيقة، للمخرجتين بهية بن شيخ الفقون ومريم عاشور بوكاز، وتناول معاناة المرأة في المجتمع حين دخلت مجالات كانت حكرا على الرجال. 

وفي مسابقة الفيلم الروائي، فاز فيلم "غابريال" بالجائزة الكبرى للمهرجان. ويتحدث الفيلم طوال 97 دقيقة عن حاجة المعاقين ذهنيا للحرية، عبر علاقة حب يقف المجتمع ضدها.

وقالت المخرجة لويز آرشامبو خلال لقائها مع الصحافة "أردت التأكيد على أن المعاقين بشر عاديون".

وفاز الفيلم البوسني "زوجة تاجر الخردة" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. يحكي الفيلم في 75 دقيقة قصة حقيقية لزوجين، مرضت الزوجة وهما لا يملكان تكاليف العلاج فوجدا نفسيهما أمام نظام ظالم لا يكترث بمعاناتهم، فعاشا صراعا مريرا لأجل البقاء.

وبجائزة الجمهور فاز الفيلم الإيطالي "كما الريح" للمخرج ماركو سيمون بوتشيوني. يروي الفيلم قصة أول امرأة تولت إدارة السجون، وهي مختصة بعلم الجريمة. وبعد اغتيال زوجها على يد المافيا انقلبت حياتها، التي انتهت بالانتحار.

ونوهت لجنة التحكيم بفيلمين، أحدهما تشيلي واسمه "الأخوات كويسبي" للمخرج سيباستيان سيبولفيدا، والآخر جزائري -لوبيا حمرا- للمخرجة ناريمان ماري بن عمر. 

المخرج الجنوب أفريقي كالو ماتبان (الجزيرة)
المخرج الجنوب أفريقي كالو ماتبان (الجزيرة)

الأسطورة مانديلا
وتناولت أفلام المهرجان الـ16 موضوعات اجتماعية وبيئية والعنف والمرأة والطفل.

وقال المخرج أحمد راشدي المعروف بأفلامه الملتزمة عن الثورة الجزائرية، "لم يعد الالتزام يعني أفلاما عن حركات التحرر والحروب وقضايا العمال فقط، بل أضيفت  موضوعات معاصرة، كالدفاع عن البيئة والصحة والمعاقين وغيرها".

وأضاف راشدي -في حديثه للجزيرة نت- "ما أعتقده أنه لا توجد سينما دون التزام بقضية ما".

بينما يرى المخرج الجنوب أفريقي كالو متابان -الذي شارك بفيلم وثائقي هو "أنا ومانديلا الأسطورة"- أن الالتزام يكمن في نقل الحقيقة.

وقال للجزيرة نت "أنزلت مانديلا من بطل وأسطورة إلى إنسان يخطئ ويصيب".

جديد المهرجان إنتاج فيلم جزائري فلسطيني مشترك اسمه "عيون الحرامية" للمخرجة نجوى النجار شارك في بطولته خالد أبو النجا من مصر وسعاد ماسي من الجزائر، إلى جانب ممثلين فلسطينيين.

وقالت المخرجة نجوى النجار للجزيرة نت "عملت جاهدة لإدخال مصر في السينما الفلسطينية، وربما نكون قد حققنا بالسينما وحدة عجزنا عنها بالسياسة".

وأضافت "الجزائر لا تعني لي التمويل بل الأمل والقدوة بأن نحقق استقلال فلسطين". الفيلم يحكى في 130 دقيقة مأساة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وكرّم المهرجان المصور السينمائي اليوغسلافي ستيفن لبيدوفيتش بعد عرض فيلمه الوثائقي إبان ثورة الجزائر. 

المصدر : الجزيرة