كتائب جديدة تلوح بالقتال في طرابلس الغرب

تواصلت الاشتباكات جنوبي العاصمة الليبية طرابلس بين كتائب موالية لحكومة الوفاق الوطني وأخرى قادمة من خارج المدينة، وبدا الوضع مرشحا لتصعيد أكبر مع إعلان كتائب مسلحة من مدينة مصراتة اعتزامها المشاركة في المعارك.

وسجلت السبت مواجهات متقطعة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة في بعض محاور القتال في الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية لطرابلس، وأظهر مقطع مصور أعمدة من الدخان تتصاعد من طريق المطار المدمر.

وأفادت مصادر بسقوط صواريخ وقذائف في مناطق بينها سوق الجمعة وعرادة وكذلك في تاجوراء قرب مطار معيتيقة الدولي.

وتجدد القتال السبت في بعض المحاور بعد ساعات من مطالبة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الأمم المتحدة بالعمل على حماية المدنيين في العاصمة طرابلس.

وكانت الأطراف المتقاتلة قد تجاهلت قبل ذلك تهديد المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على أشخاص ومجموعات ضالعة في المواجهات التي تدور بشكل أساسي في مناطق "طريق المطار" و"مشروع الهضبة" جنوبي طرابلس، وكذلك مناطق "خلة الفرجان" و"وادي الربيع" باتجاه جنوب شرقي المدينة.

ويدور القتال منذ 20 أغسطس/آب الماضي بين قوات عسكرية وأمنية موالية لحكومة الوفاق، وبين اللواء السابع مشاة القادم من مدينة ترهونة ولواء الصمود القادم من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس). ويرفع اللواء السابع ولواء الصمود شعار "تطهير طرابلس من المليشيات".

وأسفر القتال حتى السبت عن مقتل 106 أشخاص وجرح 365 بينهم كثير من المدنيين. وخلال مواجهات الجمعة فقط قتل 15 شخصا وأصيب 44، وفق وزارة الصحة الليبية. وكانت الأطراف المتقاتلة قد توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم الرابع من الشهر الحالي، لكنه لم يصمد طويلا.

وفي تصعيد جديد، أعلن قادة عسكريون من مدينة مصراتة -في تسجيل مصور بث السبت على الإنترنت- دعمهم لتحرك اللواء السابع مشاة ولواء الصمود ضد ما سموها "المليشيات المارقة" في مدينة طرابلس.

وكان من بين الحاضرين رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة إبراهيم بن رجب الذي قال في تصريحات لقناة "النبأ" الليبية إن قوات تابعة لهم ستدخل طرابلس للفصل بين الطرفين.

تدخل أممي
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية قد دعت في بيان الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عملية أكثر حزما وفاعلية لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك في محيط العاصمة طرابلس.

وطالبت هذه الحكومة -التي يرأسها فايز السراج– البعثة الأممية بوضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث في ليبيا لكي يتحمل مسؤوليته التاريخية في حماية أرواح وممتلكات المدنيين.

وفي ما يخص الدور المحتمل لمجلس الأمن، قال مدير مركز البيان للدراسات السياسية الباحث الليبي نزار كريكش إنه في ظل التناقضات الإقليمية والدولية سيكون هناك رفض تام لكل عمل عسكري خارجي لوقف المواجهات في طرابلس.

من جهته، ناشد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية مصطفى صنع الله المتقاتلين في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس التوقف فورا عن جميع العمليات العسكرية.

وحذر صنع الله من وضع كارثي في مستودعات شركة البريقة لتسويق النفط الواقعة في طريق المطار جنوبي العاصمة، مؤكدا أن الشركة فقدت ثلاثة خزانات من أصل ستة في اشتباكات طريق المطار الأخيرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات