غارات روسيا والنظام تغرق حلب بالدماء والضحايا بالمئات

تئن مدينة حلب وأهلها لليوم السادس على التوالي تحت وطأة الغارات الروسية وقصف طيران النظام السوري المتواصل، بينما عداد الضحايا في ارتفاع إذ بلغ أمس الأحد 85 قتيلا ومئات الجرحى، وهو مرشح للزيادة بسبب وجود مطمورين تحت أنقاض المباني. في حين أعلنت مستشفيات المدينة عجزها عن استقبال مزيد من المصابين بسبب الاكتظاظ والنقص الحاد في المستلزمات.

وفي سياق متصل، قال مراسل الجزيرة إن مروحيات ألقت منشورات تطالب أهالي الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة برفع أعلام النظام فوق المنازل مقابل وقف القصف.

وأوضح المراسل عمرو حلبي أن القصف الروسي وغارات النظام على الأحياء المحاصرة في حلب تسبب دمارا واسعا فيها، مشيرا إلى أن أن قصفا بقنابل فوسفورية أدى إلى اندلاع حرائق في الأحياء المستهدفة.

ونقل المراسل عن مصادر طبية في المدينة قولها إن المشافي أعلنت عجزها عن استقبال مزيد من الجرحى، بسبب اكتظاظها بالمصابين وجثث القتلى والنقص الحاد في الإمكانات نتيجة حصار المدينة من قبل النظام.

وفي الإطار نفسه، قال المراسل إن عشرة أشخاص قتلوا وجرح آخرون في قصف بالقنابل العنقودية على حي الصالحين بمدينة حلب، مضيفا أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية ألقت فجر الأحد قنابل فوسفورية على مدينة حيان في ريف حلب الشمالي.

وأشار المراسل إلى أن الطيران السوري ألقى ما لا يقل عن عشرة براميل متفجرة على شمال شرق حلب، بالتزامن مع غارات روسية.

وشمل القصف منذ ساعات صباح الأحد أحياء في مدينة حلب وقرى وبلدات في كل من ريفيها الغربي والشمالي، كما قصفت الطائرات الروسية بالقنابل الفوسفورية حيي طريق الباب والفردوس في المدينة، وبلدات بيانون وحريتان ومعارة الأرتيق بريفها.

ولم تظهر بعد أي بوادر لتوقف الغارات أو تراجعها رغم الدمار الهائل الذي أحدثته ورغم سقوط عشرات القتلى والجرحى من مختلف الأعمار وغيرهم ممن طمروا تحت الأنقاض.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني بسوريا أن حصيلة القتلى حتى مساء السبت بلغت 323 قتيلا من المدنيين، إضافة إلى أكثر من 1300 جريح خلال الأيام الستة الماضية.

وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الحالي بعد وقف هش لإطلاق النار.

انتشال الضحايا
وفي سياق متصل، تعجز فرق الدفاع المدني في المدينة عن انتشال الضحايا الذين يبقى بعضهم عالقين أياما بسبب القصف المتواصل، وشح المواد المستخدمة في عمليات الانتشال.

ووصف المسعف علي أبو يوسف الوضع العام في حلب بالمأساوي، وقال -في اتصال مع الجزيرة- إن عائلة كاملة بقيت تحت الأنقاض خمسة أيام من دون أن تستطيع فرق الدفاع الوصول إليها.

ويشير أبو يوسف إلى أن الطيران يعاود القصف مجددا عندما تبدأ الفرق في انتشال الضحايا بعد القصف الأول، وهو ما قد يوقع ضحايا في أوساط تلك الفرق، مضيفا أن المشافي تغص بالضحايا رغم قلة الأطباء وشح المواد الطبية، واصفا الوضع بأنه كارثة إنسانية.

ومع كثافة الغارات وشح الإمدادات الطبية والإغاثية، باتت فرق الدفاع المدني في حلب الشرقية عاجزة عن الحركة، خصوصا أن القصف لا يستثني المرافق الطبية ومراكز الدفاع المدني ولا حتى سيارات الإسعاف.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول