الحوثيون يواصلون الزحف رغم الضربات الجوية

سيطرت قوات موالية لـجماعة الحوثي وللرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مناطق جديدة في جنوب وشرق اليمن, واستمرت في محاولاتها التقدم باتجاه عدن رغم تكبدها خسائر في الأرواح في اشتباكات مع مسلحين مؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقال سكان وشهود ومصادر أمنية إن مسلحين حوثيين مدعومين بوحدات موالية لصالح سيطروا الجمعة على مدينة شقرة ومينائها بمحافظة أبين (100 كلم شرقي مدينة عدن), وهي المنطقة الأقرب لبحر العرب التي يحكم الحوثيون قبضتهم عليها.

وتعني سيطرة الحوثيين على شقرة أنهم باتوا يتحكمون في المداخل البرية لميناء مدينة عدن التي حاولوا في الأيام الأخيرة السيطرة عليها بمساعدة وحدات من الجيش موالية للنظام السابق. وكان الحوثيون سيطروا في وقت سابق على مدينة لودر بأبين.

كما سيطروا الجمعة على منطقة "بيحان" بمحافظة شبوة (شرقي اليمن), وهي أول منطقة بالمحافظة تصبح خاضعة لهم. وتمكن مسلحو الحوثي من السيطرة على بيحان بدعم من قوات عسكرية موالية لصالح بعد اشتباكات مع مسلحي القبائل, سقط فيها قتلى من الطرفين.

من جهته, أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات موالية للحوثيين وصالح وصلت إلى لحج قادمة من تعز, وتقع كلتا المحافظتين شمالي عدن. وكان الحوثيون وحلفاؤهم قد أرسلوا في الأيام القليلة الماضية أرتالا عسكرية إلى عدن بهدف الاستيلاء عليها.

وتعرض الجمعة رتل للحوثيين مؤلف من ثلاث سيارات لكمين نصبته له اللجان الشعبية المؤيدة لهادي في منطقة بلحج تبعد 15 كيلومترا شمالي عدن.

وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن 15 حوثيا قتلوا في الكمين. كما قتل الجمعة أربعة جنود موالين للحوثيين في هجوم صاروخي بمحافظة أبين بينما كانوا في طريقهم إلى عدن.

وكانت اللجان الشعبية قد طردت في اليومين الماضيين معظم القوات الموالية للحوثيين من عدن ومن بعض المواقع في لحج وبين محافظتي مأرب والبيضاء. بيد أن الدعم الذي يلقاه الحوثيون من وحدات الجيش الموالية لصالح سمحت لهم بتصعيد الضغط على المحافظات الجنوبية -ومنها عدن- رغم الضربات الجوية التي يشنها ضدهم التحالف الذي تقوده السعودية.

شاحنة محملة بذخائر تم الاستيلاء عليها من معسكر للجيش في عدن جنوبي اليمن (رويترز)
شاحنة محملة بذخائر تم الاستيلاء عليها من معسكر للجيش في عدن جنوبي اليمن (رويترز)

الوضع بعدن
وكان مسلحو اللجان الشعبية أعلنوا الجمعة حظرا على التجول خلال الليل في مدينة عدن تحسبا لتحرك تقوم به خلايا مسلحة تابعة للحوثيين في المدينة.

وأُعلن القرار إثر محاولة قوات موالية للحوثيين استعادة مواقع عسكرية فقدتها في وقت سابق, وبسبب وجود حوثيين وجنود مختبئين في المدينة، حسبما يقول سكان ومصادر أمنية.

وكانت عدن شهدت على مدى أيام اشتباكات دامية بين اللجان الشعبية المؤيدة لهادي من جهة, والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. وقد قتل وجرح عشرات من الطرفين في المواجهات.

وتعرض الجمعة معسكر "بدر" التابع للجيش في مدينة عدن لأعمال نهب واسعة من قبل مواطنين بعد انسحاب الجنود الذين كانوا يحمونه. وقتل خمسة أشخاص بسبب التدافع أثناء عمليات النهب، بينما أصيب آخرون في إطلاق نار عشوائي في أرجاء المدينة.

يذكر أن اللجان الشعبية استعادت السيطرة على مطار عدن ومقار عسكرية بالمدينة ومحيطها من قبضة الحوثيين وحلفائهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات