كتائب المعارضة تمطر دمشق بالصواريخ ردا على النظام

آثار القصف على العاصمة السورية دمشق
جانب من آثار قصف دمشق اليوم (الجزيرة)

سلافة جبور-دمشق

شهدت العاصمة السورية دمشق اليوم الأحد قصفا بعشرات الصواريخ أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا، وذلك تزامنا مع تهديد أطلقته كتائب "جيش الإسلام" المعارضة بقصف مناطق بدمشق ردا على تصعيد النظام قصفه للغوطة.

وكانت غوطة دمشق الشرقية قد شهدت أياما دامية خلال الأسبوع الماضي، حيث لقي العشرات مصرعهم في عدة مدن وبلدات نتيجة قصف وغارات جوية من قبل قوات النظام استهدفت أحياء سكنية وأسواقا شعبية.

وردا على تلك الهجمات العنيفة، نشر قائد جيش الإسلام زهران علوش إعلانا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر الجمعة حذر فيه سكان دمشق من الخروج من منازلهم اعتبارا من اليوم الأحد خلال أوقات الدوام الرسمي، مؤكدا أن كتائبه ستشن حملة صاروخية على العاصمة "ردا على قصف طائرات النظام الهمجي على أهل الغوطة".

ورصدت الجزيرة نت خلال جولة لها في شوارع دمشق صباح اليوم استمرار الحياة اليومية بحركة شبه اعتيادية، كما لاحظت وجود ازدحام شديد في المناطق الحيوية وخاصة عند محطات تعبئة الوقود، ولم تُسمع في ساعات الصباح سوى أصوات الاشتباكات المعتادة وغارات الطيران الحربي على حي جوبر شرق العاصمة.

وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي، انهالت الصواريخ بكثافة على أحياء العاصمة، حيث سجل سقوط أكثر من خمسين صاروخا على أحياء المالكي وأبي رمانة والمهاجرين والمزة والمزرعة وشارع بغداد والقصاع والفيحاء، وذلك حسب عضو مكتب دمشق الإعلامي كريم الشامي.

قتلى وجرحى
وقال الشامي في حديث للجزيرة نت إنه بالرغم من امتناع بعض الطلاب والموظفين عن الخروج من منازلهم خوفا من تهديدات جيش الإسلام، فإن الازدحام اليومي المعتاد لم يغب عن شوارع دمشق اليوم، وهو ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى، بينهم أطفال.

‪القصف أدى لإحراق عدد من السيارات‬ (الجزيرة)
‪القصف أدى لإحراق عدد من السيارات‬ (الجزيرة)

وسُمعت أصوات سيارات الإسعاف على الفور، حيث تم نقل الجرحى إلى بعض مستشفيات دمشق مثل مستشفى المواساة ومستشفى المجتهد والمستشفى الفرنسي، كما سارع كثير من المارة للعودة إلى منازلهم حتى بدت معظم الشوارع خالية.

ولفت الشامي إلى أن النظام، في محاولة منه لاستباق تنفيذ التهديدات المذكورة، بدأ منذ ساعات الصباح الأولى شن غارات حربية على دوما وزملكا وزبدين في الغوطة الشرقية، وعلى حي جوبر شرق دمشق، كما حلق طيران الاستطلاع في سماء الغوطة فيما يبدو أنه محاولة لرصد أماكن إطلاق الصواريخ المتوقعة.

رفض للتأكيد
بدوره، أكد الناشط الإعلامي أبو أنس الدومي إطلاق جيش الإسلام عددا كبيرا من الصواريخ على دمشق "انتقاما لمجازر النظام التي يرتكبها بحق مئات المدنيين في الغوطة الشرقية كل يوم".

وقال للجزيرة نت إن النظام لم يتوان منذ أكثر من سنتين عن قتل آلاف المدنيين في الغوطة، مضيفا أنه شن اليوم أكثر من عشرين غارة جوية وأطلق عددا كبيرا من القذائف والصواريخ التي وقع ضحيتها العشرات.

وبحسب الناشط الإعلامي، فإن جيش الإسلام استهدف نقاطا أمنية وعسكرية بصواريخ سهم الإسلام وغراد وكاتيوشا، لافتا إلى احتمال إطلاق النظام السوري بعض القذائف عشوائيا على عدد من أحياء العاصمة، في محاولة لاتهام جيش الإسلام بذلك.

وفي حين نشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن سقوط صواريخ على دمشق ونسبوها لجيش الإسلام، لم يتبن الأخير هذه العملية رسميا بعد، واكتفى علوش بنشر تعليق على موقع تويتر في الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي أعلن فيه "رفع حظر التجول عن المدنيين في العاصمة دمشق حتى إشعار آخر".

ومن جهته، رفض الناطق العسكري باسم الجبهة الإسلامية النقيب إسلام علوش الإدلاء بأي تصريح عن استهداف دمشق بالصواريخ، واكتفى بالقول إن أهداف العملية قيد الكتمان حتى اللحظة "لغايات عسكرية".

المصدر : الجزيرة