اقتراح فلسطيني لتطوير المبادرة المصرية
أعلن قيادي في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) أن السلطة الفلسطينية عرضت اقتراحا ضمن المبادرة المصرية يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تعقبه مفاوضات لمدة خمسة أيام, في حين تمسكت واشنطن والقاهرة بتلك المبادرة التي رفضتها المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن مصر لم تبدِ ممانعة لهذا الاقتراح, لكنه أشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ظلت على موقفها "الأحادي", في إشارة إلى استمرار رفض حركة حماس المبادرة.
وتنص المبادرة المصرية على وقف ما سمي "الأعمال "العدائية", وفتح المعابر, وتسهيل حركة عبور الأشخاص من خلالها في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية, على أن تبدأ مفاوضات بعد 48 ساعة من سريان وقف إطلاق النار.
لكن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أكدتا أن المبادرة المصرية لا تلبي شروط المقاومة في أن يكون هناك التزام بوقف العدوان المستمر منذ أكثر من أسبوعين, ورفع كلي للحصار.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد قدمت قبل يومين ورقة تتضمن مطالبها إلى كل من قطر وتركيا والجامعة العربية. وجاءت تصريحات القيادي في فتح بالقاهرة في وقت ألغى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة مقررة إلى السعودية وعاد إلى رام الله لعقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية.
وكان عباس قد التقى الاثنين في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, في حين قالت مراسلة الجزيرة برام الله إن الجهود الدبلوماسية مستمرة من خلال الاتصالات مع قطر وتركيا وحركة حماس.
تمسك بالمبادرة
وفي القاهرة أيضا, قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم إن المبادرة المصرية هي الإطار لأي تهدئة محتملة. ودعا كيري حركة حماس إلى القبول بالمبادرة المصرية, كما دعاها والفصائل الأخرى إلى المشاركة في المفاوضات الخاصة ببحث تفاصيلها.
وذكرت تقارير الاثنين أن مصر أبدت استعدادها لتعديل نص مبادرتها استجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية, لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري أعلن الثلاثاء أن موقف بلاده "ثابت", ونفى أي تعديل للمبادرة, معتبرا أنها توفر فرصة لكل الأطراف لوقف القتال.
وتحدث كيري عن أهمية إعادة إعمار غزة وغيرها من القضايا المحورية الأخرى, ولكن بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
والتقى كيري بالقاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال أمس إنه أرسل كيري إلى المنطقة العربية سعيا إلى وقف إطلاق النار بغزة.
وفي تصريحاته بالقاهرة, قال الوزير الأميركي إنه سيواصل العمل في الأيام القليلة القادمة من أجل وقف إطلاق النار, وعبر مجددا عن دعم واشنطن لما سماه "حق" إسرائيل في "الدفاع عن نفسها", وعن "قلقه" من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
وقالت مراسلة الجزيرة في رام الله شيرين أبو عاقلة إن كيري يسعى للتوصل أيضا إلى هدنة إنسانية غير محددة الأجل كمقدمة لاتفاق.
استبعاد التهدئة
في الأثناء, قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب ستواصل حربها على غزة حتى تحقق أهدافها, مستبعدين حنى الآن اتفاق تهدئة خارج إطار المبادرة المصرية.
وقد طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء المجتمع بمحاسبة حركة حماس لرفضها مقترحات وقف إطلاق النار, زاعما أنها تتخذ من المدنيين "دروعا بشرية".
وقال -في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون– إن اسرائيل ستستمر في ما سماه "حماية مواطنيها", في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية.
من جهته, دعا بان الطرفين إلى التفاوض لوقف الحرب. وندد بان بإطلاق الصواريخ من غزة, وحث في المقابل تل أبيب على "ضبط النفس" لمنع سقوط من الضحايا في غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة إلياس كرام بأن بان كي مون جاء خالي الوفاض، إذ لم يحمل معه أي مبادرة.
وقد قالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني الثلاثاء إنها لا ترى نهاية قريبة للعمليات العسكرية في غزة, ورفض وزيران آخران وقف الحرب حتى "تحقق أهدافها".