الأردن يستدعي سفير إسرائيل بعد إساءته للبرلمان
محمد النجار-عمّان
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني -القائم بأعمال وزير الخارجية بسبب سفر الوزير ناصر جودة- إن الحكومة طلبت من السفير الحضور لوزارة الخارجية ظهر غد الثلاثاء كون السفير يتواجد حاليا خارج الأردن.
وجاء الاستدعاء بعد أن وجه السفير الإسرائيلي الأحد انتقادات لاذعة للبرلمان الأردني بسبب قراءة أعضائه الفاتحة على روح الشهيدين عدي وغسان أبو جمل، اللذين نفذا هجوما على كنيس إسرائيلي مما أدى لمقتل خمسة إسرائيليين الأسبوع الماضي.
وقال السفير في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن أعضاء مجلس النواب يهتمون عادة بأمور هامشية، وإنه لا يجب الأخذ بسلوكهم على محمل الجد، معتبرا أن الشارع الأردني لا يتعامل مع نواب البرلمان بجدية.
وأضاف أن النواب أرادوا إرسال رسالة لإسرائيل والديوان الملكي بأن لهم موقفا آخر غير موقف الديوان من إسرائيل، كما نقل عنه.
قراءة الفاتحة
وهاجم نيفو بالذات النائب خليل عطية الذي دعا زملاءه لقراءة الفاتحة، واعتبر أنه يوظف كراهيته لإسرائيل لتحقيق أهداف شخصية.
وتوقع السفير أن تستغل الحكومة الأردنية الهدوء في القدس المحتلة لإعادة سفيرها إلى تل أبيب، بعد أن قامت بسحبه في وقت سابق من هذا الشهر إثر اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك.
وقال الطراونة في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الحكومة هي من يجب أن تقوم بالرد "المناسب" على مثل تلك التصريحات التي تمثل تدخلا سافرا في شؤون الأردن من جانب احتلال ننظر له بعداء ما دام يمثل تحديا لأمن واستقرار المنطقة.
ردود الفعل الإسرائيلية
واعتبر الطراونة أن ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات نواب وسياسيين أردنيين تأتي في سياق المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتغيير عنوان الأزمة، مشددا على أن الأزمة تتمثل في استمرار مسلسل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الأشقاء الفلسطينيين، واستمرار الاعتداءات السافرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
عاطف الطراونة: ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات نواب وسياسيين أردنيين تأتي في سياق المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتغيير عنوان الأزمة |
وأكد الطراونة أن على الحكومة تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والدبلوماسية، وأن تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة للرد على التطرف الإسرائيلي.
وقال إن الإسرائيليين يعلمون جيدا ما تمثله فلسطين بالنسبة للأردن ملكا وشعبا، وهي الشقيقة التي تربطنا معها كل مشاعر الأخوة والوحدة الموضوعية، وإن مواصلة إسرائيل للانتهاكات الخطيرة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، هو مساس بمشاعرنا جميعا، وانتهاك صارخ لأهم بنود اتفاقية السلام الموقعة.
وبين الطراونة أن التلكؤ الحكومي في التعامل مع السفير الإسرائيلي منذ حادثة استشهاد القاضي الأردني زعيتر، والاعتداء الوحشي على سكان غزة، ومرورا بالتصريحات المترددة لمسؤولين حكوميين حيال مسلسل الاعتداءات على المقدسات في القدس والمسجد الاقصى، يتسبب في حالة "العنجهية" في تصريحات السفير الإسرائيلي الذي يعرف جيدا أنه بحكم غير المرغوب بوجوده شعبيا.
يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية سمت منذ أشهر السفيرة عينات شلاين كسفيرة في عمّان بدلا من نيفو الذي أنهى فترة خدمته في الأردن، ولم تعلن الحكومة الأردنية اعتماد شلاين مما أبقى نيفو سفيرا في عمّان.