قطار المستوطنات.. المقاومة بالسينما

القدس.فلسطين.فيلم قطار المستوطنات
يصحب الفيلم المشاهد لنصف ساعة في رحلة داخل القطار الخفيف بالقدس المحتلة (الجزيرة نت)
هبة أصلان-القدس

"قطار المستوطنات" عنوان واحد من 12 فيلما فلسطينيا شاركت في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته 32، لتشكل مجتمعة "قوة ناعمة" ووسيلة جديدة لمقاومة الاحتلال.

وافتتحت فعاليات مهرجان الإسكندرية -الذي حمل شعار "القدس في السينما العربية" الأربعاء الماضي، وتستمر حتى الغد، وخلاله تم اعتماد مبادرة المهرجان "2017 عام القدس سينمائيا"، وتثبيت ذلك في "إعلان الإسكندرية" المقرر تمريره للعلن في حفل اختتام المهرجان.

ويمثل الفيلم الوثائقي شهادة حية للعالم على عدم قانونية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، فعنوان الفيلم يرمز إلى القطار الخفيف الذي أسست له بلدية الاحتلال في المدينة بهدف سياسي بامتياز، وبسط السيطرة الاستيطانية على القدس كوسيلة لربط المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين.

يمر القطار في الفيلم بـ23 محطة منها ثلاث فقط تمر بالأحياء العربية داخل القدس (الجزيرة نت)
يمر القطار في الفيلم بـ23 محطة منها ثلاث فقط تمر بالأحياء العربية داخل القدس (الجزيرة نت)

قطار سياسي
الفيلم وإن لم يكن حديث الإنتاج (2011) فإنه يشارك للمرة الأولى في مهرجان بهذا المستوى، ويراه منتجه نزار أبو زياد وثيقة رسمية وشهادة حية، حيث استخدمتها السلطة الفلسطينية حينها أمام المحاكم الفرنسية ضد الشركة الفرنسية التي نفذت مشروع القطار، إذ يُعد إنشاء القطار وغيره من المشاريع في الأرض المحتلة -وفق القانون الدولي– انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني.

وحقق الفيلم، بالإضافة إلى حملة قادتها حركة المقاطعة الوطنية (بي دي إس)، انتصاراً بعد أن سحبت الشركة الفرنسية "فيوليا" منتصف عام 2015 كافة استثماراتها من "إسرائيل"، وبالرغم من هذه المساهمة الوطنية للفيلم، فإن منتجه يأخذ على وزارة الثقافة الفلسطينية عدم الاهتمام بفيلمه.

ويصحب فيلم قطار المستوطنات المشاهد في رحلة داخل القطار الخفيف الذي أقامه الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 1967 من القدس، ويتنقل بين المستوطنات، بدءاً من مستوطنة "بسغات زئيف" (شمالي القدس المحتلة)، وصولاً إلى آخر محطاته في "جبل هرتسل" (غربي المدينة)، ماراً بـ23 محطة توقف، منها ثلاث محطات فقط تمر بالأحياء العربية داخل المدينة، في ممارسة عنصرية لاحتلال يسير باتجاه تثبيت فكرة القدس الموحدة عاصمة لدولته.

وتمتد رحلة الفيلم نصف ساعة، قابل خلالها المخرج المسافرين داخل القطار، وبينما عبر الإسرائيليون عن سعادتهم بوجوده ودوره في تخفيف عناء السفر والتنقل بين وسائل المواصلات المختلفة في أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة أيضا، فإن الأحياء العربية للمدينة لا وجود للراحة، ونظام المواصلات فيها صعب ومكلف.

وأنشئ خط القطار الخفيف على أراضي المقدسيين، خاصة أحياء شعفاط وبيت حنينا، اللذين يمر فيهما، وأدى تنفيذه إلى تضييق الشوارع وعرقلة حركة المواطنين.

أبو زياد: ذهبت الأفلام الفلسطينية إلى الإسكندرية دون مخرجيها (الجزيرة نت)
أبو زياد: ذهبت الأفلام الفلسطينية إلى الإسكندرية دون مخرجيها (الجزيرة نت)

أفلام بلا مخرجين
ويتساءل أبو زياد: كيف يمكن أن تكون احتفالية القدس خالية من المقدسيين، حيث "ذهبت الأفلام الفلسطينية إلى الإسكندرية دون مخرجيها، هذه مشكلة دائمة، ولا أحد ينظر إلينا كمخرجين مستقلين، ويبقى الإنترنت منصتنا الوحيدة لعرض أعمالنا، ومحليا لا نجد مكانا نعرض فيه، وتتفاقم هذه المشكلة في القدس".

ولم تقتصر المشاركة الفلسطينية في المهرجان على "قطار المستوطنات"، بل شارك المخرج رشيد مشهراوي بفيلم "أرض الحكايات"، وشاركت حنين جابر "بأغلال صغيرة"، ورمزي مقدسي بفيلمه "تحت السماء"، وساهرة درباس "بعروس القدس"، إلى جانب مشاركة فلسطينية في مسابقات المهرجان من خلال ثلاثة أفلام وثائقية وفيلمين روائيين قصيرين.

أما المخرج المقدسي نزار أبو زياد فأنتج حتى اليوم 11 فيلما وثائقيا وروائيا، تناولت عدة مواضيع وقضايا تنوعت بين الوطنية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب إنتاجه مجموعة من مقاطع الفيديو التوعوية والأفلام الدعائية، وكانت له مشاركات عدة في مهرجانات عالمية في فرنسا واليابان. 

المصدر : الجزيرة