أنظمة التأهب.. درجات وألوان ترسم مستوى الخطورة

epaselect epa05435706 Police monitor demonstrators inside the Event Zone of the 2016 Republican National Convention in Cleveland, Ohio, USA 21 July 2016. Numerous protest groups have gathered in Cleveland throughout the four-day-long convention. EPA/BRIAN BLANCO
توضع أجهزة الأمن في حالة استنفار قصوى عند وجود مخاطر أمنية مرتفعة (الأوروبية)

أنظمة أمنية تضعها الدول كمقاييس تحدد درجات ومستويات المخاطر التي تواجهها من الناحية الأمنية أو العسكرية أو حتى الصحية والبيئية، وليس هناك مقياس عالمي محدد، وإنما تجتهد كل دولة في وضع المقياس الخاص بها.

أهم أنظمة التأهب
رغم اختلاف مسميات ودرجات أنظمة التأهب الأمنية والعسكرية المتبعة في كبرى دول العالم في ما بينها، فإن التقارب في مفاهيم ودلالات وتبعات تلك الدرجات كبير، علما بأن عددا منها يتبع نظاما من خمس درجات يبدأ تصاعديا من المستوى الضعيف أو الاعتيادي ويتصاعد وصولا إلى درجة التأهب القصوى.

ومن بين أشهر أنظمة التأهب الأمني والعسكري نظام "حالة الاستعداد الدفاعي" في الولايات المتحدة الأميركية المعروف اختصارا بـ"ديفكون"، لقياس مستوى التهديد والخطر الذي يتعرض له الأمن القومي الأميركي، ودرجة الجاهزية على مستوى القوات المسلحة الأميركية.

ويتكون هذا النظام من خمس مستويات، يعد المستوى الأول أخطرها على الإطلاق، ويعبر عن وجود خطر بالغ يواجه الدولة كخطر اندلاع حرب نووية، بينما يعدّ المستوى الخامس أقل المستويات خطورة ويعمل به في الظروف العادية، ولا يتم في حالته القيام بأي إجراءات أمنية زائدة عن الحدود الطبيعية المعتادة.

ويمثل المستوى الرابع حالة من التأهب فوق المستويات الطبيعية، ويتم خلاله الحرص على جمع كم أكبر من المعلومات والتأكد من التدابير الأمنية، وتم العمل بهذا المستوى خلال فترة الحرب البادرة بين ما كان يعرف بالمعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي سابقا.

أما المستوى الثالث؛ فيتضمن سرعة أكثر في ردات الفعل، وزيادة أشد في استعداد القوات المسلحة، ويتضمن أيضا وضع القوات الجوية في حالة استعداد للعمل خلال 15 دقيقة.

ويمثل المستوى الثاني حالة عالية من الاستعداد والتأهب، ويتم العمل به في حالة وجود خطر حرب نووية متوقع، ويتضمن أيضا انتشارا سريعا للقوات، وحالة استعداد وتأهب عالية تمكن القوات المسلحة من العمل خلال ست ساعات.

أما المستوى الأعلى في الجاهزية فهو المستوى الخامس، وتصل خلاله درجة الجاهزة إلى حدها الأقصى، ويتم الوصول إليه في حال وجود خطر حرب نووية مرتقبة أو مرجحة، وتوضع خلاله القوات المسلحة في أقصى درجات الأهبة والاستعداد والجاهزية، ولم يتم العمل بهذا المستوى أبدا.

وفي مارس/آذار 2002، اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية نظاما للإنذار الداخلي ذا مستويات خمسة، مع اعتماد لون محدد لكل مستوى، وتم إقرار ذلك النظام بعد التهديدات الداخلية التي رفعت حالة التأهب في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ويستخدم هذا النظام (نظام التحذير للأمن الداخلي) خمسة ألوان؛ تبدأ من أعلى تهديد باللون الأحمر (شديد)، وبعد ذلك البرتقالي (للعالي) والأصفر (للمرتفع) والأزرق (للحذر) والأخضر (للضعيف).

فاللون الأخضر يشير إلى حالة تأهب متدنية، بسبب عدم وجود مخاطر محتملة، ويشير اللون الأزرق إلى حالة تأهب وحذر في ظل احتمال وجود مخاطر عامة محتملة، ويعد مستوى الإنذار مرتفعا إذا وصل إلى اللون الأصفر، ويتم الوصول إليه في حال وجود مخاطر كبيرة واحتمالات وقوع هجمات إرهابية، ويكون التأهب معه مرتفعا.

ويرتفع المؤشر مع اللون البرتقالي إلى حالة تأهب قصوى وخطر عال، بينما تصل حالة التأهب والاستعداد إلى درجاتها القصوى مع اللون الأحمر الذي يعبر عن أعلى مستويات الخطر، في حالة وجود هجوم إرهابي وشيك على الولايات المتحدة.

وألغت واشنطن في 2011 هذا النظام، ووضعت محله نظام إنذار ذا طابع ثنائي أطلقت عليه اسم "النظام الاستشاري الوطني حول الإرهاب"، وقالت وزارة الأمن الداخلي إنها تهدف من ذلك إلى توصيل المعلومات بشكل أكثر فعالية وتفصيلا حول التهديدات الإرهابية إلى الرأي العام الأميركي.

وتحدد وزارة الأمن الداخلي -في نشرة أمنية تصدرها بشكل دوري- نظام الإنذار لديها وفق حالتين: "حالة تأھب" للتحذير من تھدید إرھابي موثوق منه ضد الولایات المتحدة، وحالة "خطر وشیك" للتحذير من تھدید إرھابي محدد وموثوق منه ووشیك الحدوث ضد الولایات المتحدة.

وفي المملكة المتحدة كان يطبق نظام إنذار من سبع درجات، ولكنه عدل عام 2006 ليقتصر على خمس درجات دون توصيفها بألوان محددة، وتتراوح هذه الدرجات صعودا من الدرجات الدنيا الاعتيادية (المعتدلة) إلى مستوى "عال" إلى مستوى "كبير"، ثم إلى مستوى أعلى منه وهو "خطير" الذي يمثل الدرجة قبل الأخيرة، ثم إلى المستوى الأخير وهو "حرج" الذي لا يعني فقط وجود احتمال قوي لحدوث هجوم إرهابي، وإنما يعني أيضا أن الهجوم قد يحدث في أي لحظة.

وبعد هجوم مانشستر في مايو/أيار 2017 رفعت السلطات البريطانية مستوى التهديد الإرهابي في البلاد من "كبير" إلى "خطير"، وبموجب ذلك نشرت قوات الجيش في البلاد إضافة إلى الشرطة.

وتطبق دول أخرى عديدة أنظمة مختلفة، يعتمد بعضها على الحروف لتوصيف درجة الخطر الذي يتهدد البلاد، وبعضها يعتمد كلمات ذات دلالات أمنية خاصة مثل كلمة "حزم" المعتمدة في توصيف مستوى التأهب الأمني في تونس.

ولا تقتصر أنظمة الإنذار والتأهب على الجوانب الأمنية الخاصة، فكثير من الدول والمنظمات لديها أنظمة تأهب وإنذار لتوصيف مستوى من المخاطر غير الأمنية (بالمعنى الضيق)، كما هي الحال في الصين؛ حيث تطبق السلطات في بكين نظام تحذير من تلوث الهواء متدرج الألوان، ضمن تعهدات الحكومة بمكافحة التدهور البيئي، ويتكون ذلك النظام من أربعة ألوان؛ يمثل اللون الأحمر درجة الخطورة القصوى، ويأتي بعده اللون البرتقالي، ثم الأصفر وأخيرا الأزرق.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات