القاعدة البريطانية في سوريا.. الموقع والأهداف

قالت مصادر خاصة للجزيرة ان قوات بريطانية أقامت قاعدة لأهداف التدريب والتنسيق في منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية الاردنية جنوب سوريا.
أنشئت القاعدة البريطانية في سوريا خلال شهر مايو/أيار 2016 (الجزيرة)
قاعدة عسكرية أنشأتها بريطانيا في سوريا عند نقطة التقاء حدودها مع كل من العراق والأردن، ومن مهامها تدريب وتسليح قوات تابعة لفصائل سورية معارضة لنظام بشار الأسد، لتمكينها من إنهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب شرقي سوريا.

الموقع
تقع القاعدة العسكرية البريطانية -حسب صور خاصة حصلت عليها الجزيرة نت – في محيط "معبر التنف" الحدودي مع الأردن والعراق، في صحراء الحماد جنوب شرقي محافظة حمص السورية، على بعد 240 كلم من مدينة تدمر، وغير بعيد من الحدود مع الأردن.

ومعبر التنف كان آخر معبر على الحدود العراقية يخضع لسيطرة النظام السوري قبل أن يسيطر عليه تنظيم الدولة في 22 مايو/أيار 2015، ثم استولى عليه يوم 5 مارس/آذار 2016 مقاتلون من فصائل المعارضة السورية دخلوا سوريا من الأردن حيث تم تدريبهم.

النشأة والمهمة
أنشئت القاعدة البريطانية في سوريا خلال شهر مايو/أيار 2016، وبدأ العمل فيها على أيدي ما بين ثلاثين وخمسين بريطانياً، من ضمنهم ضباط وجنود ومستشارون عسكريون.

وتتركز وظيفة هذه القاعدة البريطانية في كونها مركزا لتدريب وتسليح فصائل من الجيش السوري الحر وخاصة "جيش سوريا الجديد"، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لعناصرها، لتمكينهم من قتال تنظيم الدولة وإنهاء وجوده في الصحراء السورية.

ومن أهدافها أيضا التعاون مع قاعدة عسكرية للقوات الخاصة الأميركية تقع بالقرب منها بين الرقة والحدود العراقية، والتنسيق معها في رصد تحركات تنظيم الدولة في المنطقة الحدودية الرابطة بين سوريا والعراق والأردن، إضافة إلى قيام الجنود البريطانيين في القاعدة بأدوار قتالية في بعض الأحيان.

فقد نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية في 8 أغسطس/آب 2016 صورا للمركبات العسكرية البريطانية التي تدعى "الثعلب" حول هذه القاعدة، وفي هذه المركبات جنود من القوات البريطانية الخاصة يحملون صواريخ مضادة للدبابات ومدفعية ثقيلة ورشاشات قنص، مما يوحي بعدم اقتصار دورهم على تدريب مسلحي المعارضة فقط.

وجاء إنشاء القاعدة عقب سيطرة المعارضة السورية -وتحديدا "جيش سوريا الجديد"- على معبر التنف يوم 5 مارس/آذار 2016، بدعم من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة التي أجبرت هذا التنظيم على التراجع إلى بادية البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

و"جيش سوريا الجديد" عبارة عن فصيل عسكري شكلته "جبهة الأصالة والتنمية" المعارضة أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بدعم أميركي، من أجل مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية وطرده من المناطق الشرقية بسوريا، وينحدر أغلب مقاتليه من محافظة دير الزور.

ويقول الناطق الإعلامي باسم "جيش سوريا الجديد" مزاحم سلوم إن الجهة الراعية لهذا الجيش هي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وإن هناك تقسيما للدعم المقدم له بين حلفائه، حيث يقدم الأميركيون والبريطانيون تدريبات عسكرية خاصة لمقاتليه، بينما يتكفل البنتاغون حصرا بالتسليح والتمويل.

وقد عبر كثير من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم بسبب إنشاء هذه القاعدة العسكرية، ورأوا فيها نوعا جديدا من الاحتلال لأراض سورية يستغل الفوضى التي تعيشها بلادهم، وقالوا إنها لا تقل خطورة عن الوجود الروسي والأميركي والفرنسي في سوريا. ورأوا في ذلك نية لتقسيم دول المنطقة لصالح الدول الكبرى.

وقد استهدفت مقاتلات حربية روسية معبر وقرية التنف في يونيو/حزيران 2016 أي بعد إنشاء القاعدة البريطانية، واكتفت الولايات المتحدة آنذاك بالتنديد باستهداف الروس لمن أسمتهم المعارضين الذين يقاتلون تنظيم الدولة. وكانت بينهم قوات تدعمها أميركا، كما كانت توجد قوات بريطانية في ذلك المكان.

المصدر : الجزيرة