كاتب ياسين

كاتب ياسين kateb yassine - الموسوعة

أديب جزائري كتب الرواية والمسرح والشعر وعمل في الصحافة، وحظي بشهرة عربية وعالمية، لقب بـ"نبي العصيان" و"الثوري المتمرد"، وهو من بين الأدباء الأكثر إثارة للجدل في الجزائر، من أشهر أعماله رواية "نجمة" التي ترجمت لعدة لغات عالمية.

المولد والنشأة
ولد كاتب ياسين واسمه الحقيقي (محمد خلوطي) يوم 6 أغسطس/آب 1929 ببلدية زيغود يوسف ولاية قسنطينة عاصمة الشرق الجزائر.

الدراسة والتكوين
تردد ياسين في صغره على المدرسة القرآنية بمسجد مدينة قسنطينة، لكنه بعد فترة وجيزة التحق بالمدرسة الفرنسية بولاية سطيف وفيها تابع تعليمه حتى 8 مايو/أيار 1945، اليوم الذي ارتكب فيه المستعمر الفرنسي مجازر مروعة بحق الشعب الجزائري راح ضحيتها -بحسب بعض الرواياتـ أكثر من 45 ألف شهيد. وبسبب مشاركته في هذه المظاهرات تم القبض عليه بعد خمسة أيام من انطلاقها وتم سجنه، وهي الحادثة التي تسببت في إصابة والده باضطراب نفسي لاعتقاده أن ابنه لقي حتفه في المظاهرات.

ومن وراء القضبان وبعد عام أصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان "مناجاة" ليسخر قلمه بعد ذلك لخدمة لبلاده ومناهضة الاستعمار الفرنسي.

هاجر إلى فرنسا سنة 1947، وفي باريس التي استقر بها تعرف على مجموعة من المناضلين والمثقفين الجزائريين، وكان يشاركهم في تنشيط حلقات فكرية وأدبية، لكنه قرر العودة إلى الجزائر عام 1970، ليستقر بمدينة سيدي بلعباس في الغرب الجزائري.

الوظائف والمسؤوليات
في عام 1949 أسس رفقة ألبير كامو صحيفة الجزائر الجمهورية، والتي جعل منها منبرا لمناهضة الاستعمار الفرنسي للجزائر. خلال سنوات الحرب الجزائرية زار العديد من الدول، وكتب تحقيقا عن الحج لمجلة "الإكسبريس" الفرنسية.

وخلال إقامته بتونس التي دامت أربع سنوات نشر عدة مقالات في مجلة "جون أفريك". عمل مديرا للمسرح الجهوي لمدينة سيدي بعلباس غربي الجزائر العاصمة.

التجربة الأدبية
يعد من أكثر الكتاب إثارة للجدل في تاريخ الأدب الجزائري المعاصر، حيث كان مفكرا حرا على الصعيد النظري وعبر أعماله الأدبية.

سخر قلمه خلال الثورة لمكافحة الاستعمار وسجن بسبب مواقفه الثورية المتمردة على الاستعمار.

تأثر بعد الاستقلال مباشرة بالإحباط الذي أصاب المثقفين الجزائريين خلال تلك الفترة بسبب التهميش الذي تعرضوا له، وهو ما تسبب في عزلته وتوفقه عن الكتابة لمدة، حتى ظن البعض أنه انقطع نهائيا عن التأليف.

خلال تنقله للاستقرار بولاية سيدي بلعباس انشغل بالموازاة مع عمله على المسرح بكتابة مقالات ينتقد من خلالها مظاهر الفساد في النظام الجزائري والتطرف الديني.

كتب أعماله باللغة الفرنسية لكنه كان مجبرا على ذلك، وشرح ذلك بقوله "أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين إنني لست فرنسيا"، وكان يرى في اللغة الفرنسية غنيمة حرب.

خلال مسيرته قدم الكثير من الأعمال الروائية أهمها "نجمة" كتبها وعمره لا يتجاوز الـ28، ونجمة هي اسم المرأة التي أحبها لكنها كانت متزوجة من رجل آخر، ويصنف النقاد هذه الرواية على أنها من النوع الفاصل أي العمل الذي يحدث قطيعة بين الانتاج الأدبي السابق واللاحق، وهي رواية تأريخ ورصد للكفاح الجزائري أصدرها عام 1956، وكانت في الأصل عبارة عن قصيدة بعنوان "نجمة والسكين".

صنعت الرواية الحدث الأدبي والإعلامي، وترجمت إلى عدة لغات عالمية، وباتت نصا مرجعيا في أعرق الجامعات العالمية.

ولم يكتف بالرواية بل خاض غمار الشعر والمسرح، وعن هذه التجربة يقول "عندما كنت أكتب الروايات أو الشعر، كنت أشعر بالحرمان لأنني لا أصل سوى إلى بضعة آلاف من الناطقين بالفرنسية، بينما وصلنا من خلال المسرح إلى ملايين المشاهدين في غضون خمسة أعوام".

المؤلفات
توزع الإنتاج الأدبي لكاتب ياسين ما بين الرواية والشعر والمسرح، ومن أهم أعماله "دائرة الانتقام"، و"شارع النساء"، و"المرصع بالنجوم"، و"المضلع النجمي" (1966)، و"محمد.. احمل حقيبتك"، و"فلسطين التي خانوها"، و"الرجل ذو الحذاء المطاطي"، و"الجثة المطوقة" 1959، و"القدماء يضاعفون ضراوتهم"، و"غبرة الذكاء"، و"ألف عذراء" (1958)، و"أشعار الجزائر المضطهدة"
1959.

الوفاة
توفي كاتب ياسين يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1989 بإحدى مستشفيات مدينة "غرونوبل" الفرنسية خلال فترة علاجه من مرض السرطان، ونقل جثمانه ودفن بالجزائر.

المصدر : الجزيرة