عبد الله بن جبرين

الشيخ عبد الله بن جبرين عالم سعودي

عبد الله بن جبرين، عالم سعودي حظي بزخم كبير في مجالي الدعوة والتعليم، وقد ألف كتبا كثيرة وعرف بإنكاره على بعض الشيعة، و"تعاطف" مع جماعة الإخوان المسلمين.

المولد والنشأة
ولد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين عام 1933 في بلدة محيرقة التابعة لمدينة القويعية غرب العاصمة السعودية الرياض. تنتمي عائلته لآل رشيد، وهم فخذ من قبيلة عطية بن زيد النجديّة، وتقول المصادر إن جده حمد بن جبرين كان يتولى أمور القضاء والولاية والإمارة في مدينة القويعية.

وقد نشأ في بلدة الرين التابعة للقويعية في رعاية أبيه الذي كان هو الآخر من أهل العلم والدين.

الدراسة والتكوين
حفظ بن جبرين القرآن الكريم في سن مبكرة وقرأ مبادئ العربية والدين وحفظ المتون ودرس الحديث على الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري.

ثم انتظم في معهد إمام الدعوة العلمي، فدرس في القسم الثانوي وحصل على الشهادة الثانوية ثم على الشهادة الجامعية من المعهد ذاته، ولاحقا انتسب إلى معهد القضاء العالي وحصل منه على شهادة الماجستير، ثم على الدكتوراه من كلية الشريعة بالرياض.

وقد درس العلم على العديد من المشايخ بينهم: إسماعيل الأنصاري، عبد العزيز بن ناصر بن رشيد، عبد الحميد عمار الجزائري، مناع خليل القطان، ومحمد عبد الوهاب البحيري.

الوظائف والمسؤوليات
عمل بن جبرين مدرسا في معهد إمام الدعوة لمدة 15 عاما ثم تولى تدريس التوحيد في كلية الشريعة بالرياض، ولاحقا عين عضوا برئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

التجربة العلمية والدعوية
اكتسبت المسيرة العلمية والدعوية للشيخ بن جبرين زخما كبيرا في المملكة العربية السعودية, وقد كان ضمن دعاة أوفدهم الملك سعود بن عبد العزيز إلى المناطق الشمالية والغربية لتوعية الناس بشؤون دينهم.

وقد تولى بن جبرين التدريس النظامي لسنوات طويلة مما أكسبه شهرة وقبولا في الأوساط العلمية والدعوية، وعندما تفرغ للتدريس في بيته وفي المساجد تزايد الاهتمام به وبات يعتبر واحدا من أبرز العلماء في السعودية.

القضايا التي عالجها بن جبرين لم تكن بالغريبة على الخط السائد في المدرسة العلمية والعقدية السعودية، فقد ركز على مواجهة "الخرافات وأهل البدع"، وكتب مؤلفات ورسائل عن التوحيد.

ورغم ذلك يرى منتقدوه أنه متعاطف أو متقبل لفكر جماعة الإخوان المسلمين ويستدلون على ذلك برفضه التشنيع على الجماعة ومؤسسها حسن البنا.

فقد وصفها بأنها جماعة ظهرت في مصر قصد الإصلاح والدعوة إلى الله "وحصل بحركتهم أن هدى الله خلقا كثيرا"، وأضاف "حيث إنه لم يكن لهم منعة، فقد تسلط عليهم رؤساء الدول وأودعوهم في السجون وقتلوا كثيرا منهم لاعتقادهم أنهم يثيرون عليهم جماهير المواطنين ويبرزون مثالب الرؤساء ومخالفاتهم وما يحكمون به من القوانين الوضعية".

وقد سئل بن جبرين ذات مرة عن سيد قطب والبنا فرد بأنهما "من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدى بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر"، وقال إن الشيخ عبد العزيز بن باز يعتبرهما شهيدين.

عرف بن جبرين بإنكاره على بعض طوائف الشيعة، وقال إنهم "أشد عداوة لأهل السنة من غيرهم، والأمثلة على ذلك ظاهرة".

وأضاف "الشيعة هم الرافضة يدعون أنهم شيعة علي أي أحبابه، ويدعون أنهم يوالون أهل البيت، وقد كذبوا، فهم يعادون زوجات النبي الكريم".

ظل في الوقت ذاته يحذر من استباحة الدماء وخلخلة الأمن، ويدعو إلى التفرقة بين البيان العلمي وحماية عقول الناشئة والعامة، وبين القتل والتدمير وإزهاق الأرواح.

وفي رحلة علاج إلى بألمانيا عام 2009، حث ناشطون من الشيعة السلطات على اعتقاله بذريعة دعمه للإرهاب، ولكنها لم تستجب لهم.

وتتهم بعض الأوساط العلمية بن جبرين بالتعاطف مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، حيث قال عنه ذات مرة إنه "جاهد في سبيل الله قديما وكانت له جهود في بلاد الأفغان".

المؤلفات
ومن مؤلفاته: أخبار الآحاد في الحديث النبوي، التدخين.. مادته وحكمه في الإسلام، الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق، تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي، وله رسائل مطبوعة منها: الإسلام بين الإفراط والتفريط، طلب العلم وفضل العلماء، الإجابات البهية في المسائل الرمضانية، حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض، شرح العقيدة الواسطية.

الوفاة
في يوم 13 يوليو/تموز 2009 توفي عبد الله بن جبرين في العاصمة السعودية الرياض عن 77 عاما، بعد معاناة من التهاب رئوي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية