الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود

الأمير طلال بن عبد العزيز - الموسوعة

أمير سعودي ترتيبه الثامن عشر بين الأبناء الذكور لمؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود. شغل العديد من المناصب الحكومية في السعودية، و تزعم "حركة الأمراء الأحرار" التي طالبت بملكية دستورية وبفصل الأسرة الحاكمة عن الحكم.

المولد والنشأة
ولد الأمير طلال في مدينة الطائف السعودية عام 1931، ويتحدث هو عن مولده راويا "يقول بعض الإخوان الذين يكبروني في السن أنني ولدت عام 1352 للهجرة، وتقول والدتي إن تاريخ ميلادي هو 19 ذي الحجة عام 1353 للهجرة".

وسمي طلال الثاني بعد وفاة أخيه طلال الأول الذي مات صغيرا، ويعتبر الأمير طلال الجيل الذي ولد فيه بالنسبة للسعودية "جيل الوسط،.. نهاية القديم وبداية الجديد".

الدراسة والتكوين
حول مسيرته الدراسية والتعليمية، يقول الأمير طلال إنه حصل على ما يعادل الثانوية العامة "لكني درست الكثير من العلوم على يد الزعيم العراقي الرئيس علي الكيلاني، خاصة مبادئ القانون باعتباره كان أحد رجال القانون البارزين. وتعلمت منه عندما كان لاجئا عند والدي في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات".

الوظائف والمسؤوليات
دخول الأمير طلال الحياة العملية كان عام 1952 عندما عين وزيرًا للمواصلات ليكون أول وزير لهذه الوازرة، وظل يتولى شؤونها حتى عام 1954 عندما عين نائبًا لوزير المالية، وفي عام 1960 عين وزيرًا للمالية. لكنه ترك الوزارة  بعد عام وعين سفيرًا لبلاده لدى فرنسا، ثم وزيرا للمواصلات.

تولى عددا من المناصب وعضوية عدد من الجمعيات والمنظمات وهي: رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورئيس مجلس أمناء الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ورئيس مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.

وترأس فخريا كلا من: الجمعية السعودية للتربية والتأهيل، والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، وعهد أمين الريحاني في واشنطن، وجمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية.

وشغل عضوية كل من: مجلس أمناء مؤسسة منتور، ورابطة معهد باستور في باريس، ومنتدى الفكر العربي.

كما كان المبعوث الخاص لليونسكو للمياه، والمبعوث الخاص لليونيسيف.

التوجه الفكري
يقول الأمير طلال عن نفسه "أنا قومي، ديمقراطي حر، لا آخذ الأمور أو أدعو إليها بشكل قسري أو فردي، بل أريد أن تحكم الشعوب نفسها وليس الأفراد هم الذين يتحكمون فيها".

التجربة السياسية
في عام 1958 أسس الأمير طلال مع أربعة من إخوته "حركة الأمراء الأحرار"
، وذلك بسبب التوترات الحاصلة بين الملك سعود والأمير فيصل، ونادت الحركة بإنشاء حكم دستوري برلماني وإبعاد الأسرة الحاكمة عن شؤون الحكم.

وبعد تأسيس الحركة صودرت أمواله وغادر السعودية إلى مصر واستضافه الرئيس جمال عبد الناصر -الذي كان يناهض الحكم الملكي- في 19 أغسطس/آب من العام نفسه، وقام الملك سعود بسحب الجواز الدبلوماسي منه. وظل مقيمًا في مصر، وهناك بدأ في معارضة السياسة السعودية خاصة تدخلها في اليمن مطالبا بالمزيد من الإصلاحات السياسية فيها، حتى سمح له بالعودة في عهد الملك فيصل بشرط عدم تدخله في شؤون الدولة والحكم.

بعد عودته إلى السعودية ظل يعمل بعيدًا عن السياسة في أمور تنموية وتعليمية، حيث قام عام 1980 بتأسيس "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية"، وذلك بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في دول العالم النامية.

وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أعلن استقالته من هيئة البيعة، وأعلن أنه رفعها للملك عبد الله بن عبد العزيز. وتأتي استقالته بعد ثلاثة أسابيع من تعيين أخيه غير الشقيق الأمير نايف في منصب ولي العهد، وبعد وفاة الأمير نايف وقيام الملك عبد الله بتعيين الأمير سلمان وليًا للعهد قال إن هيئة البيعة لم تدع للاجتماع للتشاور حول هذا التعيين، وقال إن الملكيات العربية يجب أن تتغير إلى ملكيات دستورية لأن الممالك لم تعد تواكب هذا العصر.

أنشأ من خلال "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية" وبالتعاون مع شركاء، عددا من المؤسسات التنموية والاجتماعية وهي: مؤسسة منتور، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوتر)، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وبنك الفقراء، والجامعة العربية المفتوحة، والجمعية السعودية للتربية والتأهيل لرعاية الأطفال المعاقين من ذوي متلازمة داون، وجائزة برنامج الخليج العربي العالمية للمشروعات التنموية الرائدة.

الجوائز والأوسمة
نال الكثير من الجوائز والأوسمة، أهمها: وشاح الملك عبد العزيز عام 1976، كما نال وساما من الحكومة اللبنانية في أوائل الستينيات، ووسام الدولة من حكومة البرازيل عام 1982، ووشاح وشهادة تقدير من حكومة هاييتي 1982، ووسام القلب الذهبي من حكومة الفلبين عام 1983، ووسام ضابط عظيم من حكومة فرنسا عام 1983، ووسام شخصية العام من اللجنة الدولية المستقلة عام 1985، ووسام الاستقلال (الصنف الأول) في تونس عام 1985 من الرئيس الحبيب بورقيبة.

كما نال وسام النصف الأكبر من الجمهورية التونسية من الرئيس زين العابدين بن علي عام 1993، ومنحته الأمم المتحدة درعا خاصة صممت خصيصا له وتسلمها من الأمين العام للأمم المتحدة عام 2000.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية