من الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض؟

الموسوعة - رياض سيف

سياسي ومعارض سوري، ليبرالي وبرلماني سابق، عارض النظام السوري، ودفع الثمن سجنا وتنكيلا ومضايقة، حيث زار السجون السورية خمس مرات، وقضى فيها نحو ثمانية أعوام، وصودرت ممتلكاته وألغيت حصانته البرلمانية، نشط في التكتلات المعارضة للأسد بعد الثورة واختير رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم 6 مايو/أيار 2017.

المولد والنشأة
ولد رياض مسلم سيف في الأول من يناير/كانون الثاني 1946 بمدينة دمشق.

الدراسة والتكوين
حصل رياض سيف على الثانوية العامة عام 1965، ثم اتجه بعد ذلك إلى القطاع الصناعي، وتحديدا إلى مجال تصنيع الملابس وتسويقها داخل وخارج سوريا.

التجربة السياسية
مثل العام 1994 منعطفا في اهتمامات ومسار رياض سيف، ففيه ولج ميدان السياسية قادما من ميدان الأعمال والصناعة، وذلك بعد تحقيقه أعلى نسبة أصوات عن مدينة دمشق في انتخابات مجلس الشعب بحسب موقع الائتلاف السوري المعارض.

وبسبب انخراطه القوي في العمل السياسي ومحاربته للفساد الإداري والسياسي  في سوريا، لاسيما فساد رجال السلطة والمقربين منها، تعرض لكثير من التضييق من طرف المخابرات السورية، فقتل ابنه عام 1996، وأعلن إفلاسه التجاري نهاية 1999، حسب موقع الائتلاف المعارض.

ومع توريث السلطة في سوريا عام 2000 انطلق ما يعرف بـ"ربيع دمشق"، حيث يعد رياض سيف من نشطاء المنتديات السياسية والفكرية ولجان إحياء المجتمع المدني التي نشطت في الفترة التي تلت وصول بشار الأسد إلى الرئاسة.

وقد انتخب سيف عضوا بمجلس الشعب السوري في مناسبتين عامي 1994 و1998، واصطبغ خطابه بالجرأة والنقد للاقتصاد والسياسة الاقتصادية.

وفي 2001 وقبل عام من نهاية عضويته الثانية، فتح سيف ملف الهاتف الخلوي في مجلس الشعب، وقال إن الصفقة تضيع على الدولة مليارات الدولارات، ثم قدم دراسة مفصلة تحت عنوان "صفقة عقود الخلوي".

وقد أغضب فتح الملف السلطة والحزب الحاكم حسب ما أعلنه سيف أثناء المحاكمة، فكلفت وزارة المالية بإجراء تحقيق في سجل مؤسسته الضريبية، حيث قالت إنها وجدت مخالفات وتهربا من دفع الضرائب، فحجزت على أمواله المنقولة وغير المنقولة وفي البنوك، مما أدى إلى وقف نشاطه الاقتصادي ووصوله إلى حافة الإفلاس.

واعتقل سيف بعدما رُفعت عنه الحصانة النيابية بتهمة التهرب الضريبي، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات وأفرج عنه عام 2006.

وعقب الإفراج عنه طالب سيف بتغيير الوضع في البلاد، لا "الإصلاح" أو "الترقيع"، مشددا على ضرورة بناء مؤسسات ديمقراطية بدلا من المؤسسات السياسية القائمة.

كما اعتقلت السلطات سيف لعدة ساعات عام 2006 أثناء اعتصام بدمشق في ذكرى مواجهات مارس/آذار 2004 بين الأكراد والقوى الأمنية شمال سوريا.

خرج من المعتقل بداية 2006، وخلال سنتين تأسس المجلس الوطني لإعلان دمشق، وتم انعقاده لأول مرة في بيت سيف، وضمَّ 167 شخصية معارضة، وانتخبت قيادة المجلس وكان سيف أمينه العام.

وفي أواخر العام 2007 عقد إعلان دمشق (وثيقة جامعة لقوى التغيير المعارضة في سوريا، أسست عام 2005 من قبل التجمع الوطني الديمقراطي والتحالف الديمقراطي الكردي ولجان إحياء المجتمع المدني والجبهة الديمقراطية الكردية وحزب المستقبل واللجنة السورية لحقوق الإنسان وشخصيات مستقلة) مؤتمرا علنيا، وردت السلطات السورية بشن حملات اعتقال في صفوف التجمع شملت عددا من أعضائه وقياداته.

وإثر ذلك حكم على رياض سيف بالسجن لمدة سنتين ونصف، حيث أفرج عنه أواخر يوليو/تموز 2010 بعدما أتم فترة الحكم الصادر بحقه على خلفية اتهامه بإضعاف الشعور القومي في قضية ما يعرف بإعلان دمشق.

وفي 24 أغسطس/آب 2010 قالت الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في سوريا إن رئيس هيئة رئاستها رياض سيف تقدم باستقالته من الهيئة التي قبلتها. وأشار بيان صحفي للأمانة العامة أن استقالة سيف جاءت لأسباب شخصية وصحية، وأنه تم قبولها "نزولا عند رغبته".

وعند اندلاع الثورة السورية كان ضمن المتظاهرين أمام وزارة الداخلية يوم 15 مارس/آذار 2011.

واختير سيف سرا عندما كان لا يزال في سوريا عضوا في المجلس الوطني السوري الذي كان موضع انتقاد في الداخل والخارج لأن تمثيل النشطاء الميدانيين فيه دون المستوى.

وأمضى سيف -الذي يعاني من مرض السرطان– بعد مغادرته سوريا مطلع صيف العام 2012، أسابيع في ألمانيا لتلقي العلاج حتى تحسنت حالته، وبدأ جهدا منظما لتوحيد جماعات المعارضة المتفاوتة.

ساهم بتشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، وشغل منصب نائب الرئيس في الدورة الرئاسية الأولى للائتلاف، ثم انتخب رئيسا سادسا للائتلاف يوم 6 مايو/أيار 2017، متقدما على الرئيس الأسبق خالد خوجة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية