اللواء عباس كامل.. خازن أسرار السيسي

عباس كامل عسكري مصري، ارتبط اسمه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتسريبات المنهمرة التي كان مكتب الرئيس محورها، والتي أبرزت دور الرجل بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، كلفه السيسي بداية 2018 بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد لها.

الوظائف والمسؤوليات
لا يُعرف عن عباس كامل سوى كونه مدير مكتب السيسي في المخابرات الحربية، ثم في وزارة الدفاع، ثم في رئاسة الجمهورية، كما أنه كان رفيق دربه خلال فترة حكم الرئيس المعزول مرسي.

وتصفه دوائر إعلامية قريبة من النظام بالرجل الثاني في الدولة، وبأنه خازن أسرار السيسي وصديقه الصدوق وناصحه الأمين.

وظهر مدير مكتب الرئيس المصري نادرا في لقطات عابرة أثناء زيارة السيسي للأردن في ديسمبر/كانون الأول 2014، ولدولة الكويت في الشهر التالي.

كما كان ضمن الوفد المصري الذي قدّم العزاء في الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وأغلب هذه الصور لزيارات كانت بعد ظهور التسريبات، مما جعل مراقبين يرجحون قوة نفوذ الرجل.

التسريبات
ظهر اسم كامل بقوة في أقدم تسريبات السيسي أثناء حديثه مع الصحفي ياسر رزق في أكتوبر/تشرين الأول 2013، وهي التسريبات التي أبرزت الدور المحوري لكامل في كل ملفات إدارة الدولة المصرية بعد الانقلاب العسكري على مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.

وجاء في تحليل مضامين التسريبات التي بثت من مكتب كامل أن الرجل كان ضالعا في إدارة كل تفاصيل الدولة بعد الانقلاب العسكري، "ففضلا عن ترتيب مواعيد السيسي، يتواصل كامل مع دوائر خارجية، ويرسم الواقع الاقتصادي، ويتصل بالإعلاميين والقضاء لنقل إملاءات القيادة العليا".

في التسجيل الصوتي خلال حواره مع الصحفى رزق، ذكر السيسي اسم كامل عند سؤاله عن عدد القتلى في فض اعتصام رابعة، فأجاب السيسي "اسألوا عباس"، في إشارة إلى أنه يعرف كل شيء.

وبرز اسم كامل في بعض الملفات التي أدارها النظام المصري بعد الانقلاب، وخاصة فيما يعرف إعلاميا بـ "قضية التخابر مع قطر"، المتهم فيها مرسي وآخرون، حيث تولى رئاسة ما سميت لجنة الخبراء المكلفة بفحص أحراز القضية.  

كما أن السلطات الإيطالية طلبت رسميا من نظيرتها المصرية تسليم كامل للأمن الإيطالي، لتورطه في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وهو التورط الذي كشفت عنه الصحيفة الإيطالية "لاريبوبليكا" في تقرير سابق لها، ووصفت كامل بأنه أحد أقوى رجال النظام واليد اليمنى القوية للسيسي.

وفي 18 يناير/كانون الثاني 2018، أصدر السيسي قرارا بإعفاء اللواء خالد فوزي مدير المخابرات العامة من منصبه، وتكليف عباس كامل بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد لها.

وجاء ذلك التكليف بعد أيام من تسريب التسجيلات الصوتية بين ضابط بالمخابرات الحربية وعدد من الفنانين والإعلاميين، والتي يقوم فيها بتوجيههم نحو تبني مواقف سياسية معينة، وقد ظهر في هذه التسريبات وجود تضارب بين جهازي المخابرات العامة والحربية.

وأظهر تسريب صوتي لصحيفة نيويورك تايمز بثته قناة مكملين، توجيه ضابط مخابرات مصري سبابا وألفاظا نابية لضباط في جهاز المخابرات العامة، بدعوى دعمهم ترشيح الفريق أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية في مصر في مارس/آذار 2018.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية