الأمم المتحدة.. هل ستقودها سيدة للمرة الأولى؟

المرشحات لخلافة بان كي مون - الموسوعة

هن أربع نساء تقدمن بترشيحاتهن لخلافة بان كي مون على رأس الأمانة العامة للأمم المتحدة، في مواجهة ترشيحات أربع رجال، حيث تأمل كل واحدة منهن أن تكون أول سيدة تقود الهيئة الأممية بعد تعاقب ثمانية رجال على رئاستها منذ تأسيسها عام 1945.

فمع اقتراب انتهاء فترة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نهاية 2016 تزايدت حمى الترشيحات لخلافته بإعلان ثماني شخصيات دبلوماسية ترشحها لذلك، بينهم أربعة نساء.

جاء ذلك بعد أن تبنت الأمم المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2015 قرارا ينص على إمكانية تولي امرأة منصب الأمين العام الأممي؛ حيث تزايدت حظوظ العديد من المرشحات اللائي ترغب كل واحدة منهن في أن تدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة قد تحظى بهذا السبق.

وسيتم اختيار المرشح الفائز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن في يوليو/تموز 2016، ويقدم للمصادقة عليه في الجمعية العامة في سبتمبر/أيلول 2016.

وفي ما يلي تعريف موجز بالشخصيات النسائية المترشحة لخلافة بان كي مون في منصبه الأرفع دوليا:

– هيلين كلارك (نيوزيلندا):
سياسية ودبلوماسية من نيوزيلندا (وُلدت عام 1950)، شغلت ما بين عاميْ 1999 و2008 منصب رئيس الوزراء في بلادها، وكانت وزيرة للخارجية، ثم صارت رئيسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

اشتهرت هيلين كلارك خلال دراستها الجامعية بتوجيه انتقادات حادة لنظام التفرقة العنصرية آنذاك في جنوب أفريقيا، ومعارضة حرب فيتنام والتجارب النووية في جنوب المحيط الهادي. وعزت ترشحها لهذا المنصب لما تتمتع به من خبرات قيادية اكتسبتها خلال 30 سنة من العمل السياسي في نيوزيلندا وأروقة الأمم المتحدة.

وقالت كلارك -في تصريحات صحفية- إنها تعتزم إصلاح مجلس الأمن الدولي بجعل ألمانيا واليابان والهند والبرازيل أعضاء دائمين فيه، مضيفة أنه من الممكن أن يكون من بين الأعضاء الدائمين في المجلس عضوان دائمان من دول أفريقيا حتى يعكس تشكيل المجلس واقع القرن 21.

تعرف كلارك بهواية السفر على الأقدام وتسلق الجبال، حيث تمكنت في يناير/كانون الثاني 1999 من تسلق قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا الذي يعد أعلى قمة في أفريقيا.

– إيرينا بوكوفا (بلغاريا):
سياسية ودبلوماسية بلغارية (وُلدت عام 1952)؛ استفادت من خبرتها الدبلوماسية ودراستها المزدوجة في الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة، وتحدثها بطلاقة للإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبلغارية والروسية، لتفرض نفسها في المشهد الدبلوماسي الأوروبي والدولي.

شغلت بوكوفا مناصب سياسية ببلادها؛ فكانت عضوا في البرلمان ومنسقة لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عاميْ 1995-1997، ثم وزيرة للشؤون الخارجية ما بين 1996-1997، إضافة إلى مناصب دبلوماسية عملت خلالها سفيرة لبلغاريا لدى فرنسا وإمارة موناكو والمغرب.

وتعتبر أول امرأة من المعسكر الشرقي تتولى منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لولايتين منذ عام 2009، إضافة إلى منصبها ممثلة لرئيس بلغاريا لدى المنظمة الدولية الفرنكفونية.

سعت بوكوفا خلال قيادتها للخارجية البلغارية إلى تحقيق التكامل الأوروبي، كما عملت باعتبارها مؤسسة ورئيسة للمنتدى السياسي الأوروبي على تجاوز الانقسامات في أوروبا، واهتمت بالقضية الفلسطينية فكانت لها مواقف كثيرة تدين فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وضغطت في اليونسكو من أجل حصول فلسطين على عضوية المنظمة.

ولا تخفي بوكوفا رغبتها القوية في الفوز، حيث قالت في تصريح صحفي "أنا أركز بالكامل على موضوع الانتخابات المقبلة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أشعر بمسؤولية وطنية، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة للفوز"، وأضافت "انتخِبت مرتين أمام منافسين أقوياء، وأعرف كيف أكسب الانتخابات داخل الأمم المتحدة".

– فيسنا بوسيتش (كرواتيا):
سياسية ودبلوماسية من كرواتيا متخصصة في علم الاجتماع (وُلدت عام 1953)، عرفت بتأسيسها في نهاية سبعينيات القرن العشرين أول جمعية نسوية في يوغسلافيا سابقا. أصبحت عضوا في البرلمان عام 2000، ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرة الخارجية عام 2011، ثم صارت نائبة لرئيس البرلمان في فبراير/شباط 2016.

أشرفت بوسيتش على انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي عام 2013، وتعتبر ترشحها للمنصب الأممي "أمرا رائعا وفرصة ذهبية". وتقر بأنها "لا تريد إجراء تغيير جذري في الأمم المتحدة"، وتهدف في المقابل إلى التركيز على صحة المرأة والرعاية الاجتماعية.

تعترف بوسيتش -التي تقود حزب "الشعب الليبرالي" في كرواتيا- بأنها "ليست سياسية محنكة"، وتؤكد على أهمية دور موسكو في عملية التعيين في المنصب الأممي، ولذلك دعت إلى أهمية إصلاح العلاقات مع روسيا في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش في رسالة الترشيح إلى الأمم المتحدة إن "بوسيتش لديها مشوار مهني وطني ودولي مميز كسياسية وعضوة في الأكاديمية (الكرواتية)، مما يجعلها مناسبة تماما لتولي هذا المنصب للقيادة والمسؤولية العالمية".

– ناتاليا غيرمان (مولدوفا):
سياسية ودبلوماسية من مولدوفا (وُلدت عام 1969)؛ تابعت دراساتها العليا بمولدوفا وبريطانيا وتتحدث الإنجليزية والروسية والألمانية والرومانية؛ وتنحدر من أسرة سياسية، فقد تولى أخوها ميرسيا سنيغور منصب أول رئيس لجمهورية مولدوفا -بعد تفكك الاتحاد السوفياتي سابقا- ما بين أعوام 1990-1997.

تولت غيرمان عدة مناصب في حكومة بلادها فكانت نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة للخارجية والتكامل الأوروبي (من 2013 إلى أوائل 2016)، كما شغلت منصب عضو في البرلمان المولدوفي. وعملت سفيرة لبلدها ما بين 2006-2009 لدى النمسا والسويد والنرويج وفنلندا، ولدى وكالات الأمم المتحدة في فيينا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

أدت دورا قياديا في حوار الأمم المتحدة العالمي بشأن القدرات المؤسسية للتنمية المستدامة، وتعتبر عضوا نشطا في نشر السلام من خلال الحوار والعدالة والتنمية المستدامة واحترام سيادة القانون. اختارتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2014 لتكون "واحدة من سبع نساء تميزن في السياسات الكونية وريادة التحول في العالم بأسره".

وقال رئيس وزراء مولدوفا بافيل فيليب -في تصريح له- إن غيرمان "كانت على الدوام دبلوماسية بارزة، واعتُرف بأسلوبها في القيادة وقدراتها سواء داخل بلدها أو على المستوى الدولي".

وتركز مولدوفا لدعم ترشيح غيرمان على الاستفادة من علاقاتها بعدد من البلدان الأوروبية حيث تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تأييد حلفائها الأعضاء في رابطة البلدان المستقلة (مكونة من دول كانت تابعة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا).

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية