كارلوس منعم.. "سوري" حكم الأرجنتين

كارلوس منعم

رئيس الأرجنتين الأسبق، من أصل سوري، ويعد أكثر رؤساء البلاد إثارة للجدل بعد الرئيس خوان دومينغو بيرون، رغم أنه نجح في أن يجتاز ببلاده مرحلة اقتصادية خطيرة بعد تسلمه مقاليد الرئاسة، فقد ظل حديث وسائل الإعلام بسبب تعدد زيجاته ومغامراته العاطفية.

المولد والنشأة
ولد كارلوس شاول منعم، المعروف بكارلوس منعم، في الثاني من يوليو/تموز 1930 في قرية أنيلاكو بمقاطعة لاريوخا (شمال غرب الأرجنتين)، من أبوين سوريين مسلمين مهاجرين للأرجنتين، وهما شاول منعم ومهيبة عقيل، المنحدرين من مدينة يبرد (جنوب غرب سوريا)، وتزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاثة أبناء، توفي أحدهم في حادث مروحية في مارس/آذار 1995.

الدراسة والتكوين
تابع دراسته العليا بجامعة قرطبة الوطنية، حيث تخصص في القانون، وأصبح محاميا عام 1955، والتحق بالحركة "البيرونية" (نسبة إلى خوان دومينغو بيرون الرئيس الأرجنتيني الأسبق السابق المطاح به من قبل الديكتاتورية العسكرية عام 1955)، وشارك في مظاهرات الدفاع عن السجناء السياسيين، واعتقل عام 1957 لدعمه خيار المواجهة بالعنف ضد ديكتاتورية بيدرو يوخينو أرامبورو.

التوجه الفكري
انتمى كارلوس لحزب العدالة الاجتماعية، وركز شعاراته على حقوق الطبقة العاملة، تماشيا مع إيمانه بفكر الحركة البيرونية، وهي العدالة الاجتماعية، والاستقلال الاقتصادي، والسيادة السياسية، مع تبني اقتصاد حر وتحقيق "ثورة إنتاجية".

المسار السياسي
بدأ حياته محاميا في لاريوخا، وانتخب في منصب حاكم هذه المقاطعة مرتين بين أعوام 1973 و1976، وبعد إطاحة النظام العسكري برئيسة البلاد إيزابيل مارتنيث دو بيرون في مارس/آذار 1976، اعتقل منعم حتى 1981، وبعد عودة الحكم المدني انتخب مرة أخرى حاكما للمقاطعة بين أعوام 1983 و1989.

ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية عندما أراد الترشح لرئاسة الأرجنتين، لأن دستور البلاد يفرض أن يكون الرئيس مسيحيا، وتولى منصب الرئاسة بين الثامن من يوليو/تموز 1989 والعاشر من يناير/كانون الثاني 1999.

سعى إلى مواجهة التضخم والركود الاقتصادي الكبير الذي واجهته بلاده عبر القيام بعملية خصخصة لقطاعات إنتاجية عديدة، مما أسهم في استقطاب رؤوس أموال أجنبية وإصلاح الوضع الاقتصادي.

أطلقت حكومته برنامجا اجتماعيا لزيادة الإنفاق على برامج مكافحة الفقر، مما كان له تأثير إيجابي على تقليص نسب الفقر في البلاد، وجهت له انتقادات حادة للعفو الذي أصدره في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1990 في حق عدد من رموز النظام العسكري الذي حكم البلاد في الفترة بين 1976 و1983، وتسبب في إشاعة الإرهاب واختفاء نحو 15 ألف معتقل سياسي.

انتخب منذ عام 2005 عضوا في مجلس الشيوخ ممثلا لمقاطعة لاريوخا، وفشل عام 2007 في إعادة انتخابه حاكما لمقاطعة لاريوخا، لتكون المرة الأولى منذ ثلاثين عاما، التي يخسر فيها انتخابات.

على مستوى السياسة الخارجية، أعاد العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا، التي قُطعت إثر حرب جزر الفوكلاند، كما قام بتسوية ترسيم مشاكل الحدود مع تشيلي.

أصدرت محكمة أرجنتينية في يونيو/حزيران 2013 حكما بالسجن في حقه سبع سنوات، بعد إدانته بتهريب السلاح إلى الإكوادور وكرواتيا خلال الفترة بين 1991 و1995 في انتهاك لحظر مفروض من الأمم المتحدة.

وكان منعم اعترف بتوقيع موافقات رسمية لتصدير الأسلحة إلى فنزويلا وبنما، لكنه قال إنه لم يكن يعلم أنها ستنتهي في الإكوادور وكرواتيا، البلدين الخاضعين لحظر دولي على تصدير السلاح في ذلك الوقت.

وتوبع أيضا قضائيا -مع متهمين آخرين- في قضية الاعتداء على المركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس عام 1994، حيث اتهم كارلوس بإزالة أدلة الانفجار الذي دمر المبنى.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية