أحمد داود أوغلو

epa03958248 Turkey's Foreign Minister Ahmet Davutoglu is pictured during a press conference with British Foreign Secretary William Hague (not seen) in Istanbul, Turkey, 20 November 2013. Hague is on a two-day official visit in Turkey. EPA/SEDAT SUNA

أحمد داود أوغلو مفكر وسياسي تركي، شكلت ثقافته ورؤاه بوصلة لأدائه السياسي فوظف الفكر لخدمة السياسة، وارتقى بالسياسة لمخرجات الفكر، آمن بدور تركيا في محيطها وقاد دبلوماسيتها بجدارة لفتت الأنظار، تولى رئاسة الحكومة في وقت تسعى فيه تركيا لاستعادة عمقها الإستراتيجي.

المولد والنشأة
ولد أحمد داود أوغلو يوم 26 فبراير/شباط 1959 بمدينة قونيا التركية.

الدراسة والتكوين
أكمل أحمد داود أوغلو دراسته الثانوية في ثانوية إسطنبول للبنين، ثم التحق بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة بوغاز إيتشي، حيث حصل على شهادة البكالوريوس، في العلوم السياسية والاقتصادية سنة 1984.

واصل تعليمه بالجامعة نفسها فحصل على درجة الماجستير من قسم الإدارة العامة، ونال درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

الوظائف والمسؤوليات
بدأ أوغلو مساره الوظيفي في المجال الأكاديمي سنة 1990 أستاذا مساعدا في الجامعة الدولية الإسلامية في ماليزيا، وأسس قسم العلوم السياسية فيها وترأسه حتى سنة 1993، تاريخ حصوله على لقب أستاذ مشارك.

وفي الفترة ما بين 1995-1999 عمل عضوا بالهيئة التدريسية بجامعة مرمرة التركية، قبل أن يعمل محاضرا زائرا بالأكاديمية العسكرية والأكاديميات الحربية التابعة للقوات المسلحة التركية حتى سنة 2002.

انتقل أحمد داود أوغلو للعمل السياسي الحكومي بعد الانتخابات العامة في تركيا سنة 2002، فعُين كبير مستشاري رئيس الوزراء، وفي نفس الوقت عمل رئيسا لقسم العلاقات الدولية بجامعة "بايكانت" الدولية، وعضو هيئة التدريس في جامعة مرمرة بصفته أستاذا زائرا. 

وفي 1 مايو/أيار سنة 2009 عُين داود أوغلو وزيرا لخارجية تركيا، واحتفظ بالمنصب حتى 28 من أغسطس/آب 2014 تاريخ تعيينه رئيسا للحكومة التركية خلفا لرجب طيب أردوغان الذي تسلم منصبه رئيسا للجمهورية في نفس اليوم.

التجربة السياسية
برز دور أحمد داود أوغلو السياسي في ظل حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان، وأصبح منظرا للسياسة الخارجية التركية في عهدها الجديد الذي طبعه الانفتاح على العالمين العربي والإسلامي.

قاد الدبلوماسية التركية انطلاقا من توجهات حزب العدالة والتنمية، ولكن وفقا لرؤى وخلاصات أبحاثه ودراساته الأكاديمية، التي تؤكد ضرورة خروج تركيا من الدور المحدود إلى أفق التأثير في السياسة الدولية.

وقد ترجم رؤاه من خلال مبدأ "سياسة صفر مشاكل" مع جيران تركيا، لكن الأوضاع التي خلفتها ثورات الربيع العربي والتهاب المحيط التركي فرض على تركيا التعاطي مع الأحداث انطلاقا من أهمية دورها في المحيط الإقليمي، وضرورة تجسيد ذلك الدور في مواقف سياسية مؤثرة.

وفي ضوء ذلك تحركت الدبلوماسية التركية لدعم المقاومة الفلسطينية، ومساندة الثورة السورية، ومناهضة الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو/تموز 2013.

فاجأ أحمد داود أوغلو الجميع يوم 5 مايو/أيار 2016 بإعلانه أنه لن يترشح لرئاسة الحزب، ودعا أعضاء حزبه لعقد اجتماع استثنائي يوم 22 من الشهر نفسه لاختيار رئيس جديد. ودافع أوغلو عن علاقته برئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، قائلا إنه لن يسمح لأحد بالتطاول عليها، موضحا أنه سيستمر جنديا في صفوف الحزب، وأنه قرر تغيير منصبه وليس رفقائه في التنظيم.

المؤلفات
نشر أوغلو العديد من المؤلفات والكتب باللغة التركية والإنجليزية، من بينها "الفلسفة والسياسة"، و"العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية"، وكتاب "العمق الإستراتيجي" الذي وضع الإطار النظري للتوجه الجديد لسياسة تركيا الخارجية.  

المصدر : الجزيرة