تعرف على مركز المصالحة الروسي بسوريا

Russian Defense Minister Sergei Shoigu visits Hmeymim air base in Syria, June 18, 2016. Picture taken June 18, 2016. REUTERS/Vadim Savitsky/Russian Defense Ministry via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (وسط) خلال زيارة له إلى قاعدة حميميم الجوية في يونيو/حزيران 2016 (رويترز)

مركز روسي في سوريا تديره وزارة الدفاع الروسية، يقع مقره الرئيسي في قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية، ويتمثل هدفه المعلن في تحقيق مفاوضات السلام بين أطراف المعارضة والنظام السوري، وتنسيق وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق.

التأسيس
أعلنت روسيا فتح "المركز الروسي للمصالحة في سوريا" في قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية السورية يوم 23 فبراير/شباط 2016، وذلك بموجب اتفاق روسي أميركي على وقف إطلاق النار في سوريا.

وتطلق وسائل الإعلام أسماء مختلفة على المركز، منها "مركز حميميم للمصالحة" و"المركز الروسي للمصالحة في سوريا"، و"مركز المصالحة الروسي".

الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف وصف المركز عند الإعلان عن استحداثه بأنه "مركز لتنسيق العمل، وللمصالحة بين الأطراف المتنازعة على أراضي الجمهورية العربية السورية"، وقال إنه "سيسهم في التفاوض بشأن التصالح بين السلطات السورية وفصائل المعارضة، باستثناء تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية الإرهابيين".

المهام
وحدد المسؤول الروسي دور المركز في إبرام اتفاقيات وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية.

من جهته، يؤكد رئيس مركز المصالحة الروسي الفريق أول يوري يفتوشينكو أن المركز يعمل بشكل وثيق مع الأطراف المتحاربة في سوريا، ويدوّن الملاحظات الميدانية، ويجمع المعلومات من مصادر القوات الحكومية ومن المواطنين، بالإضافة إلى أنه يتبادل المعلومات مع الأميركيين، ويستقبل معلومات من روسيا ثم يقوم بمعالجتها، "إذن بحوزتنا معلومات كاملة عن كل ما يحدث في سوريا".

وواكبت ظهور المركز عملية ترويج لأعماله على موقع وزارة الدفاع الروسية وفي وسائل الإعلام الروسية وتلك التابعة للنظام السوري، حيث تنشر هذه المصادر الإعلامية أخبارا يومية عن دور المركز الروسي في إبرام اتفاقيات الهدنة و"المصالحة الوطنية"، إضافة إلى أنباء استضافته وفودا من المعارضة الداخلية وممثلين عن المعارضة المسلحة، بهدف "التفاوض وإحلال المصالحة في سوريا".

ويصدر المركز يوميا موجزا تعريفيا "بالمساعدات الإنسانية" المقدمة من الجيش الروسي، ونشرة تتضمن أحدث المعلومات حول الجوانب غير القتالية لأعماله، وكشفا بأسماء أطراف المعارضة السورية التي توافق على "المصالحة".

ويتضمن عمل المركز أيضا تحييد القرى والبلدات والمدن من القصف الجوي مقابل عقد "اتفاق صلح"، وهو ما يراه معارضون رعاية لعمليات التهجير القسري التي يجريها النظام السوري، علما بأن المركز يعمل بالتنسيق مع الأجهزة السورية المختصة.

يذكر أن المركز الروسي كان قد أشرف على أول محادثات عبر الفيديو بين النظام  السوري والمعارضة في مناطق خفض التصعيد في 26 أغسطس/آب 2017، وشارك فيها مسؤولون من جانب النظام يمثلون محافظتي درعا والسويداء، وعن المعارضة مسؤولون من مناطق خفض التصعيد جنوب غربي سوريا.

وجاء ذلك الاجتماع -الأول من نوعه في دمشق والثاني على مستوى سوريا- بعد اجتماع مماثل عقد في محافظة درعا، بمبادرة من المركز الروسي للمصالحة في سوريا.

مصالحة روسية
يتبنى المركز الروسي مفهوم مصالحة على "مقاس روسيا وحليفها النظام السوري"، فالمناطق المشمولة بـ"المصالحة" تكون في غالبها قد تعرضت لعمل عسكري وحصار وتهجير على غرار ما حصل في حلب والغوطة الشرقية.

وفي الغوطة الشرقية لعب المركز الروسي دورا بارزا في تحقيق الاتفاق بين النظام السوري وفصيلي "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" المعارضين، وهو الاتفاق الذي جاء بعد حملة عسكرية قتل فيها نحو 1600 شخص في أقل من ستة أسابيع، وأفضى إلى إخراج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم والمدنيين من مدن الغوطة وبلداتها إلى مناطق المعارضة في محافظة إدلب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية