تنظيم "أنصار الشريعة" بليبيا.. معلومات أساسية

الموسوعة - شعار أنصار الشريعة
التأسيس
تأسس تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي (شرقي ليبيا) بعد الثورة الليبية وتحديدا في بدايات عام 2012، انبثق من سرايا "راف الله السحاتي" التابعة لكتيبة 17 فبراير أول كتيبة تأسست في بنغازي إبان ثورة فبراير.

التوجه الأيديولوجي
تؤكد أنصار الشريعة أنها تدعو إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا"، وفي مقابلة مع الجزيرة نت في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 قال القيادي السابق بالكتيبة محمد الزهاوي بخصوص موقفهم من العملية السياسية بليبيا "لا يكون لنا إيمان إلا إذا حكّمنا شرع الله وإذا لم نحكم بالشرع والدين نصبح كاليهودية والنصرانية والبوذية". ورفض أي عملية سياسية غير خاضعة لشرع الله.

المسار
شارك مقاتلو وقادة أنصار الشريعة في الإطاحة بنظام القذافي، ودخلت الكتيبة منذ مايو/أيار 2014 في مواجهات مسلحة مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي تحت راية مجلس شورى ثوار بنغازي، وفقدت عددا كبيرا من مقاتليها من أبرزهم الزهاوي الذي توفي في سبتمبر/أيلول 2014 متأثرا بجراح أصيب بها في إحدى المواجهات مع قوات حفتر بمنطقة بنينا بضواحي بنغازي.

ومن المقاتلين الذين قتلوا هناك فوزي الفايدي، وميلود صداقة، وفيصل بن أجميعة، ومنصور الشعلالي الذي كان مسؤولا عسكريا للكتيبة، إضافة إلى ناصر الطرشاني المكنى بأبي خالد المدني الذي أعلن عن وفاته في يوليو/تموز 2017 في غارة شنتها طائرة مجهولة استهدفت موقعا كان يتمركز فيه بمنطقة سيدي أخريبيش شمالي بنغازي. وتولى الطرشاني قيادة أنصار الشريعة خلفا لمحمد الزهاوي.

وانضم عدد من مقاتلي تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي ودرنة إلى تنظيم الدولة الإسلامية بشرق ليبيا، من أبرزهم محمد الترهوني المكنى بأبي عبد الله الليبي.

واتهمت أنصار الشريعة بالوقوف وراء هجمات عدة على مصالح غربية في ليبيا، وخصوصا هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل فيه السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة من معاونيه.

وإثر مقتل السفير الأميركي، وضعت أنصار الشريعة على اللائحة السوداء للولايات المتحدة. وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أدرجها مجلس الأمن الدولي على لائحة المنظمات الإرهابية بمقترح أميركي بريطاني فرنسي مشترك، واتهم المجلس الجماعة بارتكاب "أعمال إرهابية، وتقديم الدعم لأنشطة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة التونسية".

في المقابل، نفت جماعة أنصار الشريعة اتهامها بالوقوف وراء الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي "لكنها اعترفت بمشاركتها في تحطيم الأضرحة الصوفية".

ففي مقابلة هاتفية لمجلة فورين بوليسي عام 2012 مع محمد الزهاوي الذي كان حينها قائد الكتيبة، والشيخ ناصر الطرشاني قائد اللجنة الدينية فيها، شددا على أن أحدا من عناصر الكتيبة لم يشارك في الهجوم على القنصلية الأميركية، ولم يكن أحد منهم ضمن الـ50 معتقلا الذين قال المسؤولون الليبيون إنهم على صلة بالهجوم.

وكتبت فورين بوليسي أن الرجلين (الزهاوي والطرشاني) بررا الهجوم الذي جاء على خلفية الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهما قالا إنهما لا يتفقان مع هذا التصرف، في إشارة إلى مقتل السفير.

وقال الطرشاني "لا نحبذ شيئا من هذا القبيل كحل للمشكلة، هذا خطأ، وقتل السفير ليس مقصودا لأنه قتل بالاختناق، ويبدو أن أحدا لم يكن يعلم بوجوده في الداخل".

وفي أواخر أغسطس/آب 2014 أعلن مجلس النواب الليبي المنحل في طبرق بأقصى شرق البلاد أن أنصار الشريعة "جماعة إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة".

البيان والحل
أثار تنظيم أنصار الشريعة جدلا واسعا في ليبيا عندما حذر زعيمه الزهاوي في بيان في مايو/أيار 2014 الولايات المتحدة من التدخل في الأزمة الليبية، وتوعد بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان. واتهم الزهاوي الإدارة الأميركية بدعم حفتر، كما اتهمها بدفع ليبيا نحو الحرب الأهلية وإراقة الدماء.

ودعا في بيان بُث عبر قنوات تلفزيونية ليبية إلى عدم الاستماع إلى "من يريدون تقسيمنا"، متهما حفتر بأنه "عميل للمخابرات الأميركية"، وتوعده بالمصير ذاته الذي لقيه القذافي.

فقد اتهمت الحكومة الليبية المؤقتة في تلك الفترة أنصار الشريعة بـ"استباحة دماء الليبيين متخذا من الدين الإسلامي ستارا له"، بينما طلبت دار الإفتاء الليبية من المنتمين إلى جماعة أنصار الشريعة أن يتبرؤوا مما جاء في بيانها من ما اعتبرته تهديدا وتخويفا ودعوة للعنف، مؤكدة أن هذا يعتبر إساءة للدين الإسلامي.  

وفي مايو/أيار 2017 أعلن تنظيم أنصار الشريعة حل نفسه رسميا، ودعا فصائل أخرى إلى الاتحاد في مواجهة قوى أخرى مناهضة للثورة، وقال في بيان "نعلن للأمة والمجاهدين عامة وأهلنا في ليبيا خاصة عن حل جماعة أنصار الشريعة بليبيا رسميا".

ووجه التنظيم رسالة إلى بقية القوى الثورية ومجالس الشورى دعا فيها إلى تشكيل جبهة موحدة ومواصلة القتال، وحذر من الخضوع للغرب أو الارتباط به.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية