ماذا تعرف عن منظمة "إيتا" الباسكية؟

حركة إيتا الأنفصالية الأسبانية شعار

النشأة والتأسيس
تأسست منظمة وطن الباسك والحرية، المعروفة اختصارا باسم "إيتا"، في 31 يوليو/تموز 1959 في منطقة الباسك الواقعة على الحدود بين إسبانيا وفرنسا.

رسخت أرضيتها في مؤتمرها الأول في "دير بييوك" في بفرنسا، وصفت نفسها بكونها "حركة ثورية باسكية للتحرير القومي"، وانتهجت العمل السري والثوري عبر "الكفاح المسلّح".

المسار السياسي
بنت إيتا عقيدتها على ثلاثة أسس: أولها الدفاع عن اللغة المحلية والعرق الباسكي، وثانيها معاداة ومقاومة الإسبانية، وثالثها العمل على استقلال بلاد الباسك التي تضم مقاطعات آلابا وبيثكايا وغيبوثكويا الإسبانية، ولابوردي ونابارا السفلى وثوبيروا الفرنسية.

قامت بأنشطة مسلحة واختطافات، وكانت أول عملية مسلحة تقوم بها -يوم 18 يوليو/تموز 1961-هي استهداف قطار يقلّ فريقا من أنصار الجنرال فرانشيسكو فرانكو الذي حكم إسبانيا في الفترة 1939-1975.

اغتالت إيتا عام 1968 مدير مكتب المخابرات الإسبانية في مدينة سان سبستيان في إقليم الباسك ميليتون مانتاناس، وفي عام 1973 اغتالت رئيس الوزراء الإسباني لويس كاريرو بلانكو بسيارة ملغومة في مدينة مدريد، تلتها تفجيرات عام 1974 في المدينة نفسها.

أنشأت "إيتا" عام 1978 جناحا سياسيا باسم "هري باتاسونا" دون أن يمنعها ذلك من الاستمرار في عملياتها العنيفة والمسلحة، حيث كانت بداية الثمانينيات أكثر السنوات دموية في تاريخها، سجلت فيها مقتل 118 شخصا.

أدرج كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية المنظمة على لائحة المنظمات الإرهابية، فيما أعلنت المنظمة من جانبها وقف عملياتها العسكرية مؤقتا عام 1989، ودخلت في مفاوضات مع الحكومة الإسبانية.

عادت "إيتا" عام 1991 إلى العمليات المسلحة، واستهدفت بمحاولة فاشلة الملك خوان كارلوس عام 1995، وبعدما فشلت مفاوضتها مع الحكومة عام 1999 صعّدت من عملها المسلح عام 2001، ونفذت 16 عملية راح ضحيتها 11 شخصا.

أعلنت في 22 مارس/آذار 2006 وقف إطلاق نار دائم كمرحلة أولى لبدء مفاوضات جديدة مع الحكومة الإسبانية للوصول لحق تقرير المصير لبلاد الباسك، كما أعلنت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تخليها النهائي عن العمل المسلح بكافة أشكاله.

اعتقلت إسبانيا بمساعدة فرنسا عددا من زعماء منظمة إيتا، منهم ايزاسكون ليساكا في أكتوبر/تشرين الأول 2012  بشرق فرنسا، و إيبون غوخياسكوشيا -الذي يُعتقد أنه زعيم الجناح العسكري للمنظمة- في شمال فرنسا.

جددت عام 2012 الإعلان عن استعدادها للتفاوض والدخول في حوار مباشر مع الحكومتين الفرنسية والإسبانية تمهيدا لحل نفسها بعد أربعين سنة من العمل المسلح، لكن الحكومة الإسبانية قابلت ذلك بالرفض وأصرت على اعتبارها منظمة إرهابية وطالبت بحلها دون شروط.

وفي 8 أبريل/نيسان 2017 أعلنت إيتا تسليمها مخازن أسلحة إلى السلطات الفرنسية، وقال رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف، إنّ المتفجرات والأسلحة التي كانت على الأراضي الفرنسية بلغت 3.5 طن.

ووصف وزير الداخلية الإسباني خوان إغناسيو ثويدو تسليم "إيتا" الانفصالية أسلحتها بأنه "استعراض إعلامي"، وقال في تصريح متلفز "ينبغي على إيتا أن تعتذر للمتضررين بسبب أعمالها، وتحل نفسها بدلا من استعراض إعلامي"، معتبرا أن المنظمة تسعى من خطوتها إلى تحقيق مصلحة سياسية بعد هزيمتها. وأضاف ثويدو أنه "على الإرهابيين عدم انتظار حسن نية من الحكومة الإسبانية".

وذكر مراسل الجزيرة في مدريد أيمن الزبير أن مصادر تتحدث عن وجود مفاوضات بين الحكومة القومية في إقليم الباسك وبين الحكومة المركزية في مدريد لطي هذه الصفحة بشكل نهائي.

المصدر : الجزيرة