سوريا مكتظة بالقواعد الأجنبية.. تعرف عليها

A Russian Sukhoi Su-35 bomber lands at the Russian Hmeimim military base in Latakia province, in the northwest of Syria on May 4, 2016.Syria's conflict erupted in 2011 after anti-government protests were put down. Fighting quickly escalated into a multi-faceted war that has killed more than 270,000 people and forced millions from their homes. / AFP / Vasily Maximov / MOY (Photo credit should read VASILY MAXIMOV/AFP/Getty Images)

أصبحت الأراضي السورية منطقة مكتظة بالوجود العسكري الأجنبي، حيث تنتشر في جنباتها وأطرافها قواعد ونقاط عسكرية، بعضها تابع لروسيا التي تحظى بوجود عسكري "رمزي" سابق على اندلاع الثورة، وبعضها تابع للولايات المتحدة، كما يعود بعضها لقوى إقليمية أخرى.

القواعد الأميركية
بحسب تقارير إعلامية، فإن للولايات المتحدة حضورا عسكريا متنوعا في سوريا يتفاوت بين قواعد ذات طبيعة ارتكازية وبين نقاط عسكرية متقدمة لدعم المعارك والمواجهات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومساندة قوات سوريا الديمقراطية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية في 1 مارس/آذار 2018 عن مسؤول بمجلس الأمن الروسي قوله إن الولايات المتحدة أقامت نحو عشرين قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة لسيطرة الأكراد.

وهذه أهم القواعد الأميركية بسوريا:
– قاعدة رميلان وتقع في مطار رميلان شرق مدينة القامشلي الحدودية مع العراق، أنشئت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهي من أولى القواعد العسكرية الأميركية في سوريا التي تدخل الاستعمال حيث تستقبل القاعدة الطائرات الأميركية، وتؤوي جنودا وخبراء أميركيين.

– قاعدة المبروكة غرب مدينة القامشلي.

– قاعدة خراب عشق غرب مدينة عين عيسى.

– قاعدة عين عيسى وتعد كبرى قواعد الجيش الأميركي مساحة، وتقع شمالي سوريا، وتشير المعطيات إلى أن ما يزيد على مئة جندي أميركي دخلوا المدينة.

– قاعدة عين عرب في ريف حلب الشمالي، والتي يوجد فيها أكثر من ثلاثمئة جندي أميركي، بينهم خبراء يشرفون على جزء من عمليات التحالف، وتشغل هذه القاعدة حيزا جغرافيا يقدر بـ35 هكتارا.

– قاعدة تل بيدر شمال محافظة الحسكة والقامشلي، وهي بلدة حدودية.

– قاعدة تل أبيض على الحدود السورية التركية، وينتشر في هذه القاعدة حوالي مئتي جندي أميركي، كما رفع العلم الأميركي فوق عدد من المباني الحكومية هناك.

القواعد الروسية
قاعدة حميميم، وهي قاعدة عسكرية جوية تقع في بلدة حميميم على بعد أربعة كيلومترات من مدينة جبلة، و19 كيلومترا من محافظة اللاذقية، وقريبة من مطار باسل الأسد الدولي.

تحتضن القاعدة طائرات سوخوي وطائرات تجسس وأنطونوف التي تحمل الدبابات والمدافع وصواريخ إس 400 وغيرها.

وكانت قاعدة حميميم صغيرة، حيث أنشئت بداية لاستخدام الطيران المروحي، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة.

غير أن روسيا وقعت اتفاقا مع سوريا في 26 أغسطس/آب 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.

استخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة مركزة على استخدام سلاح الجو لتغيير المعادلة على الأرض، وقد وفر هذا السلاح الدعم لقوات النظام والفصائل الشيعية المؤيدة له.

وضمن هذا السياق، دأبت المقاتلات الروسية المرابطة في القاعدة منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا على شن غارات جوية مستهدفة مدن وقرى سورية مستخدمة حجة القضاء على "الإرهاب"، مما أوقع آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين.

وفي أغسطس/آب 2016 أعلنت روسيا عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.

ونقلت الوكالات وقتها تصريحا لفرانس كلينتسيفيتش نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي تأكيده أن موسكو تخطط لتوسيع "حميميم"، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم، مشيرا إلى إمكانية مضاعفة عدد المقاتلات المنتشرة في القاعدة وفقا للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين.

وحرص على توضيح أن بلاده لن تنشر في القاعدة أسلحة نووية أو مقاتلات ذات قدرات تدميرية عالية.

– قاعدة تدمر أقيمت هذه القاعدة بعد سيطرة النظام وحليفه الروسي على مدينة تدمير نهاية مارس/آذار 2016، وهي أشبه بمعسكر للجنود والضباط الروس، ثم أعاد تنظيم الدولة السيطرة عليها في ديسمبر/كانون 2016، وبثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يظهر سيطرة مقاتليه على قاعدة عسكرية روسية في مدينة تدمر وسط سوريا.

وأظهرت الصور تجهيزات عسكرية وأسلحة وذخائر في القاعدة المذكورة بعد سيطرة المقاتلين عليها، وتقع تدمر وسط سوريا ويعود تاريخها للحقبة الرومانية وتتميز بآثارها القديمة والمهمة، وأصبحت إحدى ساحات القتال في الصراع المسلح الدائر بالبلاد منذ 2011.

قاعدة طرطوس البحرية
هي القاعدة الروسية البحرية الوحيدة في المتوسط، وتمثل رمزا لنفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط عموما.

تستوعب القاعدة 11 سفينة حربية وتضم صواريخ إس 300 للدفاع الجوي، ويرى بعض المسؤولين الغربيين أنها تستخدم لعمليات التجسس في المنطقة.

وقد وقعت موسكو ودمشق في 18 يناير/كانون الثاني 2017 اتفاقية تقضي ببقاء القاعدة الروسية في مدينة طرطوس السورية لمدة 49 عاما قابلة للتمديد، وتحديثها وتوسعتها لاستيعاب حاملات الطائرات والغواصات النووية.

وأظهرت وثيقة لدى الحكومة الروسية أن الاتفاقية تضمن توسعة القاعدة بحيث يمكنها استضافة 11 سفينة حربية روسية في الوقت نفسه، وتقضي الاتفاقية بمنح القاعدة الروسية حصانة كاملة من القوانين السورية، وبأنه لا يسمح للسلطات السورية بدخولها.

وتسمح الاتفاقية لروسيا باستخدام قاعدة طرطوس لمدة 49 عاما مع إمكانية تمديد هذه الفترة تلقائيا لفترات متعاقبة لمدة 255 عاما بدون مقابل مالي.

وتستطيع روسيا -بموجب الاتفاقية وبموافقة الأطراف المعنية- نشر مواقع عسكرية متحركة لها خارج نطاق القاعدة بهدف حمايتها والدفاع عنها.

القاعدة البريطانية
هي قاعدة عسكرية أنشأتها بريطانيا في سوريا، وتقع في محيط معبر التنف الحدودي مع الأردن والعراق بصحراء الحماد جنوب شرقي محافظة حمص السورية على بعد 240 كلم من مدينة تدمر، وغير بعيدة عن الحدود مع الأردن.

أنشئت القاعدة البريطانية في سوريا في مايو/أيار 2016، وبدأ العمل فيها على أيدي ما بين ثلاثين وخمسين بريطانيا، من ضمنهم ضباط وجنود ومستشارون عسكريون.

وتتركز وظيفة هذه القاعدة البريطانية -حسب ما نشر إبان تأسيسها- في كونها مركزا لتدريب وتسليح فصائل من الجيش السوري الحر، خاصة "جيش سوريا الجديد"، وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لعناصرها، لتمكينهم من قتال تنظيم الدولة وإنهاء وجوده في الصحراء السورية، هذا فضلا عن المهام المرتبطة بتسهيل التنسيق مع القوات الأميركية في سوريا.

الوجود الإيراني
تعتبر المليشيات الإيرانية القوة الأجنبية الأكبر انتشارا في سوريا، وتتضارب التقديرات بشأن أعداد هذه القوات، ومعظم المقاتلين الموجودين ضمن هذه المليشيات هم من الحرس الثوري وقوات الباسيج، فضلا عن مليشيات أفغانية، وتحتضن معامل الدفاع بمنطقة سفيرة في الشمال السوري أكبر القواعد الإيرانية.

ورغم أن المليشيات الإيرانية تنتشر في عموم البلاد فإنها تتركز بشكل رئيسي في جنوب العاصمة دمشق وريف حلب الجنوبي وأيضا في ريف حمص الشرقي.

الوجود التركي
للجيش التركي وجود عسكري في الشمال السوري، حيث أسس نقاط مراقبة عسكرية في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران، كما نفذ عمليتين عسكريتين، إحداهما صيف العام 2016 تحت مسمى درع الفرات لمحاربة التنظيمات الإرهابية بحسب المسؤولين الأتراك، والثانية تحت مسمى غصن الزيتون في منطقة عفرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات