ما هي الحمى النزفية؟

الحمى النزفية الفيروسية هو مصطلح عام يشير إلى مرض وخيم مصحوب بنزف في بعض الأحيان، قد يسببه عدد من الفيروسات، وهذا وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وعادة ما ينطبق هذا المصلح على المرض الناجم عن الفيروسات الرملية ( حمى لاسا وحمى جونين وحمى ماتشوبو)، والفيروسات البنياوية (حمى القرم- الكونغو النزفية، حمى الوادي المتصدع النزفية وحمى هانتان)، والفيروسات الخيطية (الإيبولا وماربورغ) والفيروسات المصفّرة (الحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى أومسك النزفية و داء غابة كياسانور).
ونقدم هنا نبذة عن بعض الفيروسات التي تسبب حمى نزفية:

مرض فيروس إيبولا

وهو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً، حيث يصل معدل الوفيات الناجمة عن فيروس الإيبولا، والذي يندرج ضمن عائلة الفيروسات الخيطية إلى نحو 90%.
ويصاب الناس بفيروس إيبولا إما عن طريق ملامسة الحيوانات المصابة (عادة بعد الذبح والطهي أو الأكل) أو من خلال ملامسة سوائل جسم المصابين بالعدوى. وتنجم معظم الحالات عن الانتقال من إنسان لآخر عندما ينفذ الدم أو سوائل الجسم الأخرى أو الإفرازات (البراز والبول واللعاب والسائل المنوي) من المصابين إلى جسم الشخص السليم من خلال خدوش الجلد أو الأغشية المخاطية.

حمى الضنك

وهي عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى. ويتفرّع فيروس حمى الضنك إلى أربعة أنماط مصلية (DEN 1 وDEN 2 وDEN 3 و DEN 4). وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين 3 أيام و14 يوماً (من 4 إلى 7 أيام في المتوسط) عقب اللدغة المُعدية. والجدير بالذكر أنّ حمى الضنك مرض يشبه الأنفلونزا ويصيب الرضّع وصغار الأطفال والبالغين.
ولا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك. أمّا حمى الضنك الوخيمة فهي من مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة، غير أنّه يمكن، غالباً، إنقاذ أرواح المصابين بها بتشخيص المرض في مراحل مبكّرة وتدبير العلاج بالعناية اللازمة من قبل أطباء وممرضين متمرّسين.

حمى القرم- الكونغو النزفية

حمى القرم– الكونغو النزفية (CCHF) هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد (الفيروسة النيروبية) التي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا. ويتسبب فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%.
وينتقل الفيروس أساساً إلى الإنسان من حشرات القراد وحيوانات الماشية، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.
ويتوطن فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً. وعلى الرغم من أن عدداً من أجناس القراد يمكن أن تصاب بفيروس حمى القرم– الكونغو النزفية إلا أن الناقل الرئيسي للعدوى هو جنس "القراد الزجاجي العين".

حمى الوادي المتصدِّع

وهو مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات في المقام الأول، ويمكنه أيضاً إصابة البشر. ويمكن للعدوى أن تسبِّب مرضاً وخيماً لكلٍّ من الحيوانات والبشر. كما يؤدِّي المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع.
ينتمي فيروس حمى الوادي المتصدِّع إلى جنس الفيروسات الفاصدة Phlebovirus، وهي أحد الأجناس الخمسة في فصيلة الفيروسات البونية Bunyaviridae. وقد تم تحديد الفيروس لأول مرة في عام 1931 أثناء تحرِّي وباء اندلع بين الأغنام في إحدى المزارع في الوادي المتصدِّع، في كينيا. ومنذ ذلك الحين، تم التبليغ عن فاشيات في بلدان جنوب الصحراء وشمال أفريقيا.

مرض ماربورغ الفيروسي

تم الكشف، لأوّل مرّة، عن مرض ماربورغ الفيروسي (سابقاً حمى ماربورغ النزيفية) في عام 1967 أثناء فاشيات متتالية حدثت في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وفي بلغراد بيوغسلافيا السابقة جرّاء استيراد نسانيس مصابة بالفيروس من أوغندا. ويمثل مرض ماربورغ الفيروسي مرض وخيم وشديد الفتك بالناس يسبّبه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها مرض الإيبولا الفيروسي. والجدير بالذكر أنّ هذين الفيروسين هما من أشدّ العوامل الممرضة المعروفة فوعة من ضمن ما يصيب البشر. وكلاهما نادر، غير أنّهما قادرين على إحداث فاشيات وخيمة تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة.

ويبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورغ فجأة بصداع حاد ووعكة شديدة. ويُظهر الكثير من المرضى أعراضاً نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علماً بأنّ الحالات المميتة تتسم، عادة، بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة. وقد شهدت معدلات إماتة الحالات تغيّراً كبيراً، حيث ارتفعت من 25% في الفاشية الأولى المرتبطة بالمختبرات في عام 1967 إلى أكثر من 80% في جمهورية الكونغو الديمقراطية في الفترة بين عامي 1998 و2000 والفاشية في أنغولا في عام 2005،
ويسري فيروس ماربورغ جرّاء ملامسة دم المريض وسوائل جسمه ونُسجه التي تحتوي على الفيروس. كما يمكن أن يسري الفيروس جرّاء مناولة حيوانات برّية (النسانيس أو خفافيش الثمار) تحمل الفيروس، سواء كانت مريضة أو ميّتة. ويتمثّل أهمّ العلاجات، عموماً، في توفير الرعاية الداعمة.

المصدر : مواقع إلكترونية