البنسلين.. الحياة من العفن

Penicillin التركيب الكيميائي للبنسلين (بيكسابي)
التركيب الكيميائي للبنسلين (بيكسابي)

البنسلين مضاد حيوي شكل اكتشافه بداية عصر المضادات الحيوية، ويعد أحد أعظم التطورات في الطب العلاجي. وقام باكتشافه العالم ألكسندر فليمنغ.

وقبل البنسلين والمضادات الحيوية لم يكن هناك علاج فعال للعدوى مثل الالتهاب الرئوي أو السيلان، وكانت المستشفيات مليئة بأشخاص أصيبوا بتسمم في الدم بعد أن خضعوا لعملية جراحية أو خدش، ولم يكن بوسع الأطباء أن يتعاملوا مع هذه الحالات، وكان يتم فقط تقديم الدعم المتاح لها ومراقبتها.

وتم اكتشاف البنسلين عام 1928 من قبل ألكسندر فليمنغ أستاذ علم الجراثيم في مستشفى سانت ماري في لندن.

فبعد عودته من عطلة في 3 سبتمبر/أيلول 1928 بدأ فليمنغ في فرز أطباق اختبار تحتوي على مستعمرات من المكورات العنقودية، وهي بكتيريا تسبب التهاب الحلق والخراجات.

ولاحظ شيئا غير عادي في طبق واحد، حيث كان يحوي مستعمرات البكتيريا، باستثناء منطقة واحدة حيث نمت كتلة من العفن.

وكانت المنطقة هذه تحتوي على سلالة نادرة من البنسيليوم نوتاتوم، وبدا كأنها تفرز شيئا يثبط نمو البكتيريا.

ووجد فليمنغ أن إفرازات العفن قادرة على قتل مجموعة واسعة من البكتيريا الضارة مثل العقدية والمكورات السحائية والخناق.

ونشرت النتائج في المجلة البريطانية لعلم الأمراض التجريبية في يونيو/حزيران 1929، مع إشارة عابرة فقط إلى الفوائد العلاجية المحتملة للبنسلين.

بعد ذلك كان هوارد فلوري وإرنست تشين وزملاؤهما بمدرسة السير ويليام دان للباثولوجيا في جامعة أكسفورد قد حولوا البنسلين من فضول مختبر إلى دواء ينقذ الحياة، وذلك عبر العمل على تنقية البنسلين عام 1939.

وعام 1940 أجرى فلوري تجارب أظهرت أن البنسلين يمكن أن يحمي الفئران ضد العدوى من المكورات العقدية القاتلة.

ويستخدم البنسلين (الذي تضم عائلته أيضا الأموكسيسيلين) على نطاق واسع لعلاج مجموعة متنوعة من العدوى، بما في ذلك الالتهابات الجلدية والالتهابات الصدرية والتهابات المسالك البولية.

قد يكون لدى بعض الأشخاص رد فعل تحسسي تجاه البنسلين، وفي حالات نادرة جدا يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاعل تحسسي خطير (التأق) وهو حالة طبية طارئة يجب التعامل معها وإلا فإنها قد تؤدي للموت.

المصدر : مواقع إلكترونية