حمض الهيدروفلوريك.. أقوى من أحماض الهيدروكلوريك والكبريتيك والسلفوريك

وهيدروجين الفلورايد يأتي في صورة سائل عديم اللون، أو غاز له رائحة قوية، ويتم شحنه عادة في أسطوانات كغاز مضغوط.

ويذوب هيدروجين الفلورايد بسهولة في الماء ليشكل محلول حمض الهيدروفلوريك عديم اللون.

ويستخدم الهيدروجين فلورايد في فصل نظائر اليورانيوم، وفي مصافي النفط، وحفر الزجاج والمينا وإزالة الصدأ، وتنظيف النحاس والبلور.

كما أنه يستخدم في تصنيع رقاقات أشباه موصلات السليكون، وكعامل مختبري. وتشمل بعض المنتجات الاستهلاكية -التي قد تحتوي على هيدروجين الفلورايد- منتجات تنظيف السيارات ومزيلات الصدأ.

وفي طب الأسنان، يستخدم حمض الهيدروفلوريك لتخريش السطح الداخلي لتركيبات السيراميك السنية.

ويمكن أن يؤدي الحمض إلى تأثيرات صحية خطيرة من خلال أي طريق للتعرض، وهذه الآثار ترجع إلى اختراق أيونات الفلوريد العدواني المدمر للأنسجة.

ويؤدي ابتلاع كمية صغيرة من حمض الهيدروفلوريك إلى تأثيرات جهازية، وقد يكون مميتا.

وهيدروجين الفلورايد ﻣﻬﻴّﺞ ﻟﻠﺠﻠﺪ واﻟﻌﻴﻮن واﻷﻏﺸﻴﺔ اﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ، وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق لتهيج اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ أو ﻧﺰﻓﻪ. ويمكن أن تحدث التأثيرات الجهازية من جميع طرق التعرض، وقد تشمل الغثيان أو القيء أو ألم المعدة أو عدم انتظام ضربات القلب.

كما يسبب تآكل وتدمير الأنسجة العميقة عندما تخترق أيونات الفلوريد الجلد، وقد يكون قاتلا.

ويشير موقع المراكز الأميركية لمكافحة ومنع الأمراض إلى أن حمض الهيدروفلوريك له استعمالات مختلفة بعدة نواح صناعية وطبية. لكن التعرض للحمض ونواتج تحليله يسبب مشكلات صحية خطيرة بالرئة نظراً لتأثيره الحارق والمهيج للأغشية المخاطية، كما أن تعرض الجلد البشري له يسبب حروقا شديدة للغاية وتآكلا بالجلد قد يصل للعظام بحسب مدة التعرض للحمض والتركيز المستخدم منه.

 
قوة
ونظراً لتمتع الحمض بدرجة عالية من القوة فإنه لا يخزن إلا في عبوات خاصة من البولي إيثيلين شديد القوة.

ووفق د. هينز لانجهالز أستاذ الكيمياء بجامعة ميونيخ فإن حمض فلوريد الهيدروجين المائي (الصورة الغازية للمركب مذابة بالماء) تتراوح قوته بين متوسط إلى شديد القوة بحسب درجة التركيز.

ويضيف أن الأحماض العادية لها القدرة على إحداث التآكل بالأنسجة البشرية، ويختلف التأثير بحسب نوع الحامض وقوة تركيزه "والحقيقة أن حمض الهيدروفلوريك شديد القوة وتأثيره أكثر سرعة وأشد فعالية من أحماض مثل الهيدروكلوريك أو الكبريتيك أو السلفوريك".

ويؤكد د. أحمد أبو العينين أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة على أن تركيز الحمض المستخدم بعملية التحليل يلعب دوراً شديد الأهمية، حيث يسرع من العملية بدرجة كبيرة.

ويضيف "النقطة الأشد أهمية هنا طبيعة العينة المراد تحليلها، فالسوائل الحيوية مثل الدماء مثلاً لا تستغرق وقتاً ليحللها الحمض، ومع الأنسجة كالكبد والعضلات وغيرها تستغرق وقتاً أطول قليلاً، لكن العظام تأخذ طويلاً للتحلل التام".

ويوضح أن شكل العينة يؤثر للغاية في طول العملية اللازمة للتحلل التام "فكلما كانت العينة في صورة قطع صغيرة أو مطحونة أو مفرومة ازدادت سرعة تحللها، وبالترتيب فإن أول ما يتحلل بالحمض هو السوائل الحيوية تليها الأنسجة الطرية ثم الأنسجة العضلية والقطع الكبيرة ثم العظم والشعر والأظافر في النهاية".

ويضيف أبو العينين "استخدام الحرارة المرتفعة والتحليل في عبوات مغلقة تحت ضغط جوي مرتفع يختصران كثيراً من وقت العملية اللازم لتحلل العينة".

وقفز اسم حمض الهيدرفلوريك إلى وسائل الإعلام الشهر الجاري، عندما أشارت مصادر إلى إمكانية استخدامه مع مواد كيميائية أخرى في تحليل جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية