ويندراش.. هل سمعت يوما عن "البدون" في بريطانيا؟

People gather in Windrush Square to show solidarity with the Windrush generation in the Brixton district of London, Britain April 20, 2018. REUTERS/Darren Staples

مجموعات من المهاجرين المنتمين إلى بلدان من الحوض الكاريبي وصلوا إلى بريطانيا في المدة ما بين أواخر أربعينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي، وتمت معاملة الكثير منهم باعتبارهم مهاجرين غير نظاميين.

التسمية والتاريخ
تعود تسمية جيل المهاجرين القادمين من الحوض الكاريبي إلى اسم أول سفينة تقل مجموعة من هؤلاء المهاجرين (إمبراطورية ويندراش)، وقد وصلت هذه السفينة إلى شواطئ مقاطعة إسيكس شرقي إنجلترا يوم 22 يونيو/حزيران 1948، وحملت على متنها نحو 500 مهاجر من دول في الكاريبي من بينها جامايكا وترينيداد وتوباغو.

وتواصل استقدام العمالة من 12 بلدا كاريبيا طيلة أكثر من عقدين من الزمن، وتحديدا من عام 1948 إلى عام 1971، وذلك من أجل سد النقص الحاصل في اليد العاملة في المملكة المتحدة خلال المدة التي تلت الحرب العالمية الثانية وما جلبته من دمار.

واشتغل الآلاف من هؤلاء المهاجرين في مجالات النقل والسكك الحديد وغيرها، وجلب كثير منهم أولادهم معهم للاستفادة من نظام الرعاية الصحية وفرص العمل المتوفرة في بريطانيا، دون أن تكون لهم وثائق بريطانية رسمية.

ورغم المدة الطويلة التي قضاها معظمهم في بريطانيا، فإن العديد منهم لم يتقدموا بشكل رسمي للحصول على الجنسية البريطانية أو لاستخراج جواز سفر بريطاني، وبعضهم جاء أصلا إلى البلاد بوثائق تعود إلى ذويهم.

فضيحة سياسية
رغم أن بريطانيا أصدرت قانونا عام 1971 منح هؤلاء المهاجرين الحق في البقاء، فإن العديد منهم لم يتمموا الإجراءات القانونية، غالبا لأنهم كانوا أطفالا أتوا بجوازات سفر والديهم أو أشقائهم ولم يتقدموا بطلبات رسمية بأسمائهم لمنحهم الجوازات البريطانية.

ولذلك أصبح هؤلاء يعاملون على أنهم مهاجرون غير نظاميين ويواجهون خطر الترحيل من البلاد إذا لم يقدموا أدلة على كل عام أمضوه في المملكة المتحدة، وبدأت ما توصف بالفضيحة السياسية عندما ظهر أن قرارات صدرت باعتبار بعض هؤلاء مهاجرين غير نظاميين.

وأدى الاستنكار الشديد لمعاملة هؤلاء الذين خسر بعضهم وظائفه أو بات يرزح تحت الديون لإثبات شرعية وضعه، إلى تقدم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اعتذارا شخصيا من قادة دول الكاريبي خلال قمة للكومنولث في لندن يومي 16 و18 أبريل/نيسان 2018.

وقالت ماي إن من يعرفون باسم "جيل ويندراش"، الذين وصلوا إلى بريطانيا وهم أطفال بعد الحرب العالمية الثانية، بريطانيون وإن حكومتها لن تطلب منهم مغادرة البلاد.

وكررت ماي اعتذارا تقدمت به إلى 12 من دول الكاريبي، وقالت أمام البرلمان إن الحكومة تبذل ما في وسعها لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين جرى اعتبارهم عن طريق الخطأ مهاجرين غير نظاميين.

وكانت وزيرة الداخلية المستقيلة آمبر راد قد عبرت عن "الأسف العميق" للوضع، مشددة على "المساهمة الكبرى التي قدمها جيل ويندراش" للمملكة المتحدة، كما قالت أمام البرلمان إن بوسعهم الحصول على الجنسية البريطانية مجانا.

ولكن الكشف عن معلومات جديدة، خصوصا في صحيفة غارديان في التاسع والعشرين من أبريل/نيسان 2018، حول وجود وثيقة داخلية تثبت على ما يبدو أنها كانت على اطلاع جعلها في موقف يتعذر الدفاع عنه.

وكشفت غارديان رسالة أرسلتها راد لرئيسة الوزراء تيريزا ماي تتحدث عن اقتراحات قدمتها لتشديد إجراءات الهجرة واعتزامها ترحيل 10% من المهاجرين غير النظاميين.

وقادت تلك الضغوط إلى إعلان الوزيرة راد استقالتها في الثلاثين من أبريل/نيسان 2018، معترفة في خطاب موجه لرئيسة الوزراء تيريزا ماي أنها "ضللت دون قصد" لجنة برلمانية في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان 2018 عندما نفت أن الحكومة لها أهداف تتعلق بترحيل مهاجرين غير نظاميين.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات