إعصار إيرما.. رحلة الموت والدمار من أفريقيا إلى فلوريدا

Sand covers Ft Lauderdale Beach Blvd. after Hurricane Irma blew though Ft. Lauderdale, Florida, U.S., September 10, 2017. REUTERS/Carlo Allegri
يقدر حجم الخسائر المتوقعة بسبب الإعصار إيرما الذي يجتاح ولاية فلوريدا بمئتي مليار دولار (رويترز)

إعصار استوائي تراوحت قوته بين الدرجة الخامسة (القصوى) والدرجة الثانية، اعتبر أحد أكثر الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي خطورة وتدميرا، وهو أول إعصار في التاريخ يحافظ على سرعة 300 كلم في الساعة لأكثر من 65 ساعة متواصلة.

النشأة
تكون إعصار إيرما يوم 30 أغسطس/آب 2017 واستغرق نحو عشرة أيام حتى وصل ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة.

المصدر
نشأ إعصار إيرما من موجة استوائية ولدت على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي قرب جمهورية الرأس الأخضر، وفي المناطق المحاذية لدولتي السنغال وموريتانيا.

ووفق موقع "بيزنس إنسايدر" فقد تكونت الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة مؤخرا وفي مقدمتها "إيرما" نتيجة تجمع الهواء الساخن من وسط أفريقيا من الصحراء الغربية -التي تقع فيها بعض الدول العربية منها موريتانيا والمغرب– مع الهواء البارد من شمالها، مما يسبب حركة الرياح التي تولد أعاصير تتحرك غربا عبر المحيط الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة مرورا بعدد من الجزر بالبحر الكاريبي.

مواصفات وتأثيرات
يُعد "إيرما" أحد ثلاثة أعاصير تشكلت بشكل شبه متزامن بالمحيط الأطلسي، وهو أمر لم يحدث منذ نحو سبع سنوات، وذكرت مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية أن المنطقة لم تشهد إعصارا بحجم "إيرما" منذ "سان فيليب" عام 1928 الذي أسفر عن مقتل 2748 شخصا في جواديلوب وبورتوريكو وفلوريدا.

وتشير تقديرات أممية إلى أن 37 مليون شخص يمكن أن يتضرروا جراء "إرما" الذي ضرب الكاريبي ووصل ولاية فلوريدا جنوب شرقي الولايات المتحدة مرورا بعدد من الجزر الكاريبية، ومخلفا فيها أضرارا بشرية ومادية كبيرة من أهمها:

– خلف 27 قتيلا على الأقل لدى عبوره الكاريبي: 12 قتيلا بجزيرة سان بارتس (سان بارتيليمي بالفرنسية) وجزيرة سان مارتان بشطريها الفرنسي والهولندي، وأربعة بالجزر العذراء الأميركية، وستة بجزر العذراء البريطانية وأرخبيل أنغوليا، واثنان في بورتوريكو، وقتيلة واحدة في باربودا.

– يقدر حجم الخسائر المتوقعة بسبب "إيرما" الذي يجتاح ولاية فلوريدا جنوبي الولايات المتحدة بمئتي مليار دولار، مما يجعله الأعلى تكلفة بتاريخ البلاد.

وقال خبراء بمركز أبحاث إنكي المتخصص في الكوارث إن التكلفة المباشرة للأضرار في فلوريدا ستبلغ 135 مليار دولار، إضافة لخسائر اقتصادية أخرى بقيمة 65 مليارا، ووفقا لأرقام معلنة فإن ثمانية ملايين وخمسمئة ألف عقار بفلوريدا قد تتضرر من الإعصار.

– تسبب الإعصار خلال مروره بجزيرة باربودا الصغيرة في الكاريبي بتدمير ما يزيد على 30% من مباني الجزيرة، وفق ما قال رئيس الوزراء جاستون بروني. وتم الإبلاغ عن مقتل شخص واحد حتى الآن على الجزيرة التي يسكنها 1600 شخص، وهو فتى كانت أسرته تحاول المغادرة إلى مكان آمن.

– بعد باربودا اتجه الإعصار لجزيرتي سان بارتس وسان مارتان المقسمة بين فرنسا وهولندا مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة. وقالت فرنسا إن الإعصار خلف عشرة قتلى بالجانب الفرنسي من الجزيرة، في حين لقي شخصان حتفهما بالجانب الهولندي حيث دمر نحو 70% من البنية التحتية، وأدى لتدمير 95% من الجزء الفرنسي من جزيرة سان مارتن بالبحر الكاريبي.

وقتل أيضا رجل مسن في أرخبيل أنغوليا إثر "انهيار منزله".

– وفي جزر العذراء البريطانية قتل خمسة أشخاص، وفق ما أعلنت الحكومة المحلية. وتقع الجزيرة النائية إلى الشرق من بورتوريكو، ويسكنها نحو 28 ألف شخص بينهم الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون الذي يعيش على جزيرته الخاصة "نيكر آيلاند".

– وفي جزر العذراء الأميركية لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم.

– وقتل شخصان على الأقل في بورتوريكو التابعة للولايات المتحدة، ويعيش أكثر من نصف السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة بدون كهرباء بعد أن فاضت الأنهر وسط وشمال الجزيرة.

– ورغم أن عين الإعصار لم تضرب جمهورية الدومينيكان، فقد تم إجلاء نحو عشرين ألف شخص، وقد دمر أكثر من ألفي منزل بسبب الفيضانات خصوصا في شرق البلاد.

– كما تسبب الإعصار بفيضانات وسُجلت إصابات عدة في هايتي، لكنه مر إلى الشمال أكثر مما كان متوقعا لتتجنب الجزيرة الفقيرة الأسوأ، ومع ذلك فإن عددا من الطرق دمرت جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة.

– وفي كوبا، ضرب "إيرما" كإعصار من الدرجة الخامسة القصوى بقوة مقاطعة كاماغي وسط البلاد مخلفا أضرارا جسيمة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية استنادا لأرقام الدفاع المدني بمغادرة نحو مليون شخص منازلهم وقطع الكهرباء بهذه المناطق كإجراء وقائي. وأعلنت الحكومة إجلاء نحو عشرة آلاف سائح معظمهم من الكنديين من منتجعاتها الساحلية ورفعت إنذار الكوارث لأقصى درجاته.

وبعد أن دمر "إيرما" جزيرتين بالبحر الكاريبي، وخلف فيضانات ودمارا واسعا بكوبا برياح تجاوزت سرعتها مئتي كيلومتر بالساعة، حط رحاله بولاية فلوريدا الأميركية، حيث قتل باليوم الأول ثلاثة أشخاص، وقطع الكهرباء عن نحو مليون منزل، رغم تراجع قوته من الدرجة الثالثة إلى الثانية، على سلم تصاعدي من خمس درجات، بعد دخوله للمرة الثانية البر الأميركي من جهة الساحل الغربي للولاية.

وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حالة الطوارئ في فلوريدا وعدها منطقة كوارث، في إجراء يتيح لهذه الولاية الجنوبية الاستفادة من مساعدات فدرالية إضافية لمواجهة تداعيات "إيرما".

كانت السلطات الأميركية أجلت أكثر من ستة ملايين شخص من ولاية فلوريدا بعد توقعها أن يكون الإعصار كارثيا، حيث تحولت التجمعات السكنية الكبرى بالساحل الغربي لفلوريدا إلى ما يشبه مدن الأشباح.

وجاء الإعصار بعد أيام فقط من هارفي الذي سجل مستويات أمطار قياسية في تكساس، مما تسبب بفيضانات لم يسبق لها مثيل ومقتل ستين شخصا على الأقل ملحقا أضرارا بالممتلكات بقيمة بنحو 180 مليار دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات