منددون بموقف ترمب من نقل السفارة إلى القدس

شرطة الاحتلال تطلق الغاز والقنابل صوب المصلين بقبة الصخرة - استنفار بالقدس عقب اقتحام الأقصى
إسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967 (الجزيرة)

ردا على التسريبات المتواترة عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة حذر الفلسطينيون وبعض الدول العربية من مغبة الإقدام على مثل هذه الخطوة كونها تشكل انتهاكا للقانون الدولي، ومن شأنها أن تقضي على مسألة حل الدولتين التي تتمسك بها السلطة الفلسطينية.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى الجانب الغربي من المدينة، معتبرة إياها عاصمة موحدة وأبدية للشعب اليهودي، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

غير أن الكونغرس الأميركي أقر في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، ويطالب القانون بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة. 

وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2017 نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترمب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لإسرائيل.

وفي ما يلي رصد لأبرز المواقف المنددة بموقف الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس:

السلطة الفلسطينية: اعتبرت على لسان رئيسها محمود عباس أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا تم "فسيُقضى على عملية السلام".

وأجرى عباس في 2 ديسمبر/كانون الأول 2017 حملة اتصالات عربية ودولية لمنع واشنطن من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل شملت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والتونسي الباجي قايد السبسي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والتركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال الهباش في احتفال بذكرى المولد النبوي في مقر الرئاسة في رام الله "إن القدس عاصمتنا نحن ولن نقبل بغير ذلك، وأي مشاريع بخلاف ذلك الأفضل لأصحابها أن يحتفظوا بها لأنفسهم، وهذا ليس موقفنا وحدنا، هذا موقف الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأسهما أشقاؤنا في السعودية ومصر والأردن".

المفتي العام للقدس: قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في تصريح "إن موقفنا الواضح والأخير أننا لن نقبل بأي مساس بمكانة القدس كعاصمة دينية وسياسية وحضارية، وكل المحاولات للعبث بمكانتها لن تفلح أمام إصرار شعبنا وقيادتنا".

حركة حماس: حذرت حركة المقاومة الإسلامية من مغبة "إعلان مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال"، وقالت إن مثل هذه الخطوة تمثل "اعتداء صارخا من قبل الولايات المتحدة الأميركية على المدينة، ومنحا لدولة الكيان شرعية على مدينة القدس، وغطاء للاستمرار في جرائم تهويد المدينة وطرد الفلسطينيين".

وقالت حماس إن هذه الخطوة تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي باعتبار القدس أراضي محتلة، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الوقوف سدا منيعا وسورا عاليا في وجه هذا القرار الغاشم، وتأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة".

حركة الجهاد الإسلامي: قال القيادي في الحركة أحمد المدلل إن التوجه الأميركي لا يعتبر غريبا، ولا سيما أن الإدارات الأميركية المتتالية لم تكن يوما إلا داعمة للاحتلال، مشيرا إلى أن واشنطن لم تكن يوما طرفا نزيها في الصراع مع الاحتلال، خصوصا أنها من تمده بالسلاح والمال.

وأوضح المدلل -في حديثه لـ"قدس الإخبارية"- أن ترمب لم يعد يؤمن بحل الدولتين الذي تتمسك به السلطة الفلسطينية، وهذه الأرض بالنسبة له أرض إسرائيلية وهو تساوق مع العدو الإسرائيلي "وهو ما يوجب على الفلسطينيين أن يراهنوا على قدراتهم عبر إنهاء حالة الانقسام وأن توقف السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأميركية والتفاوض العبثي مع الاحتلال".

الأردن: حذر الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته إلى واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 كلا من الرئيس الأميركي ترمب والكونغرس الأميركي من مغبة الإقدام على نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وقال إن هذا الإجراء سيمس بجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأميركية، ومن شأنه أن يعطي دفعة لـ"التنظيمات الإرهابية" في الشرق الأوسط.

وجاء في بيان أصدرته السفارة الأردنية بواشنطن عقب لقاء الملك أعضاء من مجلس الشيوخ أن "نقل السفارة الأميركية في هذه المرحلة بالذات سيجر خلفه تداعيات على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية ككل، وسيعرض للخطر حل الدولتين، وسيشكل دفعة للتنظيمات الإرهابية التي ستنتهز هذه الخطوة لنشر الغضب واليأس ونشر فكرها".

واعتبر الملك الأردني "أن نقل السفارة ينبغي أن يكون جزءا من الحل الشامل الذي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية تقوم جنبا إلى جنب بسلام مع إسرائيل".

السعودية: قال وزير الخارجية عادل جبير في 1 ديسمبر/كانون الأول 2017 إن أي تغيير في وضع مدينة القدس الشرقية سيؤجج العالم العربي كله.

وأضاف الجبير خلال النسخة الثالثة لمؤتمر "حوارات متوسطية" في العاصمة الإيطالية روما أنه "لا يمكن تصور حل للنزاع دون إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب".

وشدد على أن مسائل القدس وعودة اللاجئين والتعويضات يجب أن تكون لها حلول، مضيفا أن مبادرة السلام العربية تدعو إلى تسوية ضمن هذه الخطوط العريضة مقابل سلام بين إسرائيل والدول العربية.

الجامعة العربية: حذر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط من مخاطر نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وقال إن مثل هذا التصرف "ليس له ما يبرره، ولن يخدم السلام والاستقرار بل سيغذي التطرف واللجوء للعنف".

وأضاف أبو الغيط في تصريحات صحفية من القاهرة في 2 ديسمبر/كانون الأول 2017 أن "الجامعة العربية تتابع المسألة بكل تفاصيلها الدقيقة لأنها إن حدثت فستكون لها انعكاسات بالغة الأهمية ليس فقط على الوضع السياسي ولكن أيضا على مستوى الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم".

الأمم المتحدة: رفضت الأمم المتحدة التعليق على تصريحات مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بشأن أن الرئيس ترمب يدرس حاليا موعد وكيفية نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وقال ستيفان دوجاريك نائب المتحدث باسم الأمين العام للصحفيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك "لا نريد التكهن بمثل تلك الأمور، إن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش من هذه المسألة واضح".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية