أبرز عواصف وأعاصير أميركا خلال عقد

A mobile home lies split open in the Paradise Lagoons RV Resort on August 26, 2017 in Aransas Pass, TX following passage of Hurricane Harvey. / AFP PHOTO / Daniel KRAMER (Photo credit should read DANIEL KRAMER/AFP/Getty Images)
إعصار هارفي أطاح بأسطح المنازل واقتلع خطوط الكهرباء وأحدث عواصف وفيضانات (غيتي)

اعتاد المواطن الأميركي الأعاصير التي تضرب بلاده، ويصل عددها إلى 1200 إعصار سنويا، تتفاوت قوتها والآثار التي تخلفها. وتعد الأعاصير تطورا لقوة العواصف، فحين تشتد العاصفة تصنف إعصارا، وحين يهدأ الإعصار يتحول إلى عاصفة.

 
تفاوت 
يختلف حجم الدمار الذي يتركه الإعصار على المنطقة التي يضربها حسب درجة سرعته، وتصنف الأضرار وفقًا لمقياس "فوجيتا" بين الأضرار الخفيفة مثل تحطم أغصان الأشجار واندفاع المنازل المتحركة إلى خارج الطريق، وصولا إلى الأضرار الكارثية حيث يقتلع الإعصار المباني بشكل كلي ويقذف السيارات كقطع الحجارة لمئات الأمتار.
 
اتساع
وإزاء هذه الحالة، تصبح نشرة الأحوال الجوية أهم النشرات الإخبارية لدى المواطن الأميركي، ويفوق اهتمامه بها بقية الأخبار الأخرى نظرا لتعلقها المباشر بحياته وحركته اليومية. ويبدو أن هذا الاهتمام أيضا سيفرض نفسه على سكان مناطق أخرى من العالم بما فيها المنطقة العربية، خاصة مع التغيرات المناخية في العالم، وظهور دراسات تشير إلى إمكانية وصول الأعاصير الاستوائية للمرة الأولى إلى بلدان الخليج العربي.
 
وفي ما يلي أبرز الأعاصير والعواصف التي عرفتها الولايات المتحدة عامي 2004 و2017.

إعصار هايتي
في عام 2004 ضرب إعصار جين جزيرة هايتي وجزر الباهاما برياح بلغت سرعتها 240 كلم/ساعة، ووصل في نهاية الأمر إلى ولاية فلوريداالأميركية.

وتسبب في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في هايتي، بالإضافة إلى العشرات في الدومينيكان وبورتو ريكو وولاية فلوريدا الأميركية.

وصنفه الخبراء في الترتيب الـ12 بقائمة الأعاصير الأكثر تدميراً في تاريخ المحيط الأطلسي، وأطلق عليه السكان وصف الإعصار الحقير. 

إعصار كاترينا
يبدو أن "الإعصار الحقير" كان تمهيدا لإعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة في صيف عام 2005، فقد صنف واحدا من أكثر خمسة أعاصير قاتلة تم تسجيلها في تاريخ البلاد؛ إذ تسبب في إغراق 80% من ولاية لويزيانا الأميركية في الماء، قبل أن ينتقل إلى الشمال الشرقي متسبباً في هطول أمطار غزيرة على المنطقة.

وتشكل هذا الإعصار في أجواء جزر الباهاما يوم 23 أغسطس/آب 2005، واشتد فوق خليج المكسيك، قبل أن يضرب المناطق الجنوبية الشرقية لسواحل ولاية لويزيانا يوم 29 من الشهر ذاته ويصل إلى أواسط تكساس المجاورة، ثم اتجه شرقاً إلى فلوريدا، مسببا أضراراً فادحة في العديد من الولايات.

وقبل وصول الإعصار إلى لويزيانا، حذرت الأرصاد الجوية من المخاطر، لكنها لم تتوقع أن يكون الإعصار قادراً برياحه التي بلغت سرعتها 200 كلم/ساعة على اقتلاع وجرف السدود المقامة على الشواطئ لحماية المنطقة، خاصة مدينة نيو أورليانز التي تقع تحت مستوى سطح البحر.

ويعد إعصار كاترينا أكبر كارثة طبيعية تضرب الولايات المتحدة، حيث بلغت خسائره ثمانين مليار دولار، كما لقي 1836 شخصاً مصرعهم بسببه، مع فقد 705 آخرين، وأظهر مدى فشل منظومة الإغاثة الأميركية في حالات الطوارئ الوطنية. وما زالت آثار الإعصار متمثلة في ولاية نيو أورليانز التي ما زالت جهود إعادة بنائها مستمرة.

 زوابع الجنوب  
تعرضت الولايات الأميركية الجنوبية لسلسلة عواصف هوجاء عام 2008، ففي يومي 5 و6 فبراير/شباط ضربت عاصفة مدمرة العديد من المناطق في ولايات أركنساس وأيوا وجورجيا وأوكلاهوما وتبعها 87 إعصاراً.

وفي 26 مايو/أيار من العام نفسه، ضربت العواصف المدمرة هذه الولايات مرة ثانية، مما سبَّب مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص، وهو أعلى رقم للخسائر البشرية الناجمة عن العواصف التي ضربت أميركا طوال السنوات العشر الأخيرة.

عواصف كاليفورنيا
تعرضت معظم مناطق ولاية كاليفورنيا في ديسمبر/كانون الأول 2010 لسلسلة عواصف رعدية ماطرة ألحقت أضراراً فادحة بالولاية التي لم تكن قد تمكنت من السيطرة على الحرائق الكبيرة بعد، مما دفع حاكمها إلى إعلان حالة الطوارئ.

وقد أُخليت المناطق المتضررة من سكانها بسبب الانهيارات الأرضية التي جرفت العديد من المنازل.

إعصار ساندي
ضرب إعصار ساندي السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة، خاصة ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكيت يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2012، وأوقع مئتي قتيل، بينهم أكثر من أربعين في نيويورك.

وصنف هذا الإعصار ضمن الفئة الأولى من الأعاصير، وبدأ يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2012 في دول الكاريبي، ثم وصل بعد يومين إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة وكندا، وصاحبت رياحه أمطارٌ غزيرة أغرقت العديد من الولايات مثل ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، حتى وصل ارتفاع المياه إلى أربعة أمتار؛ مما أدى إلى إغلاق الكثير من المحال والشوارع.

إعصار أوكلاهوما
ضرب إعصار أوكلاهوما مدينة "مور" في ضاحية أوكلاهوما سيتي يوم 20 مايو/أيار 2013، وتسبب في مقتل أكثر من تسعين قتيلا، بينهم عشرون طفلا على الأقل كانوا في إحدى المدارس الابتدائية، وإصابة أكثر من 230 شخصًا. 

وبلغت سرعة الإعصار نحو 320 كلم/ساعة؛ مما أدى إلى نسف عشرات المباني واقتلاع أعمدة الهاتف والكهرباء، وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما المدينة التي وقع بها الإعصار منطقة كوارث.

عاصفة سنوزيلا
عاصفة ثلجية ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2016، وتسببت في مقتل 19 شخصا على الأقل، وأدت إلى شل حركة المرور وإلغاء آلاف الرحلات الجوية. كما أعلنت حالة الطوارئ في العاصمة واشنطن و11 ولاية.

وتعد هذه العاصفة الثانية في التاريخ التي تضرب مدينة نيويورك، حيث سجل أقصى ارتفاع للثلوج في بولسفيل بولاية ميريلاند شمال العاصمة، حيث بلغت نحو 68 سم، وذلك في رقم قياسي لم يسجل منذ العام 1922، حين بلغ ارتفاع الثلوج 71 سم.

وقدّر مختصون عدد المشمولين بالتحذيرات من سوء الأحوال الجوية في الولايات المتحدة بأكثر من 85 مليون شخص في عشرين ولاية على الأقل؛ أي ربع سكان البلاد.

إعصار هارفي
في أغسطس/آب 2017، بدأ إعصار هارفي يجتاح سواحل تكساس حاملا معه رياحا تصل سرعتها إلى 215 كلم/ساعة، وصنف ضمن الفئة الرابعة على مقياس من خمس درجات، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعلان حالة الطوارئ الطبيعية في الولاية.

وأطاح الإعصار بأسطح المنازل واقتلع خطوط الكهرباء وأحدث عواصف وفيضانات، وقالت شركات مرافق في تكساس إن الكهرباء انقطعت عن نحو ربع مليون عميل.

كما أدت شدة الرياح إلى توقف الإنتاج في نحو 25% من منشآت إنتاج النفط في خليج المكسيك. وقد شارك نحو ألف شخص في عمليات إنقاذ سكان المناطق المنكوبة، حيث غادر عشرات الآلاف منازلهم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات