هجوم شارلي إيبدو

أبعاد الهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو
فرنسا شددت من إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم (الجزيرة)

تعرضت الصحيفة الساخرة شارلي إبدو بالعاصمة الفرنسية باريس لهجوم من مسلحين ملثمين صباح يوم 7 يناير/كانون الثاني 2015 (توقيت فرنسا)، خلف مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين.

كان من ضمن القتلى، ثمانية أشخاص في قاعة التحرير، كالاقتصادي برنار ماري، والمدقق مصطفى أوراد، والرسامين جان كابو، ستيفان شاربونييه، برنار فيرلاك، فيليب أونوريه وجورج فولينسكي، بالإضافة إلى شرطيين أحدهما فرنسي مسلم (أحمد مرابط).

تلا الهجوم على الصحيفة هجوم على متجر يهودي في باريس من طرف أميدي كوليبالي أسفر عن مقتل أربعة فرنسيين يهود إضافة إلى المهاجم، وخلف الهجومان 20 قتيلا من ضمنهم مهاجمي الصحيفة سعيد كواشي وشريف كواشي ومهاجم المتجر كوليبالي.

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب تلفزي مساء 7 يناير/كانون الثاني 2015 تنكيس العلم لثلاثة أيام، ويوم 8 يناير 2015 يوم حداد وطني، مشيرا في الخطاب نفسه إلى أنه تم استدعاء قوات كبيرة من الشرطة والأمن والجيش لتأمين العاصمة باريس وضواحيها.

وأكد هولاند يوم 9 يناير 2015، أن منفذي العمليات الإرهابية في باريس لا علاقة لهم بالديانة الإسلامية، وقال في خطاب له إن "هؤلاء المتعصبين لا علاقة لهم بالدين الإسلامي"، وإنه يجب "التفرقة بينهم وبين الإسلام" حفاظا على قيم الدولة الفرنسية، كما أكد لاحقا في كلمة له بمعهد العالم العربي في باريس، أن المسلمين في جميع أنحاء العالم هم أول ضحايا التطرف والتعصب وعدم التسامح.

لقي الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو -يسارية التوجه والتي تنشر رسوما مسيئة للأديان وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم- استنكارا من الفرنسيين فخرجوا في ميسرات بكل المدن، كما لقي الهجوم استنكارا دوليا ترجمه حضور قرابة خميس من قادة ورؤساء الدول والحكومات الغربية والعربية لمسيرة باريس ضد الإرهاب، والتضامن مع فرنسا يوم الأحد 11 يناير/كانون الثاني 2015.

وفي تصريح مثير، قال مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني جان ماري لوبان لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية إن"مجزرة شارلي إيبدو" قد تكون من عمل جهاز مخابرات بالتواطؤ مع السلطات الفرنسية، وأضاف "الهجوم على شارلي إيبدو يشبه عمل جهاز مخابرات سري لكننا لا نملك دليلا على ذلك".

خالفته ابنته وخليفته في قيادة الحزب مارين لوبان وحملت ما سمته "الأصولية الإسلامية" مسؤولية الهجوم على شارلي إيبدو، وكتبت في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية "دعونا نطلق على الأشياء أسماءها الحقيقية.. فرنسا بلد حقوق الإنسان والحريات، هوجمت في عقر دارها من أيديولوجية استبدادية ألا وهي الأصولية الإسلامية".

في 14 يناير/كانون الثاني 2015، تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب رسميا الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو، وقال إن العملية جاءت ثأرا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وقال القيادي في القاعدة نصر الآنسي في تسجيل مصور بثه التنظيم على موقع يوتيوب إن من اختار هدف العملية ورسم الخطة وموّلها وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم وبناء على أوامر من زعيم التنظيم أيمن الظواهري.

وكان للهجوم على صحيفة شارلي إيبدو آثار سيئة على المسلمين بفرنسا، حيث تعرض عدد منهم لاستفزازات واعتداءات لفظية وبدنية، فيما تعرض عدد من المساجد لاعتداءات وإطلاق نار.

المصدر : الجزيرة