صحراء داناكيل.. "بوابة الجحيم"

Sulphur and mineral salt formations are seen near Dallol in the Danakil Depression, northern Ethiopia April 22, 2013. The Danakil Depression in Ethiopia is one of the hottest and harshest environments on earth, with an average annual temperature of 94 degrees Fahrenheit (34.4 Celsius). For centuries, merchants have travelled there with caravans of camels to collect salt from the surface of the vast desert basin. The mineral is extracted and shaped into slabs, then loaded onto the animals before being transported back across the desert so that it can be sold around the country. Picture taken April 22, 2013. REUTERS/Siegfried Modola (ETHIOPIA - Tags: BUSINESS SOCIETY) ATTENTION EDITORS: PICTURE 1 OF 30 FOR PACKAGE 'ETHIOPIA'S ANCIENT SALT TRAIL'SEARCH 'DANAKIL DEPRESSION' FOR ALL IMAGES FOR BEST QUALITY IMAGE ALSO SEE: GF2EA530VDQ01
تنتشر في المنطقة بحيرات كبريتية تتصاعد منها روائح كريهة تزكم الأنوف (رويترز)

صحراء داناكيل -شمال شرقي إثيوبيا– هي منطقة تعرف بأنها أقسى مكان على وجه الأرض، وذلك للعوامل البيئية الصعبة والغازات السامة المنبعثة من الحمم البركانية؛ ومن شدة قساوتها سميت بـ"بوابة الجحيم".

الموقع
يُعتبر منخفض صحراء داناكيل موطنا لبعض السمات الجيولوجية الأكثر إثارة في العالم، حيث يقع عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية في القرن الأفريقي، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على الأرض.

المناخ
ترتفع درجة الحرارة صيفا في هذا المنخفض لتلامس الخمسين درجة مئوية، مصحوبة بتلوث طبيعتها بالغازات السامة نتيجة وجود كثير من البراكين الثائرة دوما، متزامنة مع وجود بحيرات كبريتية تتصاعد منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وتؤثر سلبا على الجهاز التنفسي للإنسان والحيوان؛ وتنخفض صحراء داناكيل أكثر من مئة متر تحت مستوى البحر.

الاقتصاد
بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة، تختفي مظاهر الحياة، حيث لا تحتوي المنطقة على ربط كهربائي أو مائي، وتعيش عزلة تامة تغيب فيها الطرق والمؤسسات والمرافق الأساسية.

ويكاد يكون النشاط الاقتصادي الوحيد هو مقالع الملح وبعض القوافل التجارية التي تمر منها.

مع ذلك، تجتذب هذه البيئة الصعبة بعض السياح والمغامرين الذين تستهويهم مثل هذه المناطق، فيقتربون من أشد الصحاري القاحلة في العالم وأكثرها حرارة وتلوثا بالغازات السامة والبراكين العنيفة والبحيرات الكبريتية.

بوابة الجحيم
في أغسطس/أب 2017، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن فريقا من جامعة بولونيا في إيطاليا ذهب في رحلة بحثية إلى صحراء داناكيل التي تعرف بـ"بوابة الجحيم"، للبحث عن فرص لعيش الكائنات الدقيقة في هذه الظروف القاسية.

وقال الفريق إن هدفهم كان جمع الأدلة في هذه الصحراء التي يمكن أن تفتح الباب أمام إيجاد حياة وكائنات دقيقة في أماكن مشابهة، ومنها على سطح الكواكب الأخرى وأبرزها المريخ.

وفي ربيع 2016 بدأت الباحثة باربرا كافالزي وزملاؤها من جامعة بولونيا جمع عينات من الينابيع الساخنة في صحراء داناكيل، على أمل إيجاد كائنات حية في هذه الظروف القاسية المحاطة بالكبريت والملح والمعادن الأخرى.

وبتحليل العينات وجد فريق البحث أن صحراء داناكيل تعج بالحياة، بعد أن عثر على بكتيريا تدعى "بوليكستريموفيلز" في موقعين مختلفين في المنطقة، مما يعني أن هذه الكائنات الدقيقة يمكن أن تتكيف مع الحموضة الشديدة ودرجات الحرارة والملوحة المرتفعة جدا.

فريق البحث أشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتأكد فيها وجود حياة للميكروبات في البرك الحمضية لصحراء داناكيل.

وقالت باربرا كافالزي إن نتائج الدراسة "قد تساعدنا على فهم كيف يمكن أن تنشأ الحياة على الكواكب الأخرى والأقمار".

وأضافت أنه يوجد على سطح المريخ رواسب معدنية ورواسب كبريتية بصورة مماثلة لتلك الموجودة في داناكيل، ومن خلال دراسة الحياة والبيئات الأرضية الجافة جدا، يمكننا أن نبدأ في معرفة المناطق التي قد تكون صالحة للعيش على سطح الكواكب الأخرى مثل المريخ.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالة الأناضول