"سفينة العودة".. نصب يرسو بنيويورك تكريما لضحايا الاسترقاق

People look at the Permanent Memorial to Honour the Victims of Slavery and the Transatlantic Slave Trade
صمم المهندس المعماري الأميركي، من أصل هايتي، رودني ليون النصب التذكاري الدائم من الرخام الأبيض (رويترز)

"سفينة العودة" نصب تذكاري دائم، أزيح الستار عنه في 25 مارس/آذار 2015 بمقر الأمم المتحدة لاستذكار مأساة العبيد وتكريما لضحايا الاسترقاق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وهي واحدة من المآسي المروعة في التاريخ الحديث.

التصميم
صمم المهندس المعماري الأميركي من أصل هايتي رودني ليون النصب التذكاري الدائم من الرخام الأبيض الذي يحمل اسم "سفينة العودة".

وقد اختير تصميم ليون من بين 310 اقتراحات تصاميم قُدّمَت من 83 بلدا في إطار مسابقة أطلقتها اليونسكو، وقال رودني ليون، صاحب "سفينة العودة" (Ark of Return) "في حين نواجه الشرق، يمكننا أن نلتفت بأفكارنا إلى المكان الذي أتينا منه"، وذلك إثر إعلانه فائزا بجائزة دولية في التصميم.

وأشار ليون إلى أن هذا النصب صُمّم ليكون "مساحة روحانية رمزية يمكن للمرء التفاعل في إطارها والمرور فيها للتعبير عن التقدير، والتأمّل، والتفكير، والشفاء، والتعليم، والتحوّل".

وقال ليون إنّه "يتعين على الأشخاص الذين يتحدرون من سلالة أفريقية أن يتعلموا عن تاريخهم من دون خجل بل بفخر"، وأضاف أن "الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين لا يتحدرون من سلالة أفريقية، إذ إن هذه التجربة تجربة إنسانية مشتركة".

وفي عام 2013، اختارت اللجنة تصميم رودني ليون من خلال مسابقة دولية ضمت 310 مشاركين من 83 بلدا. وقد أنشئت لجنة دولية في عام 2009 للإشراف على مشروع النصب التذكاري.

وبمناسبة تدشين النصب قال الأمين العام للأمم المتحدة حينها بان كي مون "إنه أمر حيوي للغاية توضيح الأخطار الكامنة في العنصرية بصورة جلية للجميع".

وأضاف بان كي مون "إن هذا النصب سيشكل تقديرا لنضال ملايين الأفارقة الذين أخرجوا من أرضهم عنوة على مدى أربعة قرون، واستُغلوا بلا رحمة، وسلبوا كرامتهم".

وأكد أن هذا النصب "سيشكل تذكيرا بشجاعة الرقيق ومؤيدي القضاء على الاسترقاق والأبطال المغمورين الذين تمكّنوا من مكافحة نظام جائر والنضال من أجل الحرية والقضاء على هذه الممارسة".

وتعيد "سفينة العودة" إلى أذهان "سكان العالم التراث الرهيب لتجارة الرقيق". وسوف "تساعدنا على التعافي من آثاره ونحن نتذكر الماضي ونكرم الضحايا" حسب بان كي مون.

المقر
يوجد نصب سفينة العودة في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك.

الهدف
يهدف النصب التذكاري إلى تذكير الزائرين بالتاريخ الكامل للرق، وحثهم على الاعتراف بالمأساة وإرثها، وإلى زيادة الوعي بالمخاطر الحالية للعنصرية، وعواقب العبودية التي لا تزال تؤثر على أحفاد ضحاياها اليوم.

ويهدف النصب أيضا إلى دفع الناس والتفكر في تراث تجارة الرقيق وبالتالي مكافحة التمييز والتحيز.

ويحتفل باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي في 25 مارس/آذار لتكريم ذكرى ما يقدر بـ 15 مليون شخص من الرجال والنساء والأطفال كانوا ضحايا أكبر هجرة قسرية في التاريخ.

ويشيد النصب بشجاعة ضحايا الرق ومناصري إلغاء الرق والأبطال المجهولين، وفي الوقت نفسه يعزز الاعتراف بالمساهمات التي قدمها هؤلاء الضحايا وأحفادهم إلى المجتمعات في أنحاء العالم.

المعاني الثلاثة
سيكتشف الزائر للسفينة من الداخل ثلاثة معان أساسية هدف القائمون على المشروع لإيصالها إلى الجمهور.

المعنى الأول هو إدراك حجم المأساة التي وقعت، عبر خريطة ثلاثية الأبعاد تبين حدود مثلث تجارة الرقيق على الصعيد العالمي.

أما المعنى الثاني فهو اعتبار التراث، ويتمثل في مجسم بشري ممد قبالة حائط رسمت عليه أشكال من سفينة نقل الرقيق. ويبرز هذا العامل الظروف القاسية التي خضع لها ملايين الأفارقة أثناء نقلهم.

بينما يهدف المعنى الثالث إلى عدم النسيان، وهو ما يحيل إليه شكل المثلث الذي يُمكّن الزوار من تكريم ذكرى ملايين الأنفس التي فقدت في حقبة تجارة الرقيق.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات