غوام.. جزيرة أميركية تهددها صواريخ كوريا الشمالية

الموسوعة - صورة لـ جزيرة غوام
بموجب معاهدة باريس الموقعة في 1898 أصبحت الجزيرة مستعمرة أميركية (غيتي)

جزيرة في المحيط الهادي تابعة لإدارة الحكومة الأميركية، غير أن مواطنيها يتمتعون بحقوق محدودة، وهي مدرجة على لائحة الأمم المتحدة للأراضي غير المستقلة التي ينبغي إزالة آثار الاستعمار فيها. هددت كوريا الشمالية بقصفها بالصواريخ صيف 2017.

الموقع
تقع جزيرة غوام في أرخبيل جزر ماريانا غرب المحيط الهادي، وتبعد بنحو 2400 كيلومتر عن كل من شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان، العاصمة هي هاغاتنا، والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان هي ديديدو، ويبلغ طول الجزيرة نحو خمسين كيلومترا.

السكان
يبلغ عدد سكان الجزيرة 160 ألف نسمة، ومعظمهم من الشامورو الذين ينتمون أساسا لأصول ميكرونيزية وفلبينية وإسبانية، وينحدر آخرون من مستوطنين أميركيين وإيطاليين وفرنسيين وبريطانيين ويابانيين، وسدس السكان جنود عسكريون أميركيون مع عوائلهم.

واللغة الرسمية لغوام هي الإنجليزية، ولكن معظم الناس يتحدثون لغة الشامورو، والرومانية الكاثوليكية هي الديانة التي يعتنقها معظم السكان.

التاريخ
دخل الإسبان جزيرة غوام عام 1565 وأعلنوها رسميا مستعمرة إسبانية عام 1668، وخلال هذه الفترة انخفض عدد السكان الأصليين "الشاموريون" من مئة ألف نسمة إلى خمسة آلاف نسمة فقط الذين انصهروا كليا في إسبانيا مظهرا ولغة وعادات وتقاليد.

وبموجب معاهدة باريس الموقعة في 1898أصبحت الجزيرة مستعمرة أميركية، ومنذ ذلك الحين بدأ العلم الأميركي يرفرف في سمائها.

غير أن الجزيرة خضعت للاحتلال الياباني بعيد هجوم بيرل هاربر في ديسمبر/كانون الأول 1941 حتى تحريرها من طرف الأميركيين في 21 يوليو/تموز 1944.

وفي عام 1950 أعلنت الولايات المتحدة أن جزيرة غوام هي "أرض أميركية غير مضمومة"، ومنذ ذلك التاريخ تتولى تنظيم أمور الجزيرة بدون أن تكون جزءا منها، وهذا يعني أن سكانها هم مواطنون أميركيون لكن يتمتعون بحقوق محدودة، فلا يستطيعون المشاركة في الانتخابات الأميركية، والممثل الوحيد لها في الكونغرس لا يحق له التصويت على نصوص القوانين.

وتضم جزيرة غوام تضم واحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في منطقة آسيا المحيط الهادي، وتضطلع بدور أساسي في الإستراتيجية الأميركية لمواجهة كوريا الشمالية خصوصا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013 زار وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رمسفيلد زار غوام لتفقد منشآتها التي زادت أهميتها للجيش الأميركي بعد الانسحاب من قواعد جوية وبحرية في فيتنام.

وتعتمد غوام كثيرا على المساعدات الاجتماعية الأميركية، فنحو 45 ألفا من سكانها يتلقون مساعدات غذائية ويستفيدون من النظام الصحي العام، كما تعتمد ميزانية الجزيرة على الدعم الفدرالي والضرائب التي يدفعها العسكريون الأميركيون المتمركزون هناك.

تقرير المصير
والجزيرة مدرجة في لائحة الأمم المتحدة للأراضي غير المستقلة التي ينبغي إزالة آثار الاستعمار فيها، ومنذ عقود يتصاعد النقاش فيها بشأن تنظيم استفتاء لتحديد مصيرها واختيار أحد حلين، إما أن تبقى مستعمرة أميركية أو تسعى إلى نيل الاستقلال.

ويرى العضو السابق في مجلس الشيوخ بالجزيرة أيدي دويناس أنه حان الوقت لتقرر هذه الأرض مستقبلها، وهو يدعو إلى تنظيم استفتاء يتزامن مع الانتخابات المخصصة لمنصب الحاكم.

من جهته، يطالب الحاكم أدي كالفو منذ فترة طويلة باستفتاء تطرح فيه ثلاثة خيارات، هي: الاستقلال، أو تحول غوام إلى ولاية أميركية، أو البقاء في وضع "الشراكة الحرة" مع واشنطن.

ويؤكد الحاكم أن المسألة تتعلق خصوصا بإعطاء السكان فرصة التعبير عن آرائهم. 

غير أن محكمة فدرالية أميركية أعلنت معارضتها إجراء استفتاء بشأن تقرير المصير، واعتبرت أن حصر حق التصويت في هذا الاستفتاء بسكان الجزيرة الأصليين الذين يطلق عليهم اسم "شامورو" ويبلغ عددهم 65 ألف نسمة مخالف للدستور بسبب الطابع العرقي لهذا المعيار، ورفعت الحكومة دعوى استئناف وطلبت تدخل الأمم المتحدة.

الأزمة الكورية
الهدوء الذي تعرفه الجزيرة كسرته التهديدات الكورية الشمالية صيف 2017، حيث هددت بيونغ يانغ بضرب غوام، وكشفت تفاصيل خطة لضربة صاروخية محتملة تستهدف منشآت أميركية فيها.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن متحدث باسم الجيش الشعبي الكوري، أن القوة الإستراتيجية للجيش تدرس حاليا بعناية الخطة التنفيذية لتشكيل ما وصفه بغلاف ناري يغطي المناطق حول جزيرة غوام، باستخدام صواريخ بالستية من طراز "هواسونغ 12″ المتوسطة المدى.

وأضاف المتحدث أن الخطة تستهدف "احتواء" القواعد العسكرية الأميركية الكبيرة على جزيرة غوام، ومنها قاعدة أندرسون للقوات الجوية، حيث توجد قاذفات إستراتيجية أميركية، مشيرا إلى أن الخطة سيتم الانتهاء منها وتطبيقها بشكل متزامن ومتتابع، حتى يتخذ القائد كيم جونغ أون القرار بتوجيه الضربة الصاروخية.

وتضم جزيرة غوام قاعدتين أميركيتين جوية وبحرية على بعد 3100 كلم إلى الجنوب الشرقي من كوريا الشمالية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية