عبد الفتاح فايد

الزميل عبد الفتاح فايد - الموسوعة

صحفي وإعلامي مصري، عمل في صحيفة الشعب المصرية التي عانت من مضايقات نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. قضى أياما مع مبعدي مرج الزهور حيث نقل معاناتهم، وخاض تجربة إعلامية محلية وعربية قبل أن ينتقل إلى شبكة الجزيرة عام 2008.

الدراسة والتكوين
نشأ عبد الفتاح فايد في أسرة ريفية متوسطة الحال في محافظة الغربية بدلتا مصر، وتلقى تعليمه الأساسي في القرية حتى انتقل إلى جامعة القاهرة عام 1983.

تخرج فايد من قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1987 بعد أربع سنوات جمع فيها بين الدراسة الأكاديمية والممارسة الصحفية في حقبة كانت تموج بكثير من التحولات السياسية.

ففي حقبة الثمانينيات أسهمت الحركة الطلابية في مصر في قيادة التحول من نظام استبدادي فردي أبوي حكم مصر خلال عقود طويلة منذ يوليو/تموز 1952، إلى نظام أكثر تحررا تصدرت فيه الحركة الإسلامية العمل السياسي في الجامعات والنقابات المهنية.

المسار المهني
تنقل عبد الفتاح فايد بين عدد من المؤسسات الصحفية المصرية القومية منها والمعارضة منذ التحاقه بالجامعة عام 1983 حتى استقر به المقام عام 1985 في صحيفة "الشعب" المعارضة الأقوى جرأة ونقدا للنظام.

يعتبر نفسه محظوظا بالتتلمذ على يد نخبة من الوطنيين المصريين المميزين أمثال فتحي رضوان وإبراهيم شكري وعادل حسين وحلمي مراد، وعدد كبير من قيادات العمل الوطني والحزبي والصحفي وقتها.

تدرج سريعا في المناصب داخل الصحيفة حتى تولى إدارة قسم الأخبار، ثم قسم التحقيقات العاجلة مساعدا لرئيس التحرير، وعضوا في مجلس تحرير الصحيفة لنحو عشر سنوات.

يعتبر أن هذه السنوات العشر شكلت الأساس الذي مهد لمخاض ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 حيث أسقطت كل "التابوهات" التي ناضلت جريدة "الشعب" طويلا لإسقاطها، وأحالت رموز الفساد إلى قفص الاتهام حتى إن تعثرت هذه المحاكمات مع تعثر الثورة المصرية بعد ذلك.

أشرفَ عبد الفتاح فايد على عشرات الحملات الصحفية ضد الفساد والانتهاكات بحق سجناء الرأي والمعارضين، كان أبرزها الحملة ضد أعضاء مجلس الشعب المتهمين بالاتجار بالمخدرات، وكانت تحت اسم "نواب الكيف".

كما أشرف على الحملة ضد نهب أموال البنوك المصرية وتهريبها بالمليارات إلى الخارج والتي عرفت باسم "نواب القروض"، حيث كان أغلب المتهمين يتحصنون بالحصانة البرلمانية كنواب عن الشعب. وذلك إلى جانب ساهم في حملات صحفية في مواجهة بطش الشرطة خصوصا ضد الجماعات الإسلامية.

من التغطيات التي يعتز بها في مسيرته المهنية تغطية قضية المبعدين الفلسطينيين في منطقة مرج الزهور في لبنان شتاء عام 1993، حيث قضى معهم أياما في العراء في ثلوج جبل الشيخ ونقل معاناتهم للعالم عبر صحيفة الشعب، في ظل تعتيم إعلامي دولي كان يمهد لتوقيع كامب ديفد الثانية مع إسرائيل ووادي عربة بعد ذلك.

أغلق مبارك صحيفة الشعب عام 2000 وشرد صحفييها، وغادر عبد الفتاح فايد مصر للعمل في مؤسسة دبي للإعلام عدة سنوات، لكن تشاء الأقدار أن يعود إلى أرض الكنانة مديرا لمكتب الجزيرة في القاهرة لينقل وقائع الثورة المصرية، ويرى رموز الفساد الذين قاومتهم صحيفة الشعب عقودا وهم يتساقطون ويدخلون قفص الاتهام واحدا تلو الآخر، حتى إن استدارت الدنيا بعد ذلك ونجحوا في الإفلات.

عمل محاضرا لعدة سنوات في كلية الإعلام والمعلومات في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب عمله الصحفي والإعلامي.

ساهم في تأسيس مكتب لصحيفة الحياة اللندنية في مدينة دبي للإعلام عام 2005، وعمل فيه حتى انتقل إلى قناة الجزيرة في الدوحة عام 2008.

اختارته إدارة الجزيرة مديرا لمكتبها في القاهرة عام 2010، حيث كانت أولى أعماله الرئيسية تغطية الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عهد مبارك، والتي أفرزت ما عرف وقتها بالبرلمان المزور، وكان التزوير الفاضح فيها أحد أهم شرارات اندلاع ثورة يناير، وكان لطواقم الجزيرة هناك فضل كشف هذا التزوير بالصوت والصورة.

أدار مكتب الجزيرة في القاهرة منذ 2010، وشهد مداهمات السلطة المتكررة للمكتب الذي أغلق عدة مرات خلال ثورة يناير، وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وخلال فض اعتصام رابعة.

تعرض فايد للاعتقال والاستجواب الأمني وعرض على النيابة العامة بتهم كثيرة لم يقم عليها أي دليل، كما تلقى الكثير من التهديدات في ظل حالة استقطاب سياسي حاد في البلاد تعتبر الحياد والموضوعية خيانة وطنية.

أنتج عدة أفلام وثائقية وثقت لبعض الظواهر في المجتمع المصري بعد الثورة مثل فيلم "القناع" العمل الوحيد الذي وثق لظاهرة البلاك بلوك، و"رئيس الصدفة" الذي وثق حياة الرئيس المخلوع حسني مبارك حتى دخوله قفص الاتهام في محاكمة القرن.

المصدر : الجزيرة