تزايد عدد البنوك الإسلامية في جيبوتي

بنك سلام بجيبوتي.
undefined

محمد عبد الله عمر-جيبوتي

تشهد جمهورية جيبوتي منذ سنوات تزايدا كبيراً في عدد البنوك الإسلامية بسبب توجه الحكومة الجيبوتية إلى استقطاب رؤوس الأموال العربية من يمنيين وصوماليين وغيرهم.

ويوجد في جيبوتي حاليا أحد عشر بنكا، منها أربعة إسلامية هي بنك سبأ الإسلامي اليمني، وبنك سلام الأفريقي وبنك ذهب شيل العالمي الإسلامييْن التابعين لتجار صوماليين وجيبوتيين، إلى جانب بنك شورى الإسلامي.

وتحظى البنوك الإسلامية بإقبال كبير من قبل المجتمع الجيبوتي باعتبارها جزءا من النظام الاقتصادي الإسلامي.

يأتي ذلك بعد عقدين من الزمن أو يزيد منذ الاستقلال الوطني في العام 1977 حيث ظلت خلالها الساحة المصرفية تحت سيطرة اثنين من البنوك التقليدية العملاقة، هما بنك التجارة والصناعة- البحر الأحمر، وبنك أندوسويس- البحر الأحمر، الذي تحول فيما بعد إلى بنك أفريقيا البحر الأحمر.

وقد ظل هذان البنكان يحتكران الساحة البنكية في جيبوتي لعدم وجود أطراف أخرى منافسة.

سد الفراغ
ويقول المسؤول في إدارة المالية بوزارة الاقتصاد والمالية عبد الله حسين إن ظهور المصارف الإسلامية بجيبوتي جاء لسد الفراغ وتلبية للحاجة الملحة إلى إيجاد هذا النوع من البنوك التي تعمل طبقا للشريعة الإسلامية في جميع معاملاتها، ولممارسة التمويل الاستثماري وفق الصيغ الإسلامية في مجالات تمويل التجارة الخارجية وتمويل التجارة المحلية، فضلا عن تمويل المشاريع الصناعية والزراعية وغيرها، وهي تقدم إلى المجتمع الجيبوتي المسلم خدمات مصرفية بعيدة عن المعاملات الربوية.

ويؤكد عبد الله أن هذه البنوك تستقبل حاليا أعدادا كبيرة من المواطنين خاصة بعد أن أثبتت جدارتها أمام البنوك الأخرى على الرغم من أن أغلبها لا يمتلك فروعا أخرى إقليمية أو عالمية باعتبارها بنوكا فتية وحديثة العهد.

وتسعى البنوك الإسلامية عموما إلى إحياء المنهج الإسلامي في المعاملات المالية والمصرفية من خلال الالتزام بالقواعد والمبادئ الإسلامية في المعاملات المصرفية واستيعاب وتطبيق الوظيفة الاقتصادية والاجتماعية للمال في الأسهم.

الاستقرار الأمني والسياسي
ومن هذه البنوك -على سبيل المثال- بنك سبأ الإسلامي بجيبوتي الذي افتتح فرعه في جيبوتي يوم 26 يوليو/تموز 2006 بوصفه أول بنك إسلامي، بعد أن ظل يعمل في اليمن لعشر سنوات تقريبا.

ويؤكد مدير فرع جيبوتي صالح علي كرمان أن السبب الرئيسي لاختيار جيبوتي لاحتضان أول فرع للبنك خارج اليمن يتمثل فيما تتمتع به البلاد من استقرار أمني وسياسي إلى جانب موقعها الإستراتيجي كبوابة لأفريقيا الشرقية، ولخلو الساحة آنذاك من أية بنوك إسلامية.

ويقدم بنك سبأ الإسلامي كسائر البنوك المماثلة خدمات مصرفية متعددة تلبي احتياجات الزبائن من قبيل فتح الحسابات المصرفية بأنواعها: حسابات الادخار الاستثمارية، وحسابات ودائع الاستثمار بالإضافة إلى إصدار الحوالات الداخلية من وإلى المحافظات عبر شبكاته المحلية وخدمات الصراف الآلي عبر أكثر من عشر شبكات عالمية.

وتقدر أصول البنك بحوالي 800 مليون دولار في وقت يتجاوز عدد المساهمين فيه 6700 مساهم من شرائح المجتمع كافة، فضلا عن الزبائن الذين يقدر عددهم بنحو 18 ألفا.

كرمان أكد أن استقرار جيبوتي الأمني والسياسي جذب البنوك الإسلامية (الجزيرة نت)
كرمان أكد أن استقرار جيبوتي الأمني والسياسي جذب البنوك الإسلامية (الجزيرة نت)

ويوضح كرمان أن مجمل الخدمات المصرفية للبنك تتم تحت إشراف هيئة رقابة شرعية تضم في عضويتها مجموعة من العلماء، مضيفا أن بنك سبأ الإسلامي يعد أول بنك إسلامي على مستوى العالم تضمنه مؤسسة التمويل الدولية.

خدمات حديثة
وإلى جانب الأساليب الاستثمارية التي تسير عليها المصارف الإسلامية كالمرابحة والمشاركة بأنواعها المختلفة، والمضاربة الشرعية والإجارة، فإنها تمتاز عن البنوك التقليدية الموجودة في جيبوتي بسبقها لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال البنكي سعيا لإرضاء رغبات الزبائن وتلبية لطلباتهم المتزايدة، بحسب مدير العلاقات الخارجية في بنك سلام الأفريقي حسن جامع عوالة.

ويشير عوالة إلى أن بنك سلام، الذي أسسه تجار صوماليون في جيبوتي يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2008، يقدم لزبائنه خدمات مصرفية حديثة لا تتوفر في البنوك التقليدية على الأقل في الفترة الراهنة. وهذا ما يجعل الكثيرين يفضلونه لفتح حساباتهم لديه، إذ يبلغ عدد الزبائن 8500 زبون، في حين يقدر عدد المساهمين فيه بنحو 24 مساهما من الصوماليين والجيبوتيين والإثيوبيين، وتصل أصول البنك إجمالا إلى 50 مليون دولار، ومن هذه الخدمات -مثلا- خدمة البنك الإلكتروني التي تمكن الزبون من الاطلاع على حسابه عبر شبكة الإنترنت حيثما كان، كما يوفر البنك لزبائنه خدمة تسديد فاتورة الكهرباء أو الماء أو الهاتف الثابت مسبقا عن طريق البنك.

أما بنك ذهب شيل العالمي فقد بدأ مسيرته من عالم الصرافة قبل الدخول في المعترك البنكي بعقود، بحسب مدير الاستثمار والتسويق محمد طاهر عثمان الذي أكد أن افتتاح البنك لفرعه الرئيسي في العاصمة جيبوتي يوم 20 مارس/آذار 2010 جاء نتيجة للانفتاح السياسي والاقتصادي الذي انتهجته البلاد خلال العقد الأخير.

يتبع هذا البنك -الذي يبلغ عدد زبائنه 6700- مجموعة "ذهب شيل جروب"، وقد نجح في كسب ثقة التجار المحليين وإزالة مخاوفهم تجاه البنوك الإسلامية، بحسب طاهر الذي أشار إلى أن البنوك الإسلامية في جيبوتي تتطلع إلى أن تكون في صدارة المشهد، وتبقى سباقة إلى الريادة والتميز في عالم المصارف على المدى البعيد.

المصدر : الجزيرة