زيت الجاتروفا .. الوقود الحيوي القادم للسودان

شجرة من حقول جاتروفا

undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

ضمن خياراته ومساعيه لتطوير مصادر الدخل القومي مع فقدانه نسبة كبيرة من عائداته النفطية بسبب انفصال الجنوب الذي أخذ معه 75% من إنتاج الذهب الأسود، لجأ السودان لعلمائه من أجل تطوير بدائل الطاقة من خلال استغلال شجرة الجاتروفا من أجل إنتاج الوقود الحيوي وبكميات تزيد عن حاجة البلاد.

فقد نجح هؤلاء العلماء في إعادة اكتشاف مستخلصات شجرة الجاتروفا شبه الصحراوية كبديل سريع ومثالي للجازولين بإنتاج الوقود الحيوي بجانب استخلاصات أخرى أكثر أهمية وفائدة.

وعلى الرغم من أهمية هذه الشجرة وقدرتها الفائقة على التعايش مع كافة الظروف السودانية، فإنها ولوقت قريب لم تكن تعني للمواطنين غير بعض الاستخدامات الشعبية كمداواة الجروح ومعالجة لدغات الثعابين.

الشجرة السحرية
لكن ووفق النجاح الأخير، فإن الشجرة -التي أطلق عليها بعضهم اسم الشجرة السحرية أو الشجرة المعجزة- لا تقتصر فوائدها على إنتاج الجازولين وإنما تتعداه لاستخلاصات أخرى كصناعة الصابون والجلسرين ومنتجات تسميد التربة والورق والخشب المضغوط وبعض الاستخدامات الطبية الأخرى لعلاج أنواع من السرطانات.

وبينما لا تزال تساؤلات الجميع تتوالى عن الشجرة وما إذا كانت تستطيع سد إحدى فجوات البترول، يجيب القائمون على أمرها بأنها من المحاصيل الواعدة لتوفير الوقود الحيوي بالسودان وبكميات كبيرة "يمكنها تغطية حاجة البلاد بعد عدة سنوات مقبلة".

ويؤكدون نجاح كافة التجارب البحثية في إنتاج الوقود الحيوي من الجاتروفا، مشيرين إلى وفرة المحصول "الذي جاء نموه بمواصفات أكثر إيجابية".

ويبدي وزير العلوم والتقانة عيسى بشري استعداد وزارته لدعم المشروع ورعايته وتسهيل كافة حاجاته، متوقعا أن يساهم إنتاج الوقود الحيوي في تقليل الطلب على الوقود الهيدروكربوني.

فتح جديد
وقال للصحفيين إن وزارته ستجتهد "مع علماء السودان للنهوض بالصناعات السودانية"، معتبرا أن مشروع الجاتروفا سيفتح الباب أمام اكتشافات أخرى بذات الأهمية.

بذرة الجاتروفا (الجزيرة)
بذرة الجاتروفا (الجزيرة)

أما المدير العام للمركز القومي للبحوث محمد جلال محمد أحمد راعي المشروع القومي للوقود الحيوي فأكد نجاح المشروع في مرحلته الأولى بصورة كاملة، مشيرا إلى نجاح كافة النتائج المعملية وغيرها.

وقال إن المشروع يستهدف زراعة مليون شجرة جاتروفا خلال الفترة الحالية ترتفع إلى مليار شجرة خلال ست سنوات، مؤكدا أن الشجرة ليست بحاجة لأكثر من 250 ملم  من المياه خلال العام "مما يعني أنها تلائم الطقس السوداني".

استخدامات متعددة
وأكد للجزيرة نت أن إنتاج الشجرة نصف السنوي من البذور "قد يتراوح ما بين ستة إلى اثني عشر كيلوغراما يمثل الزيت فيها نسبة 25%"، مشيرا إلى أن ما يتبقى من ذلك يخضع لاستخدامات طبية أخرى بجانب صناعة الصابون وبعض أنواع الجلسرين وتسميد التربة.

أما مدير إدارة مدينة أفريقيا التكنولوجية بالخرطوم أسامة عبد الوهاب فأكد نجاح زراعة الجاتروفا في جميع أنحاء السودان، مشيرا إلى أن نسبة إنتاجها "فاقت جميع التوقعات".

وقال للجزيرة نت إن الشجرة التي يتراوح عمرها ما بين 40 و50 سنة لا يقل إنتاجها نصف السنوي عن ثمانية كيلوغرامات، مؤكدا عزم القائمين على المشروع تعميمه على مزارعي السودان "لتكون الجاتروفا جنبا إلى جنب مع الفول السوداني والسمسم والصمغ العربي".

المصدر : الجزيرة