جبيل اللبنانية.. ثمانية آلاف عام من الحياة

صورة لمدينة جبيل اللبنانية
مركز قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان يقع على البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر مدينته من أقدم المدن المأهولة في العالم، ومن المدن القليلة التي بقيت مأهولة منذ إنشائها حتى اليوم، اختيرت عاصمة للسياحة العربية عام 2016.

الموقع
تقع مدينة جبيل على الساحل اللبناني شمالي العاصمة بيروت، وتبعد عنها بنحو 37 كيلومترا، ويستغرق الوصول إليها نحو ثلاثين دقيقة من بيروت في الحالات العادية. وهي مركز قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان، وتتمركز فيها العديد من الدوائر الرسمية والمرافق الخدمية الصحية والتعليمية والمصرفية وغيرها.
 
التسمية
بينما يقول المؤرخون إن الصيادين هم من بنوا المدينة قرب الشاطئ، تقول الأسطورة التي استمد منها اسم المدينة إن الإله إيل -كبير الآلهة عند الكنعانيين- هو من أسسها حيث وفرة الينابيع، فكانت تسمية جبيل اختصارا لـ"جب إيل" أي نبع الإله إيل.
 
السكان
يقطن مدينة جبيل حوالي 40 ألف نسمة يتكلمون اللغة العربية، ويدين معظم سكانها بإحدى الديانتين: الإسلام أو المسيحية.
 
التاريخ
يعود تاريخ مدينة جبيل إلى أكثر من ثمانية آلاف سنة، ويعتقد مؤرخون أن مدينة جبيل اللبنانية هي أول مدينة في العالم ما زالت مأهولة بالسكان منذ ثمانية آلاف سنة، ويستندون إلى مجموعة آثار اكتشفت في المدينة في عشرينيات القرن الماضي تثبت أن الإنسان عاش في المكان منذ عصور ما قبل الميلاد.
 
ونظرا لموقعها الإستراتيجي ولأهميتها التاريخية، فقد شكلت عبر التاريخ همزة وصل ونقطة تلاق بين الحضارات القديمة التي تعاقبت عيلها (الفينيقيّون والآشوريّون والفرس والرومان واليونان والعثمانيّون..)، وهو ما يظهر من خلال المعالم الأثرية والكنوز التراثية التي تزخر بها المدينة وتشكل هويتها الحالية والتاريخية.

الاقتصاد
تتوفر جبيل على ميناء مهم استعمل لتصدير خشب الأرز إلى مصر عبر السفن الفينيقية قبل أربعة آلاف سنة، ويعتبر الميناء مصدر رزق وعيش لسكانها، وتتميز المدينة التاريخية كذلك بأسواق قديمة مليئة بالمطاعم والمحلات التجارية حيث الصناعة التقليدية. ويسعى مسؤولو المدينة لتطوير إمكاناتها السياحية.

كما تشكل جبيل التي تسمى أيضا بيبلوس بالنظر لعلاقتها بالأبجدية الفينيقية والورق، إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في لبنان والمنطقة عموما، حيث يفد إليها كل عام آلاف السياح الذين يتلهفون للاطلاع على تاريخها وثقافتها ومعالمها السياحية الهامة.

وضمن هذا الإطار، اختارها وزراء السياحة العرب عام 2015 لتكون عاصمة للسياحة العربية عام 2016.

وقبل ذلك بعامين، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال 14 صورة تحت عنوان "أشجار الميلاد حول العالم"، ومن ضمنها شجرة جبيل الميلادية التي تتألف من 2500 ورقة حديدية مطلية باللون الذهبي، ويبلغ طولها 33 مترا وعرضها 12 مترا.

المعالم
تتوفر المدينة على معالم أثرية وسياحية متعددة تجعلها من أبرز الوجهات السياحية على شاطئ البحر المتوسط، ومنها قلعة جبيل التاريخية التي بناها الصليبيون عام 1204، وتضم اليوم متحفا تعرض فيه قطع أثرية مختلفة، وتشرف على مدينة أثرية فينيقية اكتشفت فيها توابيت لملوك حكموا جبيل ومسرح روماني.

ومن المعالم السياحية الشهيرة فيها المرفأ التاريخي على البحر، إضافة إلى بقايا السور الذي كان يحيط بالمدينة في القرون الوسطى، وقلعة جبيل التي بناها الصليبيون، ومسجد جبيل التاريخي الذي يعد أحد أقدم المساجد في لبنان.

ويقف متحف الشمع في المدينة بوصفه أحد المعالم الجميلة، في وقت تعتبر كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي بناها الصليبيون عام 1150 شاهدا على التنوع الديني والمذهبي للمدينة.

وتضم المدينة متحفا للأحافير التي تعود لملايين السنين، أما الحارة القديمة والسوق التجاري فيتمتعان برونق تاريخي عريق، يبرز فيه جمال الأحياء خلال العهد العثماني.

وفي فصل الصيف تنظم جبيل بشكل سنوي مهرجان بيبلوس الدولي الموسيقي في الحي التاريخي بالمدينة.

الجوائز
فازت مدينة جبيل بجوائز وألقاب عديدة منها جائزة "Pomme d’or award 2014" (التفاحة الذهبية) الممنوحة من الاتحاد الدولي للصحافيين والكتاب السياحيين، وفازت قبل ذلك بلقب أفضل مدينة سياحية عربية عام 2013 التي تمنحها الأمم المتحدة، كما صنفت منذ العام 1984 من طرف منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية