تعرف على مدينة أضنة التركية

مدينة أضنة - الموسوعة
تحتوي أضنة على العديد من المساجد

مدينة على ساحل المتوسط، تصنف خامس المدن التركية من حيث تعداد السكان ورابعها من حيث الموارد الطبيعية والمعدنية، وفيها نشاط اقتصادي وتجاري كبير.

الموقع
تقع مدينة أضنة في قلب منطقة شوروكوفا على نهر سيحان جنوب الأناضول، على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عنه نحو ثلاثين كيلومترا خلف جبال طوروس، وهي قريبة من منطقة لواء الإسكندرونة.

تبعد عن العاصمة أنقرة نحو 390 كيلومترا، وعن إسطنبول 195 كيلومترا، وهي المركز الإداري لمحافظة أضنة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 14 ألف و125 كيلومتر مربع، وترتفع عن سطح البحر 23 مترا.

التسمية
اسم المدينة مشتق من "أضنيا"، وقيل أنه اشتق من اسم قبيلة "دانا" اليونانية، وينسبه بعضهم إلى دولة "ضنجانا"، التي ظهرت عقب انهيار الحضارة الميسينية "1200 قبل الميلاد".

وورد في الأساطير الرومانية واليونانية القديمة أن جذور اسم أضنة مقتبس من أضانوس وسيروس ابني أورانوس الذي جاء إلى منطقة قريبة من نهر سيحان وأسس أضنة.

السكان
يبلغ عدد السكان أكثر من مليونين و183 ألف نسمة، وفقا لإحصائية النفوس التركية لعام 2015، وهي خامس المدن التركية الكبرى من حيث عدد السكان، بعد كل من إسطنبول وأنقرة وأزمير وبورصة على التوالي.

سكان المدينة هم في غالبيتهم العظمى من المسلمين السنة الأتراك، ويقيم في المدينة خليط من الأعراق اليونانية والأرمنية والكردية وبعض الأعراق العربية والكلدانية والآشورية.

ويسود المدينة مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار والجاف صيفا، والمعتدل الماطر شتاء.

التاريخ
يعود تاريخ المدينة إلى العصر الحجري قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وقد حكمها الآشوريون في القرن التاسع قبل الميلاد، والفرس في القرن السادس قبل الميلاد، واحتلها الإسكندر الأكبر عام 333 قبل الميلاد، ثم تناوب على حكمها السلوقيون والأرمن، وتحولت إلى مدينة هامشية في العهد الروماني.

دخلت تحت حكم البيزنطيين بعد انهيار الأمبراطورية الرومانية عام 395 ميلاديا، وشهدت نهضة كبيرة في بناء الجسور وشق الطرق والري والزراعة والمباني.

حكم العرب أضنة في منتصف القرن السابع الميلادي واستعادها البيزنطيون في القرن العاشر للميلاد، ثم دخلت تحت حكم السلاجقة الذين سيطروا عليها قبيل انتصار السلطان السلجوقي ألب أرسلان في معركة "ملاذكرد" عام 1071، ثم احتلها الصليبيون في حملة العام 1097، قبل أن يتناوب على حكمها الأرمن والبيزنطيون.

وخضعت لحكم المماليك عام 1359 ميلاديا، وظلت تحت حكمهم حتى استولى عليها العثمانيون.

الدورالإستراتيجي 
احتضنت بلدة ينجي القريبة من أضنة لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ونظيره التركي عصمت إينونو في 30 يناير/كانون ثاني 1943، حيث طلب تشرشل مشاركة تركيا في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء، ولكن إينونو رفض هذا الطلب.

وفي عام 1955 جرى تأسيس قاعدة حلف شمال الأطلسي "ناتو" الجوية ببلدة إنجيرليك على بعد عشرة كيلومترات شرق أضنة التي أصبحت إحدى أهم قواعد الحلف في المنطقة، وقد استخدمت مركز تحكم وسيطرة خلال الحرب الباردة، وانطلقت منها الطائرات الأميركية في حرب الخليج ( 1991) وفي حرب العراق (2003).

الاقتصاد
تحتل أضنة المركز الرابع في تركيا من حيث الموارد المعدنية، وفيها مناجم الكروم والحديد والمنغنيز والرصاص والزنك.

ويعمل قطاع كبير من أبناء المدينة في الزراعة، وفي الثروة الحيوانية التي تشمل تربية المواشي والأسماك والطيور وتصنيع منتجاتها من لحوم وألبان والاتجار بها، كما يزدهر في المدينة قطاعا السياحة والفندقة نظرا لقربها من البحر واحتوائها على مزارات أثرية ومواقع طبيعية وسياحية.

وفي أضنة مدينة صناعية ضخمة تعمل فيها العشرات من مصانع الأغذية والكيماويات والأسمدة والأثاث والزجاج والتعدين وقطع الغيار والسيارات.

وتضم المدينة شبكة حديثة من الطرق والمواصلات البرية، كما تضم مطار شاكر باشا الذي افتتح للرحلات الداخلية منذ العام 1918، ومطار أضنة الدولي وهو السابع على مستوى تركيا، إضافة إلى ميناء مصانع طوروس غوبرة وميناء بوتاش البحريين.

المعالم
تنتشر في أضنة الحدائق والمتنزهات الممتدة على جانبي نهر سيحان، ومنها متنزه أتاتورك وحديقة سليمان ديميريل، وفيها الميادين العامة، والمساجد كمسجد سبانجي الرئيسي ومسجد "أولو جامع" ومسجد حسن آغا، وفيها أربع كنائس أرمنية ويونانية ولاتينية. 

وتضم المدينة عددا كبيرا من المتاحف ومنها متحف أضنة الأثري ومنزل أتاتورك، وعشرات الفنادق والمسارح والمستشفيات والمراكز الطبية، والمدارس والجامعات.

المصدر : الجزيرة