محلل عسكري: مشاهد القسام من لبنان تكشف تطورا في القدرات والأهداف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لإطلاق مقاتليها دفعات صاروخية من جنوب لبنان، تكشف تطورا في القدرات التسليحية بتلك الجبهة والإمكانات الاستخباراتية بتحديد أهداف نوعية.

ووثقت المشاهد -للمرة الأولى- إطلاق القسام صواريخ من خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال معركة طوفان الأقصى، وقالت الكتائب إن الرشقات استهدفت مقار قيادية وثكنات جنود الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة.

وأظهرت المشاهد دفعات من الرشقات الصاروخية وهي تتهاطل على الأهداف الإسرائيلية، وذلك بعد أيام من إعلان القسام عبر تطبيق تليغرام أنها قصفت من جنوب لبنان برشقة صاروخية مركزة مقر قيادة اللواء الشرقي في معسكر غيبور الإسرائيلي القريب من الحدود.

وقال الفلاحي في تحليل عسكري للجزيرة، إن هذا التوثيق من شأنه إثارة تساؤلات حول المدى الذي وصلت إليه قدرات حركة حماس العسكرية في لبنان، وقدرتها على فتح جبهات جديدة ومؤثرة للمواجهة خارج قطاع غزة وفلسطين.

ولفت إلى أن قصف القسام للأراضي المحتلة من لبنان ليس الأول من نوعه، لكن الجديد أنه جاء هذه المرة مكثفا عبر راجمات صواريخ لديها القدرة على قصف 40 صاروخا في فترة وجيزة، وكذلك تحديد أهداف نوعية تؤكد تطور قدرات القسام الاستخباراتية في المنطقة.

ويرى الخبير العسكري أن الأهداف النوعية التي تحددها القسام من شأنها أن تؤثر على العمل العسكري في تلك الجبهة، وأن بث هذه المشاهد في هذا التوقيت يحمل رسائل متعددة للقسام أبرزها أن دخول الاحتلال رفح في قطاع غزة لا يعني الكثير لأن الكتائب لديها حضور في أماكن أخرى.

محور نتساريم وتصعيد الحوثيين

وبشأن الأوضاع في محور نتساريم وسط قطاع غزة، يؤكد الخبير العسكري أن الفترة القادمة ستشهد تصعيدا من قبل فصائل المقاومة لعملياتها غير المباشرة، عبر القصف بالهاونات والصواريخ وذلك لإجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من المحور.

وأشار الفلاحي في هذا السياق إلى أن جيش الاحتلال مستمر كذلك في محاولة تأمين قطاعاته المتواجدة في المحور على التوغل شمالا وجنوبا لمنع الفصائل من الاقتراب وقصف المحور.

وحول عودة استهداف قوات الاحتلال لمقار البلديات في القطاع، يقول الفلاحي إن ذلك يأتي في إطار استهداف الاحتلال للبنية التحتية للقطاع واستهداف أي مظهر من مظاهر عودة الإدارة المدنية للحكومة التابعة لحركة حماس في غزة.

وفي تعليقه على إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بدء ما وصفتها بـ"المرحلة الرابعة من التصعيد"، وتشمل استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر المتوسط، قال الفلاحي إن ذلك يأتي في إطار الضغط من جبهة المقاومة والداعمين لها للتأثير في ملف المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الإدارة الأميركية يمارسان ضغوطهما على حركة حماس وكذلك الدول الوسيطة كقطر ومصر، ومن ثم فإن جبهة المقاومة تعمل على ممارسة ضغوط مقابلة للتأثير على تلك المفاوضات.

المصدر : الجزيرة