يوسف السفري للجزيرة نت: منتخب المغرب قادر على التأهل بمونديال قطر وخليلوزيتش دفع ثمن أخطائه وهذه نصائحي للركراكي

PARIS - NOVEMBER 16: Youssef Safri of Morocco during the International Friendly match between France and Morocco at the Stade de France on November 16th,2007. (Photo by Michael Steele/Getty Images)
المغربي يوسف سفري يرشح منتخب بلاده للتأهل إلى الدور الثاني في كأس العالم 2022 (غيتي)

الدوحة- يحدو يوسف السفري اللاعب الدولي المغربي السابق والمدرب الحالي لنادي قطر لكرة القدم أمل كبير بقدرة منتخب بلاده على عبور الدور الأول في كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر انطلاقا من 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بالنظر إلى القدرات الفنية العالية لعدد من اللاعبين الناشطين بدوريات أوروبية قوية ولثقته في قدرة المدرب وليد الركراكي على توفير أجواء ملائمة تساعد على تحقيق هذا الهدف.

في المقابل يشدد السفري، في حواره مع الجزيرة نت، على أهمية إقامة منافسات كأس العالم على أرض عربية لشحذ همم المنتخبات العربية الأربعة وتشريف الكرة العربية في هذا المحفل الدولي.

وفي ما يلي نص الحوار:

  • تواكب كغيرك من المقيمين في قطر التحضيرات الجارية لمنافسات كأس العالم FIFA، كيف ترى نسق الاستعدادات قبل حوالي شهر من ضربة البداية؟

قطر تشهد منذ نيلها شرف تنظيم كأس العالم تغييرات عمرانية وحضارية كبيرة ضمن تحضيراتها للموعد المونديالي الكبير، وهي جاهزة لتقديم نسخة استثنائية من المسابقة التي تنتظم للمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط.

تحسينات مبهرة عرفتها الدولة على مستوى البنية التحتية من جسور وطرقات وخطوط سكك حديدية وملاعب وفنادق، مقارنة بما كانت عليه في وقت سابق. لعبت في صفوف فريق نادي قطر من 2008 إلى 2013 ثم عدت إلى النادي كمدرب العام الماضي وشهدت التطور الكبير للدولة على جميع المستويات.

  • الجولات السبع الأولى للدوري القطري الموسم الحالي جرت على ملاعب مونديالية مما منحك فرصة التعرف أكثر على خصائص هذه الملاعب فحدثنا عنها؟

وقفت على ملاعب ذات جودة عالية ومرافق متطورة للغاية، والمنتخبات التي سوف تشارك في بطولة كأس العالم ستستمتع بها وستنبهر بمختلف مكوناتها ومنشآتها التي تواكب التطورات العالمية الأخيرة في مجال بناء الملاعب.

كل المشاركين في المونديال من منتخبات وجماهير وضيوف سيشهدون نسخة مميزة واستثنائية لكأس العالم في قطر، ومنسوب الشغف بالمسابقة سيكون عاليا.

  • هل لعاملي الأرض والجمهور دور في مساعدة المنتخبات العربية الأربعة المشاركة؟

المنتخبات العربية ستستفيد من إقامة منافسات كأس العالم في قطر لنيل رصيد معنوي إضافي مقارنة ببقية المنتخبات، بما أن الحضور الجماهيري العربي سيكون أعلى قياسا بالنسخ الماضية للمسابقة مما سيزيد في قوة الأداء وربما يساعدها على تحقيق طموحاتها بالمرور إلى الدور الثاني.

هذه المنتخبات سبق لها إن استفادت من تشجيع واسع النطاق خلال كأس العرب 2021 التي جرت منافساتها في قطر، وهو ما عكس الشغف الكبير للجماهير بمنتخباتها. ومنتخبات قطر وتونس والمغرب -التي ستشارك في كأس العالم- لقيت في بطولة العرب مساندة جماهيرية عالية، والأمر ذاته للمنتخبين المصري والجزائري رغم أنهما لم يتأهلا للمونديال، مما يجعلنا نتوقع حضورا لافتا للجماهير خلال مباريات المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في كأس العالم.

The Morocco national team is seen in Rabat.
السفري (أول الجالسين من اليمين) مع منتخب المغرب في تصفيات كأس العالم 2006 (رويترز)
  • هل تتوقع أن تحدث المنتخبات العربية المشاركة في المونديال مفاجآت وتطيح بأخرى أكثر قوة منها؟

أنا متفائل بقدرة المنتخبات العربية الأربعة المشاركة على تقديم مستويات تعكس التطور الإيجابي لمستوى الكرة العربية السنوات القليلة الماضية ومنافسة نظيرتها من مختلف قارات العالم بالقوة اللازمة والجدية المطلوبة. كل المنتخبات المتأهلة تستحق الحضور والمشاركة في أكبر تظاهرة لكرة القدم في العالم بغض النظر عن وجود منتخبات قوية للغاية وأخرى أقل قوة.

الجيل الحالي من اللاعبين العرب هو الأفضل في رأيى مقارنة بالأجيال التي شاركت في النسخ السابقة من بطولات كأس العالم، ولدى المنتخب المغربي على سبيل المثال العديد من اللاعبين الناشطين في دوريات عالمية كبرى ونافسوا على ألقاب عتيدة ويملكون الخبرة الكافية لمقارعة زملائهم في بقية المنتخبات المشاركة في المسابقة.

  • المنتخب المغربي أقرب العرب للتأهل إلى الدور الثاني في المونديال نظرا للقيمة الفنية العالية لأغلب لاعبيه ونشاطهم في دوريات قوية.. هل توافق على هذا الرأي؟

هذا الانطباع حديث الشارع الرياضي المغربي لأن أداء المنتخب تغير منذ تعيين وليد الركراكي بدلا من وحيد خليلوزيتش، وصار الفريق يجمع بين قوة الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية وهو ما كان يفتقده فترة تولي المدرب البوسني لمقاليد المنتخب.

المباراتان الوديتان اللتان لعبهما المنتخب أمام شيلي وباراغواي كانتا ناجحتين على جميع المستويات، والمدرب الركراكي نجح في أول اختبارين له في تقديم تشكيلات ناجحة من اللاعبين بفضل ما يمتاز به من قدرة على التواصل الإيجابي مع اللاعبين ونجاحه في إعادة العديد من اللاعبين المبتعدين خلال فترة خليلوزيتش إلى المنتخب.

  • ما الإشكال الحقيقي الذي كان داخل المنتخب خلال فترة خليلوزيتش وما سبب ابتعاد أكثر من لاعب عن الفريق تلك الفترة؟

أعرف خليلوزيتش بصفة شخصية بما أنه دربني لما كنت لاعبا في نادي الرجاء، وأدرك مدى حرصه على الانضباط خلال التدريبات لكنه يفرط في بعض المرات في اعتماد هذه الطريقة بالعمل، مما تسبب في حصول بعض الخلافات مع عدد من النجوم الذين يتطلب الأمر التعامل معهم بطريقة مختلفة تراعي قيمتهم في الفريق.

حصلت خلافات بين خليلوزيتش وعدد من اللاعبين مثل زياش ومزراوي وحارث، وأعتقد أن الأجواء العامة في الفريق تغيرت الآن مع قدوم الركراكي وصار الجميع في انسجام كبير برز جليا خلال فترة المعسكر الأخيرة للمنتخب، وهو ما يمهد لنجاحات مقبلة خالية من كل خلافات ومشاحنات كانت ستعصف بالفريق لو تم الاحتفاظ بالمدرب البوسني.

ولم تكن الأجواء العامة داخل الفريق وحدها سبب الاستغناء عن خليلوزيتش بل غياب الأداء المقنع والقوي أيضا، المنتخب كان يفوز بمبارياته لكن الأداء كان متواضعا قياسا بقيمة اللاعبين المتوفرين للمدرب.

  • ولماذا وقع الاختيار على الركراكي في رأيك بدلا عن مدرب عالمي مونديالي أو سبق له قيادة أحد المنتخبات في منافسة تتطلب خبرات عالية؟

ضيق الوقت لا يسمح بالتعويل على مدرب أجنبي، وكان لا بد من مدرب وطني يعرف أجواء الكرة المغربية جيدا ويتمتع بقدرة على التواصل مع جميع الأطراف ذات الصلة بالمنتخب، وأرى أن الاتحاد المغربي لكرة القدم قد أصاب في تكليف الركراكي بهذه المهمة.

الركراكي مدرب وطني يتمتع بكفاءة عالية وسبق له الفوز ببطولات محلية وقارية، ويحسن التواصل مع اللاعبين والإعلام ويحظى بقبول الجميع وقد هنأته شخصيا على التكليف وهو الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.

الركراكي مدربا لمنتخب المغرب
الركراكي (يسار) تولى الإشراف على تدريب منتخب المغرب قبل أسابيع من انطلاق مونديال قطر (الصحافة المغربية)
  • ماذا يحتاج الركراكي المرحلة المقبلة من التحضيرات لكأس العالم؟

يحتاج إلى مقاربة ناجحة بين الوقت المتبقي والرفع في جاهزية جميع اللاعبين. سبق أن التقيت معه في الدوحة قبل أيام قليلة ضمن الجولات التي يقوم بها لعدد من البلدان التي ينشط فيها لاعبون مغاربة للوقوف على جاهزيتهم، وتحادثنا في هذا الأمر وهو مصر على بلوغ أهدافه وتحقيق الانسجام بين اللاعبين.

  • هل ترى أن المنتخب المغربي يفتقد إلى مهاجم صريح قادر على ترجمة الفرص الكثيرة التي يصنعها؟

الإعلام المغربي تحدث كثيرا عن هذه المسألة لكنني أرى أنها لا تتعلق بلاعب بعينه ولكن بالأداء الجماعي ومنظومة هجومية قادرة على صنع فرص التسجيل وإحراز الأهداف، وقد نجح الركراكي في تحقيق هذا في المباراتين الوديتين الأخيرتين، والأداء الهجومي كان جيدا عموما في ظل وجود لاعبين مميزين قادرين على قيادة المنتخب للتألق في المونديال.

  • نجومية زياش خفتت مع المنتخب خلال فترة خليلوزيتش قبل أن يتم استبعاده، هل ترى أن اللاعب قادر على استعادة بريقه مع الركراكي؟

الكرة في ملعب زياش الآن، المبارتان الوديتان اللتان لعبهما أظهر فيهما انسجاما محكما مع أشرف حكيمي في الجهة اليمنى للمنتخب مما يجعلهما مرشحين لمزيد من الانسجام في المباريات المقبلة.

على زياش أن يثبت أنه أحد أعمدة المنتخب المغربي في الاستحقاقات المقبلة، وأن سبب غيابه عن المنتخب يعود إلى خلافاته الشخصية مع خليلوزيتش وليس لأسباب فنية بسبب تراجع مستواه واختفائه عن التشكيلة الأساسية لفريق تشلسي في بعض المباريات.

  • تواجهون كرواتيا ثم بلجيكا وكندا بالدور الأول للبطولة، ما حظوظكم في الفوز بأي من المباريات الثلاث؟

المواجهة الأصعب لمنتخبنا ستكون أمام المنتخب البلجيكي القوي والمصنف ثانيا في العالم، لذلك لا أرى أننا نتمتع بحظوظ وافرة في الفوز فيه بينما أرى أن منتخبنا قادر على الفوز على المنتخب الكرواتي والكندي، وبالتالي المرور إلى الدور الثاني للبطولة.

يبدو المنتخب الكندي الأضعف في المجموعة ولكنني أخشى هذه التصنيفات التي عادة ما تكون في عقول اللاعبين، وأحذرهم من استسهال أي منافس مهما كان لأن المفاجآت واردة، وكل مباراة مرشحة إلى عديد الاحتمالات مهما كانت مستويات كل منتخبين متباريين.

  • لو طلب منك الركراكي استشارة فنية حول المباريات الثلاث ما الأمور التي ستنصحه بها بناء على قراءتك لمنتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا؟

أدعوه إلى منح الثقة الكاملة للاعبين وتهيئة الظروف المناسبة حتى يخوضوا المباراة دون ضغوط مضاعفة قد تكبل أرجلهم، وتتسبب في انخفاض مستوياتهم لأن الإفراط في تحميلهم المسؤولية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأفضل المباريات التي تخوضها الفرق أو المنتخبات هي التي يحرصون فيها على الاستمتاع باللعب.

  • ما سقف أحلام المنتخبات العربية المشاركة؟

على جميع المنتخبات العربية أن تستفيد من تطور مستوياتها الفترة الأخيرة، وأن تعمل على تقديم مستويات مقنعة، وتحرص على بلوغ الدور الثاني للبطولة، وعلى الجماهير أن تساعدها على تحقيق ذلك.

أدعو الجماهير المغربية والإعلام المغربي إلى الوقوف مع المنتخب فترة الإعداد الحالية وعدم تعكير الجو بقضايا جانبية، مع الحرص على محاسبة الفريق بعد نهاية مشاركته في كأس العالم.

المصدر : الجزيرة